في ظلال المونديال

> «الأيام الرياضي» عبدالقوي الأشول:

>
عبدالقوي الأشول
عبدالقوي الأشول
كون فكرة المونديال الرياضي الذي يجمع شعوب المعمورة في ساحة المستديرة أعقاب الحرب العالمية الأولى وإن كانت الفكرة قد سبقت ذلك إلى أواخر القرن التاسع عشر.

إلا أن فكرة المونديال كانت الأقدر على توليد قدر من الشعور بترابط المجتمع الإنساني في محاولة لتخطي ساحات الحرب بما خلفت من أحزان في ساحات البشرية.

وبعد مرور كل هذه العقود من الأزمنة لا ضير أن نجد أنفسنا نحتمي في ظلال المونديال ولو لبعض الوقت، هروباً من حالات انكساراتنا وهزائمنا الداخلية المتوالية وقدرنا كشعوب حطام محبطة تبدأ نهاراتها بالأمل وتودع غروب شمسها بنفس وتيرة اليأس والإحباط.

وربما هروباً من صور أشلائنا البشرية المتناثرة في ساحات أحزاننا وحروبنا التي لم تنته ولا يراد لها الانتهاء.

لذلك بدت ساحات المونديال الألماني 2006م متنفساً لنا من حالات كبت مستبدة ولحظات انكسار عميقة وخيبات أمل متتالية ورغم أننا الأبعد من سحر كرة القدم.

كشعوب تتطلع مخطئة إلى إظهار تفوقها الرياضي قبل نسق تطورها الحضاري ورقيها الإنساني نسعد لما يصل إليه غيرنا بالأماني أو هكذا اعتباطاً بقدر ماهو مرهون بمضمار نهوضها الحضاري بصورة عامة.

وعودة إلى سحر المونديال الذي وجدنا أنفسنا وبمختلف شرائحنا العمرية نهتف بأسماء نجومه ونحملق باندهاش في شاشات التلفزيون، ونصغي بإمعان إلى مونديال الكبار بحسب المعلقين الرياضيين ممن أنقصوا علينا متعة المشاهدة بتعليقاتهم السمجة وإن كانت هناك حالات استثناء إلا أن مجمل الصورة لا ترتقي إلى مستوى الحدث إلا فيما ندر.

عموماً كنا من أكثر شعوب الأرض احتفاءً وتتبعاً للمونديال، حفظنا أسماء نجوم كثر وعرفنا عن تاريخهم الكروي وتاريخ ميلادهم.. أمعنا في أسماء نجوم الاحتياط وما شكل هؤلاء من تحول عاصف في مجريات المباريات بحكم قوة الدافع لدى هؤلاء النجوم في تثبيت أسمائهم في تشكيلة الفرق الرئيسية.

امتلأت أحياؤنا الفقيرة بصخب المشجعين وأعلام الدول المشاركة وسميت بعض الأحياء بأسماء تلك الفرق، ومارسنا كل ذلك لا من زاوية الترف أو معنى الروح الرياضية، ولكن لأننا نمتلك مساحة فراغ سحيقة في حياتنا تمتد من لحظة الولادة حتى الممات، مساحة فراغ لا نبدأ معها نهاراتنا بأجندة عمل وحياة كما هو الأمر بالنسبة للشعوب الأخرى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى