هيا فهّمه يا بلال!

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
كان عبدالله هوجله قد انفرد بي عندما قام الأخ حسن فرور خان بهادر مستري كبير سابقاً حق شغل البلدية وأمين عام الجسَّة حقنا حالياً وراح إلى البوفيه يجيب شاهي .. انتهز عبدالله غياب حسن وقال لي بصوت خفيض مذعور:«أشتيك تراجع حسن فرور لانه هذي الأيام ما خلاليش حالي .. دايماً يآذينا ويفتح لي موضوع سياسي مش مليح»، سألته:«كيف يعني مش مليح .. مله قول .. كمل كلامك منشان أفهمك اتكلم»، قال: «يشتينا أفاتحك في موضوع الاستنخابات حق الجسَّة المحلية»، قلت له مصححاً: «قصدك المجالس المحلية؟» قال: «أيوه هو دا هوه .. مشي قده كده والا أنا غلطان؟» قلت: «إلا غلطان وألف غلطان أنت أيش دخلك بالانتخابات المحلية وإلا غير المحلية أيش دخلك بالسياسة وقده ما احسنك جالس لك معانا لا هم ولا هرم .. لا باتزرر الشميز حق فلان ولا باتسحب الفوطة حق علان عندما يكون الجمل قاحص ولا باتقول للذباب هش ياذباب .. مش كذا وإلا لا؟».

قال عبدالله: «إلاَّ كذا تمام وأنا قد قلت له لكنه مصمم وقال لي لزْمَنْ حتْمَنَ إننا أكوس في المعركة الانتخابية .. وانك نعم انته باتدعمنا دعم كبير»، قلت لعبدالله: «حسن فرور قال لك هذا الكلام؟» قال عبدالله:«أيوه قال وقدام يوسف مرفاتي وخلي لما يجوا ويتواجهوا با أقول هذا الكلام قدام الجميع». قلت له:«طيب .. طيب .. خلاص .. ما اختلفناش .. أنا أصدقك .. بس يعني أنا من ناحيتي أيش أقدر أقدم لك من دعم؟» قال عبدالله هوجله:«يعني تركّي لي» قلت: «أركي لك؟ ليش راجع ريوس ببابور بلا بريك وتشتينا أركي لك بحجر؟» قال: «لا .. لا مش تركي لي يا أخي .. تراكينا؟» قلت: «ها مله قل لي كذا .. شوف اسمع .. إذا كان الدعم والله ينحصر في الجانب المعنوي يعني مثل التصفيق أو نتع الفوطة إذا كان الجمل قاحص أو فكوك الهمبريك إذا اليد مربوط أو تزرير الشميز .. فهذي مسائل مقدور عليها .. أما والله إذا كان الدعم مادي .. فيبه زلط يعني .. فقدك تعرف أن الحال يا مولاي كما خلقتني .. والدنيا حمأ يا ملعون وما يحتاجش خطرشة كثير»، قال الأخ عبدالله هوجله بعد أن هب واقفاً في غضب وهو يلوح بيديه: «ياناش الله اشهدوا على حسن فرور هذا اللي بيشتي ينكد علينا .. أنا قلت له ألف مرة لا يدخلنا في هذا الكلام والخبابير حق السياسة والانتخابات ولعب السامان سامان وبيدان بيدان .. أنا إذا ما أحد يقدر يسوي له حل با اشتكي به عند الدكتور بلال».

أجا حسن فرور وبيده الشاي وقال دلحين أيش يقول ذا .. من هذا بلال اللي تفجعنا فيبه؟ استمر عبدالله وصوته يعلو وكأنه يهذي: «با أخلي بلال يربيك .. بلال هو الحل .. بلال هوّا .. هوّا .. هوه الطبيب»، قلت لحسن راجياً أن يهدأ ويجلس علشان نهجع ونتفاهم بالعقل .. طيب مله اجلس .. أول مرة اجلس وبانتكلم .. طيب اجلس .. لم يتفارع فصحت به: «هيا فهَّمه يا بلال».

جلس حسن بن فرور بالقرب من يوسف بن مرفاتي وعبدالله مازال يلعلع ويؤشر بيده نحو حسن قائلاً: «أنت والله واحد خائن .. ليكن أنا با أكلم د. بلال وبا أخليهه يوري لك شغلك» ثم جلس ونحن نطمئنه بحل كل شيء بالهداوة إلا إذا تطلب الأمر ففي هذه الحالة بانطلب تدخل وبا نخلي بلال يفهمه .. وحييت سالم باحميد اللي انضم إلى الجسة قائلاً له: «سافابيا» فرد بنفس الكلمة الفرنساوية التي يحب دائماً استخدامها حتى من قبل «المونديال» وأراد أن يضحك قليلاً ويعرف ملخص ما دار في الجسة قبل حضوره فلخصت له خلاصة الخلاصة وبعد ذلك طلبنا المواجهة المنتظرة مع حسن فرور بحضور يوسف مرفاتي وسالم باحميد يتسمع منشان ماعاد يقعش بعدين «هيا فهمه يابلال!».

اتضح من المواجهة ومن كلام حسن فرور الذي استهله بالقول:«ذلحين بالله عليكم هذا المصروع بايزيد عليكم كلكم..» ومضى يحكي والخلاصة كما قلت لكم أعلاه أن الأخ حسن طلب من عبدالله أن يسجل نفسه في سجلات القيد منشان بعدين يقدر يا يرشح نفسه يا يعطي صوته لمن استطاع إليه سبيلاً .. يا ينطح الجدار وكما شرح ابن فرور انه ما فيش داعي لهذه الهلليلة كلها اللي سواها عبدالله هوجله ويربّح بنا هذا التربيح كله .. على كل حال هذي إلا مجنانة صغيرة صاعت الحافة صوع على قليل هدار انتخاباتي .. فما بالكم بالهدار الكبير اللي با يصير يوم الانتخابات الكبرى؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى