"المحاربون القدامى" يرفضون التنازل عن عروشهم

> نيقوسيا «الأيام الرياضي» ا.ف.ب :

>
النجوم الكبار اصحاب الخبرة والعمر الطويل في الملاعب تمسكوا في حقهم في الظهور اللامع
النجوم الكبار اصحاب الخبرة والعمر الطويل في الملاعب تمسكوا في حقهم في الظهور اللامع
اثبت مونديال المانيا 2006 بما لا يدع مجالا للشك انه مونديال الكبار، ونعني بذلك منتخبات النخبة التي رفضت الخضوع لعنصر المفاجأة الذي اطاح بغالبيتها في بداية مشوار كأس العالم الماضية في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002.

الا أن معاني "مونديال الكبار" أخذت منحى مغايرا هذه المرة بعدما اكد المخضرمون وجودهم على الساحة الكروية، ولاقوا اهتماما بالغا فاق الذي خصت به الصحافة العالمية الوافدين الجدد الذين انتظرت منهم الكثير قبل انطلاق البطولة.

واللافت ان اولئك كبار السن الذين اعلنوا سابقا وضع حد لمغامراتهم الدولية وحتى الكروية بعد المونديال، رفضوا التخلي عن هالة النجومية التي تلفهم فكانت ولادتهم الجديدة في زمن تطلع فيه كثيرون الى اشراقة شمس نجوم جدد من العناصر الشابة التي تعج بها تشكيلات المنتخبات المونديالية.

لكن من حسن حظ زملاء المخضرمين المتألقين ان هؤلاء قرروا إنهاء ولاياتهم، والا كان اليافعون في حاجة لفعل اشياء اكثر من مميزة لحجز اماكنهم في دائرة الضوء الخاصة بالاحداث العالمية المستقبلية.

ولا شك في ان القائد الفرنسي زين الدين زيدان يشكل المثال الصارخ لهذه المعادلة، اذ بلمسة وتسديدة ساحرتين في مباراة منتخبه امام اسبانيا في الدور ربع النهائي، وجد "زيزو" الشباك من جديد مؤكدا انه الوحيد الذي يقرر الوقت المناسب لإخلاء الساحة، وبدا ان شبان المنتخب الاسباني لم يستطيعوا لبرهة مجاراة خصمهم المبـدع الذي يكبرهم بسنوات عدة.

وبالخبرة وحدها ومن دون الحاجة الى الرشاقة التامة التي كانت نقطة قوته عند فوز فرنسا بلقب مونديال 1998 على ارضها، اكد زيدان انه ما زال يملك النوعية التي كانت عاملا حاسما في الاطاحة بالبرازيل حاملة اللقب من الدور نصف النهائي، في مباراة كسب بعدها النجم الفرنسي اجماعا من الصحافة العالمية المختلفة الجنسية على عبقريته وفنياته الكروية التي لا يتوقع مشاهدة مثيل لها في المستقبل القريب.

وتبدو المفارقة انه لدى انطلاق المونديال، استحوذ الوافد فرانك ريبيري العناوين العريضة للصحف الفرنسية بصفته المنقذ المنتظر لمنتخب "الديوك" الذي صور في الرسوم الكاريكاتورية على شكل امرأة عجوز بسبب وجود اللاعبين كبار السن ضمن صفوفه، أمثال اركان التشكيلة الذهبية في 1998 زيدان والحارس فابيان بارتيز والمدافع ليليان تورام وباتريك فييرا.

الا انه على رغم تألق نجم مرسيليا الذي كان مجرد مشجع متحمس جاب الشوارع محتفلا لدى فوز فرنسا بلقبها الوحيد عام 1998، فإنه لم يستطع حجب وهج نجومية زيدان ودفعه الى التقوقع في الظل والاكتفاء بدور "الكومبارس" في الرحلة الفرنسية المونديالية.

ليبيري من مشجع في العام 1998 الى نجم بارز في البطولة الحالية
ليبيري من مشجع في العام 1998 الى نجم بارز في البطولة الحالية
وفي ظاهرة غير مسبوقة، ابدت صحافة المنتخبات الخاسرة على أيدي زيدان سعادة موازية للحزن الناتج عن الخسارة، فاعتبرت الصحف الاسبانية ان جائزة الترضية لخروج بلادها من المنافسات تختصر بامكانية مشاهدة متعة زيدان لمباراة اضافية!

ولم يكن المنتخب الفرنسي الوحيد الذي وقع تحت صدمة المفاجأة التي سطرها احد محاربيه القدامى، فدحض القائد البرتغالي لويس فيغو الذي عاصر حقبة زيدان كأحد افضل اللاعبين على الساحة العالمية، جميع الشكوك التي ثارت حول مدى امكانية مجاراته خصومه صغار السن ولعب دورا مؤثرا في التشكيلة البرتغالية المتخمة باللاعبين الذين يشغلون مركز الجناح الخاص به، امثال سيماو سابروسا وكريستيانو رونالدو.

ومنذ بداياته مع المنتخب البرتغالي لم يقدم فيغو مستوى مشابها للاداء الشيق الذي زين به مباريات بلاده في مونديال المانيا، وربما فاجأ فيغو نفسه في مناسبات عدة، وخصوصا عندما شغل مركزا مغايرا في المباراة الاولى امام انغولا والاخيرة امام انكلترا، اذ لعب خلف المهاجم بدرو باوليتا بدلا من ديكو الغائب بسبب الاصابة والايقاف على التوالي، وهو كان وراء هدف الفوز الذي سجلـه الاول فـي المرمى الانغولي.

واذ يبدو واضحا ان رونالدو يمثل القائد المستقبلي والامل الحقيقي للكرة البرتغالية في البطولات المقبلة، فإن فيغو هو الذي حمل الراية البرتغالية في المونديال الحالي منصبا نفسه الورقة الرابحة ومركز الثقل في تشكيلة المدرب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري.

ايام معدودة وستخسر الكرة العالمية اهم رموزها في الاعوام القريبة الماضية بعد اختيارهم التنازل عن عروشهم وتسليم المقاليد الى خلفائهم بملء ارادتهم، وذلك على عكس ما اعتقد البعض انه سيتم ازاحتهم بسهولة تامة، فكبار السن اثبتوا انهم يعرفون تماما كيفية الارتقاء الى مستوى المناسبات الكبرى التي خلقوا من اجلها، وارادوا القاء كلمة الوداع على طريقتهم الخاصة وربما على صورة صرختهم الاولى لاثبات الوجود في ريعان شبابهم.

ويبقى العزاء في مستقبل مشرق حتمي للمستديرة بفضل تلك المواهب الفريدة، امثال الارجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي روبينيو والاسباني فرانشيسك فابريغاس والالماني لوكاس بودولسكي وغيرهم من اولئك الوافدين بقوة لتشكيل مجرة الالفية الجديدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى