ونِعْمَ الوجود الحزبي يا معالي الوزير!

> احمد عمر بن فريد:

>
احمد عمر بن فريد
احمد عمر بن فريد
سألج إلى طرح بعض الملاحظات حول الحوار المباشر الذي بثته قناة (الحرة) في برنامج (ساعة حرة) الأسبوع المنصرم، والذي أعادت نشره كاملاً جريدة «الأيام» الغراء يومي السبت والأحد الماضيين، من زاوية الحدث الكبير الذي هيمن على اهتمام الرأي العام المحلي والعربي بصورة غير مسبوقة والذي كان المادة الدسمة لمختلف وسائل الإعلام ومحللي الشأن السياسي اليمني، وهو حدث ترشح الأخ رئيس الجمهورية مرة أخرى للانتخابات الرئاسية بعد أن كرر أكثر من مرة عدم رغبته الترشح مجدداً كترسيخ لقيمة التداول السلمي للسلطة، وكسابقة شرفية كنا نتمنى أن تكون من نصيب الأخ الرئيس وأن يكون لليمن فيها قصب السبق على مستوى الوطن العربي وحتى على مستوى دول العالم الثالث ككل.

حول هذا الحدث الكبير كان الحوار في البرنامج، وكان الأخ العزيز محسن بن فريد أمين عام حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) إلى جانب الأخ وزير الأوقاف حمود عباد وآخرين ضيوف الحلقة .. ولفت انتباهي لغة التجني الكبيرة التي تحدث بها الأخ الوزير تجاه حزب الرابطة (رأي) في معرض حديثه ومداخلاته، حيث وصف الرابطة بأنها حزب خارج التاريخ وخارج الجغرافيا وأن لا وجود وطني حقيقي لها!!

نود فقط - في هذا الجانب - أن نذكر معالي الأخ الوزير، ومن بوابة (الحدث العظيم) الذي اخترته مدخلاً لتعليقي، أن حزبه الحاكم الذي احتشد في مؤتمره الاستثنائي المنعقد في قاعة 22 مايو، لمناقشة مرشح المؤتمر الشعبي العام، قد فشل فشلاً ذريعاً من خلال مختلف الطروحات التي توجهت بها قياداته الحزبية إلى فخامة الأخ الرئيس.

جهة إقناعه التراجع عن قراره التاريخي الذي لم يكتمل .. وقد شاهد العالم الكيفية التي بدت فيها معظم المداخلات خالية تماماً من أي منطق أو من نهج يخاطب العقل ويغوص في الأسباب والدوافع الحقيقة للقرار، وبما يقنع رئيس المؤتمر خطأ قراره بحسب تلك الطروحات .. لقد شاهدنا بذهول وشفقة كيف أن الأغلبية الساحقة من القيادات المؤتمرية بدت متلعثمة ومنعقدة اللسان، وكأنما اكتفت باعتماد أساليب (الرجاء والتوسل والبكاء) .. ووصل الأمر ذروته، حينما اعترف وقال عضو لجنة عامة قبل أن يسعفه الحظ ويمنع دموعه من التساقط: «إنني لم أشعر بالمسؤولية إلا بالأمس فقط!! وإنني أعترف، وعلينا أن نعترف أننا قد خذلناك يا سيادة الرئيس ولم نكن عند مستوى المسؤولية»!!

وإذا كان لأحد أن يلخص جل ما طرح من قيادات الحزب الحاكم في معظم المداخلات .. للخص كل الكلام الذي قيل في عبارة واحدة كانت تقول .. (حتسيبنا لمين؟) وهي العبارة ذاتها التي رددها المواطن الأمي في الشارع بدون تزلف أو مصلحة ذاتية فجاءت أكثر تأثيراً وأقرب إلى قلب الرئيس.

كما أن معالي الوزير وعلى ذمته الشخصية، تباهى بأن حزبه الحاكم لديه (ثلاثة ملايين) عضو مضاعفاً الرقم الذي كان قد أعلنه سابقاً الأمين العام السابق لحزبه د. الإرياني، وكأنما أراد الوزير أن يقول بهذه المعلومة الجديدة للمتحاورين، إن الوجود الحقيقي لأي حزب سياسي يعتمد على عدد البطائق الحزبية في أدراجه بدرجة رئيسة، وإذا كان الأمر كذلك إضافة إلى ما سبق ذكره من ضعف أداء قياداته أمام حدث عظيم كالذي جرى، يمثل عناصر الوجود والحضور الحزبي، في التاريخ والجغرافيا من وجهة نظر الوزير، فيحق للرابطة حينها، أن توافق معاليه بأنها فعلاً خارج التاريخ وخارج الجغرافيا.

كنت أتمنى .. ولا زلت، أن تستفيد قيادات المؤتمر الشعبي العام من هذه (الهزة العنيفة) وتقف بمسؤولية تامة أمام الأخطاء الجسيمة التي ترتكب بحق الوطن من خلالها، وتعمل على تحليل الواقع المهترئ وتعترف بجميع أخطائها وتحاول بجدية أن تصححها، لا أن تدشن هذه المرحلة بمهاجمة الآخرين وتوجيه الاتهامات الجسيمة لهم وهي تعلم علم اليقين أنها مسؤولة مسؤولية مباشرة عن إفساد التعددية السياسية للأحزاب عبر الكثير من الوسائل والأساليب التي تنتهجها ويعلمها الوزير .. وما تجربة اتحاد القوى الشعبية عنا ببعيد.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى