انتظروا ..حتى..؟!

> أحمد محسن أحمد:

>
أحمد محسن أحمد
أحمد محسن أحمد
يعتقد الناس أن ما يحدث للمحافظات الجنوبية من إهمال .. وعدم اهتمام .. ما هو إلا ظرف طبيعي، ويحدث في حالات أخرى بشكل عفوي .. وبدون قصد!! لكن تسقط هذه الصورة لحقيقة ما تعاني منه هذه المحافظات عندما تحدث المواجهة .. وأكثرها في تلك اللقاءات الخاصة بقضايا التنمية وسياسات واتجاهات السلطة المتعلقة بهذا المجال الحيوي!!.. هنا تكون المفاجآت .. ويتكرر سقوط التبريرات التي نسمعها ممن يثيرون سخطهم وحنقهم من إصرار أبناء المحافظات الجنوبية على تكرار وتكرار مطالباتهم بحقوقهم المنهوبة!.. فقد حدث فعلاً وأمام الأعين التي فتحت حتى أقصى مدى تبلغه من هول الفاجعة عندما سمعنا ذلك القول في إحدى المحاضرات التي اعتدنا سماعها من قبل الخبراء الذين توفدهم صنعاء إلى الندوات والورش وحلقات التثقيف لمفاهيم السلطة / الحكم المحلي!! قالوها بالفم المليان .. عليكم الانتظار .. حتى تواكبكم بقية المحافظات..!! ثم أضافوا أن المحافظات الشمالية لم تجد الفرص والظروف المهيأة لكي تواكب المحافظات الجنوبية التي ساعدتها ظروفها السابقة (قبل الوحدة المظفرة) وأصبحت في أحسن حال وقبول وتهيئة للنهوض والتطور!!.. لذا فلا بد أن تنتظر المحافظات التي حظيت بشيء من التطور (ليس للوحدة دور فيه) حتى تلحق بها تلك المحافظات التي لازال العهد الإمامي يعشعش في جوفها ويمتلكها ويمنع عنها التعاطي والتجاذب مع المتنفسات الديمقراطية والعصرية.

استفزتني كلمة (انتظروا) فقلت إن هذا هو الجهل بعينه .. ومصيبة البلاد بشكل عام عندما يكون مصيرها بيد هذه الأشكال والأنماط ممن يدعون بأنهم خبراء وأصحاب معرفة!! ولن أذكر الزملاء من أعضاء المجالس المحلية الذين استشاطوا غضباً وحنقاً لما يحدث أمام أعينهم من أساليب ومغالطات لتمرير قناعات السلطة العليا العدوانية لتلك المحافظات التي بنت نفسها وبكفاءات أبنائها وقدراتهم الفائقة .. وهم اليوم يسهمون في بناء الصرح المتين لمقومات الوحدة رغم إدراكهم المطلق بأنهم ينحتون في الصخر لصعوبة العمل مع كيانات لا تريد التطور .. ولا تريد تقبل الجديد الذي يسود الحياة .. ويعم بقاع العالم بأسره ! قلت إن مبدأ (انتظار المحافظات الجنوبية حتى تتهيأ المحافظات الشمالية لتقبل روح العصر) ليدل دلالة واضحة على أن هناك جهلاً وسخفاً يسود ويتحكم بعقلية أصحاب (الانتظار).. ولماذا؟!.. لأن (الانتظار) لن يبقي المحافظات المتطورة نسبياً على حالها .. ولن تبقى على ما هي عليه لأن المسألة لا تقاس بالمسطرة والقلم للمدى الذي ستلحق به المحافظات المتخلفة!.. فلا جدال على أن (الانتظار) يعني تصدع أعمدة التطور النسبي .. ويعني تهالك كل أسس البناء الذي شُيد .. وهذه الصورة ماثلة للعيان .. فكل يوم نرى عموداً من أعمدة البناء السابق يتهاوى ويسقط في غياهب النسيان والتركين! ولن تكون هذه الحقيقة بحاجة لأن نضرب الأمثلة التي تؤكدها!! آخر الكلام .. لم يستفزني جديد التقدير المغاير لحقيقة ما تمثله (عدن) في مجال السلطة المحلية .. فعندما وضعوها في خانة (عدم الكفاءة) لتقبل السلطة المحلية وممارسة مفهومها الواسع فإنما يدل هذا على حقيقة ما تكنه السلطة من روح عدوانية وكره لهذه المدينة الباسلة ورمز المحافظات الجنوبية! ثم لماذا أسرعت السلطة (ثاني يوم من أيام مؤتمر المجالس المحلية) لاستدراك الخطأ الكبير الذي وقعت فيه بكشف أنيابها ومخالبها التي كانت تنهش عدن ومحافظات الوطن الجنوبية وتمزق جسدها في ظلمات الليالي الحالكة..! ولكن .. وكما قلناها سابقاً .. هناك جهل وسخف يتحكم بكوادر الحقد والحسد والتحامل على من وهبه الله (عز وجل) روح التسامح والتآخي ولم الشمل في مواجهة من لازال الثالوث الرهيب يسيطر عليه من أيام الحكم الإمامي المتخلف: الفقر، الجهل، المرض .. أجارنا الله منها جميعاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى