استاد برلين جاهز لاستضافة المباراة النهائية لكأس العالم

> «الأيام الرياضي» (ا.ف.ب) :

> قبل 40 يوما على ختام فعاليات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2006 بألمانيا والتي بدأت في التاسع من يونيو إلى التاسع من يوليو المقبل أصبح الاستاد الاولمبي بالعاصمة برلين جاهزا تماما لاستضافة المباراة النهائية للبطولة. وكان هذا الاستاد شيد بأوامر من الزعيم النازي أدولف هتلر في إطار الاستعدادات لاستضافة أولمبياد برلين عام 1936 وتم تجديده بالكامل خلال السنوات الماضية ليكون علامة واضحة على مزج الماضي والحاضر بعد أن أصبح واحدا من أحدث الاستادات في أوروبا في الوقت الحالي. وما زال استاد برلين وهو أكبر استادات ألمانيا (74 ألفا و200 مقعدا) يحتفظ بطرازه التذكاري الذي أنشئ به في الثلاثينيات من القرن العشرين تحت إشراف المهندس المعماري فيرنر مارش. وعلى الرغم من ذلك فإن بساطته التي اتسم بها في الماضي قد استبدلت بمظهر مستقبلي أكثر حفاوة من خلال تشييد سقف كبير يعلو المدرجات.

وقال أوتو شيلي وزير الداخلية الالماني الاسبق لدى افتتاح الاستاد في أواخر يوليو 2004 "يعتبر استاد برلين تحفة معمارية وأحد أروع الاستادات في ألمانيا. إنه أروع مكان لاستضافة المباراة النهائية لكأس العالم".. وكانت أعمال التجديد والتحديث في الاستاد استغرقت أربع سنوات من العمل الدائب بمشاركة ألف شخص يعملون في آن واحد. وفي عام 2005 منح الاتحاد الاوروبي لكرة القدم (يويفا) فئة الخمس نجوم لهذا الاستاد ذي الالوان الهادئة والذي تكلفت أعمال التجديد فيه 242 مليون يورو (290 مليون دولار).

وبذلك دخل استاد برلين فئة الاستادات الخمس نجوم مع عدد من أهم الاستادات في أوروبا مثل استاد أولد ترافورد في مدينة مانشستر الانجليزية واستاد دي فرانس. وخلال عمليات التجديدات أضيف عدد من المقاعد إلى السعة الرسمية للاستاد من خلال خفض مستوى أرض الملعب بمقدار 65ر2 متر. وأدى هذا المشروع الذي تضمن تجريف نحو 80 ألف متر مكعب من الارض إلى أن يصل مستوى سطح الملعب إلى 12 مترا تحت مستوى سطح الارض. ويسمح ذلك بوصول المشجعين إلى مقاعدهم بشكل أسرع والانتقال بين المستويات العليا والسفلى من المدرجات في سهولة.

وتكلف تشييد السقف الجديد للاستاد 26 مليون يورو وهو ما يعادل 11 بالمئة من التكلفة الاجمالية لمشروع تجديد الاستاد .. وتم تغطية الهيكل المعدني للسقف الذي يرتفع عن مستوى سطح الملعب بمقدار 45 مترا بغطاءين تصل مساحة كل منهما إلى 31 ألف متر مربع.

ويشتمل الغطاء العلوي على 76 جزءا بها 1158 لوح زجاجي يزن كل منها 200 كيلوجرام. ويدعم هذا السقف 20 عامودا يبلغ قطر كل منها 25 سنتيمترا فقط وهو ما يزيد مساحة الرؤية ويخلق شعورا بأن السقف يتدلى من السماء.

وتم تركيب نظام إضاءة فريد في السقف يضم 312 مصباحا كهربائيا قوة كل منها 2000 وات مما يجعل مظهر السقف وكأنه كريستال مضئ.. ومع وضع خمسة آلاف وحدة إضاءة أخرى داخل السقف تم عمل مؤثرات ضوئية مثيرة وغير معتادة. وقال المهندس المعماري المسئول عن تجديد الاستاد فولكفين مارج :"يمكن إضاءة وإطفاء كل وحدة ضوئية بمفردها. وقد صمم هذا النظام الضوئي للسقف وفي نفس الوقت سينعكس تأثير ضوئه على أرض الملعب مما يسمح بمؤثرات ضوئية ساحرة في الملعب".

ولا يتخذ السقف شكلا كامل الاستدارة فوق الاستاد بل يفتح تجاه الناحية الغربية التي تعرف ببوابة الماراثون ويمكن أن يصل لارض الملعب بمجموعة طويلة من الخطوات. وهذه الطريقة تسمح برؤية أحد الآثار التذكارية الرئيسية الباقية في هذا الاستاد وهي برج مايفيلد المزود بجرس والقائم في منطقة عشبية مجاورة للاستاد. وفي هذه المنطقة العشبية التي يقع فيها البرج سيتجمع المشجعون على هامش المباراة النهائية أو أي من المباريات الخمس الاخرى التي يستضيفها الاستاد للاستمتاع بالاوقات الجميلة والاحتفالات والمهرجانات التي تشهد تقديم أشهى الاطباق ومختلف الاذواق. وتبلغ مساحة هذه المنطقة العشبية 60 ألف متر مربع وسيكون بها 23 ركنا للاطعمة وتتسع لثمانية آلاف شخص.. وتحت هذا البرج يوجد جناح عرض وضع فيه النازيون نصبا تذكاريا للطلبة الالمان الذين قتلوا في مدينة لانجمارك البلجيكية خلال الحرب العالمية الاولى.. ويضم هذا الجناح حاليا معرضا حول كيفية استغلال هتلر لاولمبياد 1936 ببرلين لاغراض سياسية.

وكانت جمعية "ستيفتونج فارينتيست" لحماية حقوق المستهلك في ألمانيا قدمت دراسة في يناير الماضي عن أمن الاستاد وحذرت من المخاطر التي يسببها الخندق الذي يفصل المدرجات عن أرض الملعب ،والذي يبلغ عمقه 7ر2 متر.. وركز التقرير على أنه في حالة حدوث فرار جماعي للمشجعين من أي خطر فقد يصبح هذا الخندق الذي يسمح للصحفيين بالحركة السريعة من منطقة لاخرى عائقا مميتا. وردا على هذا التقرير قررت السلطات في برلين إقامة 29 جسرا تسمح للمشجعين بعبور هذا الخندق عبر هذه الجسور المتحركة التي يمكن مدها خلال 12 ثانية فقط وقد تكلفت إقامة هذه الجسور مليوني يورو.

ومن الواضح أن كل الجهود قد بذلك حتى لا يترك أي شيء للصدفة حتى تستضيف ألمانيا أهم مباريات في تاريخ اللعبة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى