عبدالعزيز الحكيم عضو لجنة الاستماع في القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية لـ «الأيام»:كلماتي تبحث عن فنان ولو لا «الأيام» لما عرفني الجمهور

> «الأيام» مختار مقطري:

> يبدو أن المبدعين الذين عُرفوا والمعروفين اليوم ليسوا وحدهم من أنجبتهم اليمن، وأن هناك عددا كبيرا من المبدعين لم يجدوا فرصة للظهور وبعضهم آثر عدم الظهور لأسباب مختلفة، وأن بين هؤلاء المبدعين المجهولين من هو أفضل وأصدق موهبة ممن حشرت أسماؤهم اليوم في قائمة المبدعين وهم أصغر موهبة أو عديمو الموهبة وتحديدا في مجال الموسيقى والغناء والشعر الغنائي.. هكذا فكرت حين التقيت بالأخ عبدالعزيز الحكيم في مقر فرقة (الشرق) للموسيقى والفنون بمديرية دارسعد، ومن خلال حديثي معه عرفت أنه يكتب شعرا غنائيا جميلا وأن له محاولات جيدة في التلحين سمعت إحداها بصوت الفنان الشاب جمال ربيع، ومع ذلك ظل بعيدا عن الأضواء رغم ارتباطه الوثيق بالحركة الفنية في عصرها الذهبي بعدن حتى منتصف سبعينات القرن الماضي وعلاقات الصداقة الحميمة والعلاقات الفنية التي ربطته بعدد من كبير من أشهر وأبرز فناني وشعراء تلك المرحلة كما سنرى في هذا الحوار الذي أجريناه معه:

> كيف بدأت علاقتك بالفن؟

- أنا من أسرة تعشق الفن وتوليه اهتمامها ولكنها تمارسه كهواية فقط، والدي كان يهوى العزف على العود ومن أصدقائه الفنانين الذين تعرفت عليهم واستمعت لعزفهم وغنائهم في مبرز والدي وأنا طفل صغير في الخمسينات عوض عبدالله المسلمي، عمر غابة، فضل محمد اللحجي وحسن عطا ثم محمد سعد عبدالله وحمود عطيري وغيرهم، وبمرور الوقت تعلمت العزف على العود.

> مهنتك لها علاقة بطب الأسنان فهل لها علاقة بالفن؟

- علاج الأسنان وحتى خلعها ممارسة فنية، أنا حصلت على اجازة عمل في طب الأسنان عام 1966 من مستشفى (الملكة) الجمهورية حاليا، وفتحت عيادة في دارسعد أشهراً ثم انتقلت إلى مدينة الضالع وفتحت عيادة هناك، ولكني فتحت عيادة في عام 1977م في النادرة بمحافظة إب واستقريت فيها نهائيا، ومع ذلك لم تنقطع علاقتي بالفن وبالرياضة ايضا، ففي الضالع أسست فرقة العمال الموسيقية وكنت عضوا في نادي الصمود، وفي النادرة بإب كنت الأمين العام لنادي الكرامة الرياضي وفي عام 1970م كنت أحد المؤسسين لفرقة (الشرق) للفنون والمسرح بدارسعد التي ذاع صيتها وضمت عددا كبيرا من أشهر وأكبر العازفين على مختلف الآلات وعزفت لكبار الفنانين ولها كثير من الأغاني موثقة في تلفزيون وإذاعة عدن، كما أحيت الكثير من الحفلات العامة في كل المحافظات الجنوبية وبعض المحافظات الشمالية، وأنا كنت المسؤول في الفرقة عن التنسيق بينها وبين الفنانين.

> يبدو أنك متعدد المواهب الفنية؟

- منذ طفولتي لم تكن لدي مدرسة فنية محددة أنتمي إليها وعشقي الأكبر كان للقراءة فقرأت في سن مبكرة لجرجي زيدان والمنفلوطي وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس وللشعراء مثل المتنبي والبردوني والزبيري الذي أحب شعره كثيرا.

> هلا قدمت للقراء نموذجا من بواكير قصائدك؟

- أتذكر جزءا من قصيدة كتبتها عام 1964م قلت فيها:

يا ملاك الحسن اسجعي

وغردي بلحن العاشق المولع

وامطري الحب مع الشروق المبدع

وانهلي معي من الغرام الامتع

ومن قصائدي التي لحنتها وأتمنى لو أجد فنانا يلحنها أفضل مني قصيدة أقول فيها:

ياريتك يوم تسمع نداي

أقضي العمر معاك على هواي

واعطيك من أيام عمري

وارتاح من ظنون فكري

أحبك وانت ما تدري

لا من بعيد ولا من قريب

أعيش غريب وأنا جنبك

ولدي الكثير من الكلمات تبحث عن فنانين وملحنين وقد يكون ديواني عنوانه (كلمات تبحث عن فنان)، وطبعي الخجول منع ظهوري كشاعر وملحن ولولاك لما عرفني القراء عبر صحيفة «الأيام» الغراء.

> ولكن أليس لك أغان موثقة على الإطلاق؟

- قليل جدا فمن كلماتي وألحاني غنى الفنان أحمد سالم مهيد عددا من الأغنيات أذكر منها (لبيك يا وطني) و (أول مايو) كما لحن وغنى من كلماتي الفنان صدام سيف عام 1965م أغنية (يا عيد الثورة) وهي موثقة في إذاعة تعز.

> كيف حصلت على عضوية لجنة المستمعين في القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية (هنا لندن) وماذا تعني هذه العضوية؟

- إلى جانب القراءة عشقت الاستماع للإذاعة منذ الستينات وبدأت عام 1965م بمراسلة (هنا لندن) بمقالات نقدية في الأدب وبعض قصصي القصيرة التي كانت تقدم في برنامج (ندوة المستمعين) ولأني كنت مشاركا دائما في البرنامج اختارتني هيئة الإذاعة البريطانية عضواً في لجنة المستمعين وأرسلت لي بطاقة العضوية عام 1969م إلى جانب عشرات الأعضاء من دول مختلفة الذين شاركت معهم في اختيار من هو الأفضل من بين المذيعين في القسم العربي الذي كان يقوم بإعداد منافسة بين مذيعيه فاخترت من الرجال المغفور له محمد مصطفى رمضان ومن النساء صاحبة الصوت الذهبي مديحة رشيد، وفعلا كانا هما المذيعان الفائزان في المنافسة.

> ماذا تقول في ختام هذا اللقاء؟

- أشكرك جدا وأشكر صحيفة «الأيام» التي ستكون أول صحيفة يمنية تقدمني للجمهور وهو حدث لم أكن أتوقعه.

من هو عبدالعزيز الحكيم؟

الحكيم هو لقب لهذا المبدع الجميل طغى على اسمه الحقيقي لاشتغاله في طب الأسنان، أما اسمه الكامل فهو عبدالعزيز خليل القادري من أسرة اشتهرت بعشقها للفن وحبها للعلم، فهو على سبيل المثال فقط شقيق فضيلة القاضية زهرة خليل وشقيق الفنان محمد خليل، رئيس فرقة (الشرق) للموسيقى والفنون التي أعيد تأسيسها منذ بضعة أعوام، ويأمل الفنان عبدالعزيز أن تحظى بدعم واهتمام وزير الثقافة كونها إحدى الفرق العريقة. ومن أشقائه ايضا عدنان وعصمت خليل، وهما ايضا من الفنانين المؤسسين لفرقة (الشرق).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى