في تدشين الموسم الثقافي لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بعدن .. فعالية ثقافية محورها (العرب والغرب- إدوارد سعيد مثالاً)

> «الأيام» محمد حمود أحمد:

> دشن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع عدن فعاليات الموسم الثقافي يونيو - ديسمبر 2006م بفعالية ثقافية متميزة محورها (العرب والغرب - إدوارد سعيد مثالاً) ألقاها الدكتور الباحث والأكاديمي أبوبكر محسن الحامد، المحاضر ومدرس مادة الأدب والترجمة بجامعة عدن، وبحضور لفيف من الأدباء والمثقفين الذين شهدوا تدشين الموسم الثقافي.

وافتتح الفعالية الشاعر والباحث مبارك سالمين رئيس فرع الاتحاد بكلمة قال فيها: «لقد حرص الاتحاد أن يدشن فعالياته للموسم الثقافي بفعالية متميزة وأنه ليسرني أن أرى هذا الجمهور النوعي من الأدباء، وأرحب بالدكتور أبوبكر محسن الحامد الحاصل على درجة الماجستير من المملكة المتحدة، وعلى درجة الدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية وموضوع الفعالية: نحن والغرب إدوارد سعيد مثالاً، موضوع يطرح وبقوة عدداً من الأسئلة في الظروف الراهنة، ولكن لماذا يطرح بهذا العنفوان على المستوى العربي والإسلامي ؟ لعل من أبرز الأسباب هو ذلك التناسي لدورنا كعرب ومسلمين عبر التاريخ، وتلك النظرة القاصرة إلينا على أننا أعداء للثقافات الأخرى وضد الغرب، متناسين أن لنا تاريخاً عريقاً في التواصل والتآخي مع الآخرين ومع الغرب على وجه التحديد وهذه الليلة مكرسة للإجابة عن هذه المسألة ولمناقشاتكم حولها مع الدكتور الحامد».

واستهل المحاضر الدكتور أبوبكر الحامد حديثه بالقول: «لا أود أن أكون محاضراً بقدر ما أود استكمال الموضوع معكم من خلال المناقشة، نحن -أي العرب والمسلمين، والغرب المقصود به أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والنموذج هنا هو المفكر العربي الفلسطيني الأمريكي الجنسية، إدوارد سعيد، الذي درس في القاهرة وبيروت وغادرها إلى الولايات المتحدة مواصلاً دراساته العليا ليصبح قامة فكرية عالمية ومفكراً كونياً من كبار فلاسفة اليسار في العالم، ولعلنا نتناوله من خلال أهم عمل من أعماله الفكرية وهو كتاب (الاستشراق) الذي ترجمه د. كمال أبوديب إلى العربية.

في الكتاب يصف إدوارد سعيد الصورة التي يصف بها الغرب، الشرق، وهي في التراث الغربي صورة مشوهة ونظرة إلى الشرق المتخلف.ويتناول إدوارد سعيد تاريخ علاقة الغرب بالشرق منذ ما قبل الحقبة الاستعمارية واستعمار الغرب لبلدان الشرق».

ويتطرق المحاضر للحديث حول تجارب إدوارد سعيد الأولى مع التفرقة العنصرية عندما اعترضه إنجليزي في القاهرة «لقد استفزني وقال لي: ألا تعرف أنه ممنوع عليك أن تكون هنا؟» وطلب إليه أن يغادر المكان.

ويذكر أمثلة أخرى ك«دانتي» في الكوميديا الإلهية، وقد شوه فيها صورة الرسول صلى الله عليه وسلم وصوره على أنه في مرتبة قريبة من الدجالين والكذابين وهناك عدد من الأمثلة الأخرى في كتاب الاستشراق، إذن صورة الشرق كما يصفها إدوارد سعيد دخلت التراث الغربي من خلال تناسق المسيحية مع السلطة السياسية، أو السلطة والمعرفة وقصد بها تشويه صورة الشرق أي الشرق المتخلف الجاهل ولعل إحدى تلك الوسائل التي لجأ إليها الغرب هي الاستشراق ويعرف السلطة بأنها ذلك القدر من الهيمنة على الحياة وهناك ترابط بين السلطة والمعرفة هذه التي تشكل رؤيتنا للعالم.

ومن خلال المعرفة استطاع الغرب أن يشكل سلطة روحية على الشرق ويحاول دائماً أن يفرض سلطته عليه بكافة الوسائل ولعل أهم مظاهر تأخرنا عن الغرب أننا نأخذ كل شيء من الغرب وهذا يؤدي إلى استمرار التبعية للغرب.

ويؤكد إدوارد سعيد بأن الغرب قد أسهم في إيصال الثقافة التحررية للتنويريين كفولتير ومونتيكبو وجان جاك روسو، ولكن كان هناك من يحمل آراء وتصورات عرقية للشرق في أعمالهم مثل توماس كارليل وشارلز ديكنز وغيرهما، ويقول إدوارد: لسنا ضد الغرب فهناك من رسم الملامح للحضارة الإنسانية مثل كوبر نيكوس ونيوتن ..الخ، ولكننا نرفض تشويهنا من قبل بعض الطروحات الغربية. وهو نفسه يعد مثلاً حياً على الموقف الشرقي من الغرب. ويجيب في كتابه عن تساؤل «كيف يكون موقفنا من الغرب وكيف تكون علاقتنا مع الغرب؟».

ولعل من هذه الحلول كما يرى محمد عابد الجابري، بأن علينا التفكير في مشروعنا النهضوي وتحت ضوء سلاح النقد. أما الحل الثاني فهو بناء الفرد بناءً سليماً فكرياً وأخلاقياً، تهيئة السبيل للمفكرين للتواصل والتثاقف والتقارب.

وعلينا أن ندرك ونستوعب الأهداف التي تحددها المؤسسات الغربية الاستعمارية للشرق وتجاه الشرق، وعلينا أن نبني علاقتنا مع الغرب على أساس التبادل للمنفعة وليس على أساس التبعية والسيطرة، ثم لابد من ضرورة الإشراف من قبل أجهزة الدولة على المؤسسات المعرفية والدينية كالمساجد والكنائس.

ويرى بعض المفكرين أن الدين أحد العوامل المهمة والحلول لهذه المعضلة وهو من الحلول التي يفكر بها الرئيس الأمريكي (بوش) حالياً.

ولكن يظل التساؤل قائماً واحتمالات الإجابات قائمة في كيف نسهم في تصحيح صورة الشرق لدى الغرب أو التي رسمها الغرب عن الشرق. لقد استطاع إدوارد سعيد تبيان كيف صور الغرب الشرق وصورة الشرق في التفكير الغربي من خلال تلك الطروحات والتصورات السائدة في الثقافة الغربية.

وعقب الشاعر مبارك سالمين قائلاً بأن هذا الموضوع «يحتاج إلى ندوات لإغنائه ودقة وحساسية موضوعاته في ظروف العولمة الراهنة. وقد أجاد المحاضر في اختيار إدوارد سعيد مثالاً، فقد تمكن من اجتلاء صورة الشرقي في الثقافة الغربية وتحليل طروحاتها تحليلاً عميقاً ودقيقاً ولازال هذا الأمر يثير جدلاً وموضوع صراع إلى اليوم ولسنا بحاجة إلى التذكير بما حدث من إساءة لرسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وضرورة وأهمية تصحيح صورة الشرق بما يتفق ودوره في الحضارة الإنسانية والسلام والإخاء بين الشعوب، وتحقيق التقارب والتواصل بين الأديان والحضارات، واحترام المعتقدات الدينية للشعوب.

شارك في المناقشات كل من د. مسعود عمشوش و د. قاسم المحبشي والشاعر شوقي شفيق، واختتمت الفعالية بكلمة تقييمه من قبل د. الحامد الذي شكر الجميع على التفاعل مع موضوع الندوة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى