تفاقم العنف في غزة مع استمرار ازمة الجندي المخطوف

> غزة «الأيام» صخر ابو العون :

>
طائرات حربية اسرائيلية تقصف مبنى وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة
طائرات حربية اسرائيلية تقصف مبنى وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة
قامت اسرائيل بقصف قطاع غزة من الجو وهددت باتخاذ المزيد من التدابير أمس الأربعاء بعد قيام مجموعة فلسطينية مسلحة تحتجز جنديا اسرائيليا بشن هجوم صاروخي غير مسبوق على الدولة العبرية متوعدة بتصعيد عملياتها.

من ناحية اخرى افادت مصادر امنية وطبية وكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أمس الأربعاء ان ناشطين من اعضاء القسام قتلا في انفجار "غامض" وقع ظهرا في منزل بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.

وقصفت طائرات حربية اسرائيلية مبنى وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة للمرة الثانية في غضون اسبوع، مما ادى الى جرح اربعة اشخاص والحاق اضرار جسيمة بالمبنى.

كما قصفت الطائرات الاسرائيلية اهدافا اخرى في غزة لليلة الثامنة على التوالي، فيما تفاقمت الازمة التي بدأت باختطاف جندي اسرائيلي في الخامس والعشرين من حزيران/يونيو الماضي.

وفي ابرز عملية ضد اسرائيل منذ اختطاف الجندي جلعاد شاليت، قامت احدى المجموعات الثلاث التي تحتجز الجندي باطلاق صاروخ مطور سقط في قلب مدينة عسقلان في جنوب اسرائيل.

وهذا اول صاروخ من نوع قسام يسقط في وسط البلدة الساحلية. واصاب الصاروخ مدرسة دون ان يؤدي الى اصابات بشرية لكنه فجر دعوات غاضبة للرد من جانب اعضاء الحكومة الاسرائيلية.

وفيما تتحرك عشرات الدبابات والجرافات وناقلات الجند الاسرائيلية باتجاه غزة من الناحية الشمالية يقابلها من الجنوب المزيد من القوات المتأهبة لدخول القطاع، يبدو الهجوم الكبير المرتقب وشيكا اكثر من اي وقت مضى.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في كلمة بمناسبة العيد الوطني الاميركي ان "سقوط الصاروخ في وسط عسقلان يشكل تصعيدا خطيرا لا سابق له في ارهاب حماس التي تدير السلطة الفلسطينية".

واضاف "ان هذه المحاولة الاجرامية التي يقصد منها ايذاء مواطنين اسرائيليين يعيشون في دولة اسرائيل ذات السيادة، سيكون لها عواقب غير مسبوقة وبعيدة المدى,ستكون حماس اول من يشعر بذلك".

ودعا وزير البنية التحتية بنيامين بن اليعازر، العضو في الحكومة الامنية، الى عمليات قتل منهجية تستهدف "القادة الارهابيين" معتبرا ذلك الرد الوحيد الممكن على الهجوم.

وقال لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان "العمليات المنهجية لتصفية قادة الارهابيين (...) هي الشيء الوحيد الذي سيفهمونه ان لم يكن بالامكان ايقاف تلك الهجمات".

واعلن الجناح العسكري لحماس المسؤولية عن اطلاق الصاروخ متوعدا بتصعيد الهجمات بعد رفض اسرائيل صفقة لتبادل اسرى ومواصلتها الهجوم على غزة.

واعلنت كتائب عز الدين القسام في بيان "ان الصاروخ المطور الذي تم اطلاقه تجاه مدينة عسقلان المحتلة جزء من المفاجآت التي توعدنا بها العدو وعليه ان يتحمل المسؤولية عن تعقيده للازمة".

وفي الضفة الغربية قتلت القوات الاسرائيلية ناشطا فلسطينيا في مخيم للاجئين قرب اريحا، وفقا لما ذكرته مصادر طبية وامنية. ولم ترد معلومات على الفور عن الجهة التي ينتمي اليها الناشط.

وبعد انتهاء المهلة التي حددتها المجموعات التي خطفت الجندي الاسرائيلي، رفض اولمرت اجراء مفاوضات مع النشطاء الفلسطينيين وتوعد بضرب كل من تربطه علاقة بهم، في تلميح الى سوريا.

وقالت اسرائيل ان الجندي المخطوف لا يزال على قيد الحياة منذ احتجازه واصابته بجروح قبل عشرة ايام في عملية فلسطينية.

وارسلت اسرائيل الدبابات والجنود الى قطاع غزة للمرة الاولى منذ انسحابها من القطاع في ايلول/سبتمبر الماضي بعد 38 عاما من احتلاله.

ويوم أمس الأول الثلاثاء اعلنت مجموعة "جيش الاسلام"، احدى المجموعات الثلاث التي خطفت الجندي الاسرائيلي، انه لن يقتل.

وهذه المجموعة قامت مع لجان المقاومة الشعبية والجناح العسكري لحماس، باختطاف شاليت في هجوم على موقع عسكري اسرائيلي في 25 حزيران/يونيو الماضي. وادى الهجوم ايضا الى مقتل جنديين اسرائيليين واثنين من الناشطين الفلسطينيين.

وقالت مصادر طبية فلسطينية ان الاليات المدرعة الاسرائيلية التي تقوم بتمشيط شمال قطاع غزة وتبحث عن انفاق يستخدمها النشطاء الفلسطينييون، اطلقت النار على فلسطيني في بيت لاهيا في ساعة مبكرة من أمس الأربعاء مما ادى الى اصابته بجروح خطيرة.

ودعا المجتمع الدولي الى لضبط النفس في اسوأ الازمات التي تشهدها المنطقة منذ وصول حماس الى السلطة في آذار/مارس وامساك اولمرت رسميا بمقاليد الحكم في ايار/مايو الماضي.

ودعت كل من فرنسا وبريطانيا الى التهدئة والحل الدبلوماسي فيما دانت المملكة العربية السعودية ومصر وايران "التصعيد الاسرائيلي".

وشددت واشنطن أمس الأول الثلاثاء على ان العودة الى السلام يجب ان "تبدأ باعادة الجندي الاسرائيلي".

كما حذر موفد الامم المتحدة الى الشرق الاوسط الفارو دي سوتو من "خطورة" الوضع الانساني في قطاع غزة البالغ عدد سكانه 4،1 مليون نسمة، وذلك بعد قيام اسرائيل بتدمير محطة كهرباء الاسبوع الماضي.

وحذر دي سوتو من خطر تفشي الامراض التي تنتقل بالمياه مع غياب الانظمة الصحية المناسبة.

غير ان اسرائيل شددت على ان اهالي غزة لا يعانون من اي نقص في المواد الاساسية قائلة انها سمحت بدخول كميات كبيرة من الطعام والبنزين والسلع الطبية.(أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى