خوف الحراس من ركلات الجزاء.. حقيقي أم لا؟

> عواصم «الأيام الرياضي» وكالات:

>
ضربات الجزاء دائماً تدخل الخوف الى قلوب حراس المرمى فيسعون الى بعض الأفعال التي تساعدهم على التركيز
ضربات الجزاء دائماً تدخل الخوف الى قلوب حراس المرمى فيسعون الى بعض الأفعال التي تساعدهم على التركيز
يتم طرد الحارس جوزيف بلوخ أثناء مباراة فريقه بسبب ارتكابه خطأ عنيفا,يمضي الحارس ليلته مع إحدى بائعات التذاكر في إحدى دور العرض .. وفي صباح اليوم التالي يخنقها,هذه هي حبكة قصة "خوف حراس المرمى من ركلات الجزاء" للكاتب الالماني بيتر هاندكه والتي تحولت إلى فيلم أخرجه فيم فيندرز،لكن هل يعاني فعلا حراس المرمى مما يسمى بفوبيا ركلات الجزاء؟

ولماذا يمضغ حراس المرمى العلكة دائما قبل وأثناء المباريات؟ وهل فعلا حراس المرمى يعانون السمنة مما يمنعهم من اللعب داخل الملعب؟

إجابات كل هذه الاسئلة وغيرها تعرضت لها كريستينا لايب عالمة الاجتماع البالغة من العمر 29 عاما والتي تعمل في جامعة شتوتجارت هوهنهايم..وتطبيقا للنظرية التي تقول إن حارس المرمى هو اللاعب الاكثر أهمية وتفكيرا على أرض الملعب ، كرست لايب جهودها لترسم لمحة نفسية عن حارس المرمى.

وهي تأمل بأن تملا بدراساتها الحالية الفراغ الموجود في سجلات الدراسات الاجتماعية. وتقول لايب: "المسألة بالنسبة لي هي عملية تحر حول الاماكن المنعزلة والمظلمة والبحث عن الحقائق الخاصة بمجموعات اجتماعية من المفترض أن تكون معروفة للغاية لدى الاخرين".

وحولت الباحثة النفسية التي كانت عضوا في إحدى الفرق التي درست السلوك الاجتماعي لربات البيوت وفتيات الساونا ورجال الشرطة ولاعبي كمال الاجسام انتباهها الآن إلى الرجل الذي يقف بين القائمين والذي يقال عنه إنه يتسم بالجنون لانه اختار اللعب في مركز حارس المرمى".

وأوضحت لايب "على عكس التحليل الاجتماعي الكمي الذي يسعى إلى تسجيل وإحصاء الظواهر غير المألوفة: أحاول أن أنظر إلى العالم من منظور الناس الذين أتعامل معهم وأقوم بفحصهم".

التمرين يساعد الحراس على التعامل مع مواقف ضربات الجزاء والترجيح
التمرين يساعد الحراس على التعامل مع مواقف ضربات الجزاء والترجيح
وأضافت :"إنها طريقة في علم الاجتماع ظهرت في الولايات المتحدة في سبعينات القرن العشرين وانتشرت في أوروبا بعد عقد كامل".. وتتابع :"بطريقة أو بأخرى فإن حارس المرمى يشغل مركزا فريدا..ربما يكون غير منخرط في اللعب في غالبية وقت المباراة لكن في لحظات معينة تصبح مسئولية المباراة بأكملها بين يديه،وهذا يتطلب قوة ذهنية حقيقية وتركيزا شديدا وسرعة تلبية فائقة".

وقالت :"أنهم يعرقون طول الوقت حتى وهم بعيدون عن ذروة الاحداث وهذا يوضح مقدار الجهد الذهني والبدني المطلوب منهم". وأضافت :"ولهذا السبب يحاول حراس المرمى فصل أنفسهم عن المباراة بتأديتهم تدريبات مختلفة وبقراءة الكتب والقيام بكل ما يجنبهم أي مواجهات قبل المباريات". وتقسم عالمة الاجتماع عالم حراس المرمى إلى فئتين وتمثل لذلك بلاعبين ألمانيين للوصول على النقطة المراد شرحها،فمنهم من هو انبساطي مثل (سيب ماير) الحارس الفائز بكأس العالم عام 1974 ومنهم من هو عقلاني مثل(أوليفر كان) الذي يقال عنه في أكثر من مناسبة أنه متعجرف ومغرور.

وقالت لايب : "يملك (كان) شخصية قوية لكنه كثيرا ما يؤكد أن حراس المرمى غير متزنين بعض الشيء".

لكن كيف يمكن أن يصبح المرء حارسا للمرمى؟ .. تجيب لايب :"فكرة أن حارس المرمى يختار هذا المركز لانه يكون سمينا بدرجة لا تسمح له بشغل مركز آخر خرافة تامة.. فالكثير منهم يمكن أن يصبحوا من اللاعبين الجيدين"..الحقيقة على أي حال تتمثل في أن قليلين يتطوعون لشغل هذا المركز.. فالدور الاساسي لحارس المرمى يعني غالبا أن عليه أن يتدرب منفردا وأن يتعلم من الحراس الاخرين. ووفقا لما تقوله لايب فإن بعض الاطفال اختيروا لشغل مركز حارس المرمى لأنهم يسددون الكرة إلى مسافات بعيدة. ويملك حارس المرمى أيضا علاقة فريدة مع المشجعين غالبا ما تكون وثيقة لكنها تكون أحيانا أكثر اضطرابا عما هي عليه مع اللاعبين الاخرين.. وقالت لايب: "لدى حراس المرمى وقت أطول للاتصال بالجماهير لكن في الوقت ذاته من السهل أن يوجه لهم اللوم عندما تسير الامور في الاتجاه الخطأ".

حارس اوكرانيا أثناء تصديه احد ركلات الجزاء
حارس اوكرانيا أثناء تصديه احد ركلات الجزاء
واهتمت لايب بدراسة نفسية حراس المرمى لاسباب خاصة حيث أن صديقها كان لاعبا لكرة القدم .. وأوضحت :"لانني أمضيت الكثير من الوقت معه أصبح عالمه تدريجيا عالمي أنا أيضا".. وذكرت لايب إنها مبهورة بقوة كرة القدم في الجمع بين الناس.

وقالت :"عندما كنت أمر بمدينة مراكش ورأى أحدهم جواز سفري الالماني بدأوا على الفور في الحديث معي عن لوثر ماتيوس.

وأنهينا مناقشاتنا على أساس واحد هو أن كرة القدم تفتح قلوب البشر".. وتعتقد لايب أنه ككل المجموعات الاجتماعية فإن حراس المرمى لديهم طقوسهم وشعائرهم الخاصة وبصورة أوضح من زملائهم في الفريق..وقالت : "بعضهم يحمي نفسه بقصبة ساقه اليسرى ثم باليمنى وهم دائما ما يضعون حذاءهم الايسر أولا ومن ثم الحذاء الايمن .. وبعضهم يفضل استخدام القميص المتسخ الذي سبق أن قدموا به عرضا جيدا في مباراة سابقة.. أما سبب مضغهم للعلكة فيرجع إلى أنهم يعتقدون أنه عندما يبصقون على قفازهم يصبح أكثر لزوجة وهو ما يجعل الامساك بالكرة أسهل".. وتصر لايب على أن حراس المرمى لا يخشون مواجهة ركلات الجزاء ولا يرتعدون لحظة تسديدها "ليس لديهم ما يخسرونه..على خصومهم أن يسجلوا من ركلات الجزاء وإذا ما فعلوا لا يمكن لاحد أن يلقي باللوم على حراس المرمى..أما إذا ما تمكن الحراس من التصدي للكرة فإنهم يصبحون أبطالا بكل ما تحمل الكلمة من معنى".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى