عظماء لا يتكررون!!

> «الأيام» حسن قاسم:

> لماذا المبدعون في بلادنا يستجدون ويناشدون عبر الصحف عندما تحل بهم أي مصيبة ويصرخون من الألم والحزن من تجاهل الدولة والمجتمع لهم في وقت المرض والشده ويتحسرون من تناسي الجميع لأعمالهم الثقافية والفنية التي قدموها خلال مشوارهم في مؤازرة الثورة وانتصارها وتطور ورفعة اليمن والتعريف بتاريخها وفنها إلى العالم.

فهذه الشريحة المبدعة والمحبطة من الفنانين والشعراء والكتاب والصحفيين وغيرهم وخاصة ممن بلغ بهم الكبر، تأن من الظلم والجور الذي لحق بها من جراء تدني الوضع المعيشي وانعدام ما كان يجب أن تقدمه الدولة لهم من خدمات وامتيازات تكريماً لهم ولما قدموه من عطاء وإبداع خلال مشوارهم الثقافي والفني والذي يعد أيضاً تحفيزاً لجيل اليوم من المواهب الشابة التي لم تصمد كثيراً في هذا المجال فوجدت طرقاً ومهناً أخرى تقتات منها في ظل ما تشهده الحركة الثقافية والفنية من انحسار.

ولأن العظماء والمبدعين لا يتكررون فقد عمدت العديد من الدول التي قدرت دور الثقافة والفن إلى تخليد الراحلين عنها من المثقفين والفنانين والأدباء بنصب تماثيل لهم في الساحات والميادين العامة ووضع مجسمات وعملات تذكارية تقديراً لأدوارهم في إثراء الفن الإنساني .. فيما ينعم من هم على قيد الحياة بحياة كريمة تليق بمقامهم كهامات وطنية لم يقل نضالهم ودورهم عن دور الساسة. فاليمن أنجبت أيضاً عظماء ومبدعين أثروا الحركة الثقافية والفنية اليمنية وشكلوا بنتاجهم خلال مرحلة التحرر الوطني سنداً ورديفاً للحركة الوطنية في المقاومة وانتصار الثورة وتغنوا باليمن بجبالها وسهولها في خلق وعي لاستنهاض الأمة والدفع بها نحو البناء والتطور وأوصلوا رغم الإمكانات المتواضعة صوت اليمن وفنه إلى الخليج والجزيرة العربية والعالم العربي. فهناك مشاهير لامعة راحلة قد لا يسع ذكرها في هذا الموضوع تستحق التخليد والتقدير .. كما أن هناك من هم على قيد الحياة ممن يستحقون الرعاية والاهتمام والحفاظ على الأعمال الوطنية الخالدة التي اندثرت واختفت في ظل وجود الفضائيات والتوجه نحو الفن الهابط والأجساد العارية.

فأنقذوا ما تبقى من رموزنا الثقافية والفنية فهم ذاكرة الشعب وتاريخه وعظماء لا يتكررون ونتاجهم الثقافي والفني هو كنز للوطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى