ضحايا العنف يشككون في جدوى خطة المالكي للمصالحة

> بغداد «الأيام» مايكل جورجي :

>
رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي
رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي
من الصعب اقناع سكان حي الكرادة ببغداد بخطة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للمصالحة الوطنية..ففي هذا الحي انفجرت قنبلة وضعت على جانب طريق تاركة اكرم جبار بعرج مؤلم وايمان ضعيف بحكومته.

ويقول جبار (23 عاما) وهو تاجر اقمشة يمشي بصعوبة بسبب اصابته بشظايا في ركبته "إذا اردت الحق المالكي لن ينجح. وانا لا اصدق حقا انه او حكومته جادون بخصوص المصالحة."

ويضيف "إنه (المالكي) يقول انه يريد انهاء الطائفية لكن حكومته مليئة بالطائفيين. من المنطقي ان نعتقد أنه ستكون هناك حرب اهلية."

وقدم المالكي وهو شيعي تولت حكومته السلطة في 20 مايو ايار خطته من اجل الاستقرار خلال جلسة اعتيادية للبرلمان أمس الأحد.

وحفلت الخطة بالوعود لكنها افتقرت للتفاصيل بخصوص الكيفية التي تعتزم بها حكومته الحد من العنف الطائفي ونزع اسلحة الميليشيات والتعامل مع الانشطة المسلحة التي يقودها العرب السنة وراح ضحيتها آلاف من افراد الامن والمدنيين.

وسيكون من الصعب اقناع العراقيين وبالاخص ضحايا العنف الذي يعصف بالعراق بأن هذه الخطة ستغير مسار حياتهم.

فالقنبلة التي انفجرت هذا الشهر في حي الكرادة المزدحم حيث يكسب جبار ما يعادل اربعة دولارات يوميا ما هي إلا مثال على العنف الذي يقض مضاجع العراقيين بشكل يومي.

واسفرت انفجارات عن مقتل ما لا يقل عن ستة اشخاص في بغداد أمس الأحد وهو رقم بسيط بالمقارنة مع ما تشهده العاصمة عادة.

وكان جبار واخواه وهم من الشيعة قد بدأوا بفرش بضاعتهم على جانب الطريق عندما اقترب ثلاثة رجال يتظاهرون بانهم زبائن من المنطقة ثم تركوا كيسا بلاستيكيا على الرصيف انفجر بعدها بدقائق,ولا يزال اخواه في حالة خطيرة في المستشفى.

وهو يتساءل عن كيفية تحقيق المصالحة في بلد يمكن ان يقتل فيه المرء في انفجار او بالرصاص في اي وقت.

وقال إن افراد ميليشيا شيعية قتلوا بالرصاص جاره السني. ويتهم قادة السنة الميليشيات الشيعية بالاشراف على فرق اغتيالات.

واضاف "لا يمكن للمالكي ان يتحدث عن المصالحة الوطنية في الوقت الذي يسمح فيه لهذه الميليشيات بالتجول بحرية وقتل الناس. سياسات هذه الحكومة طائفية."

وفي قسم آخر من حي الكرادة احد احياء بغداد الاكثر هدوءا يبدي كريم مهدي تشاؤما مماثلا.

وفر مهدي من منزله في ضاحية الدورة السنية التي يسودها العنف بعد ان ضاق ذرعا من مشاهدة الجثث في الشوارع.

وقتل ابن اخيه سيف صالح في الانفجار ذاته الذي اصاب جبار وأخويه,كان صالح وثلاثة من زملاء الجامعة يشترون الفاكهة من السوق عندما انفجرت القنبلة.

ويقول مهدي عن خطة المالكي "إنها لن تفلح. احزاب كثيرة جدا تريد اشياء كثيرة جدا. لا يوجد صوت موحد في العراق." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى