إلامَ الخلفُ بينكمُ

> سعيد علي نور:

>
سعيد علي نور
سعيد علي نور
لا جديد في هذا التوصيف الذي أصدّر به هذه المداخلة على ما يجري داخل أروقة الحزب الاشتراكي اليمني وما ينتاب أداءه السياسي,إنه ليس درساً في السياسة، بأية حال من الأحوال ولكنه يعيد إلى الأذهان: أن العمل السياسي، في أبسط تعريفاته هو فكرة (=قضية) + عمل تنظيمي + عمل ميداني.

إنه توصيف تقليدي «معروف»، صحيح أنه يخضع للتكتيك والمناورة، بحسب طبيعة المراحل واختلاف المواقع والمصالح ولكنه يشبه القاعدة. دعاني إلى هذا التقديم ذلك الخلف الذي يحتدم بين قيادات الاشتراكي، على مستوى نوعية أدائه السياسي المرحلي، الذي يتفقوا فيه على كلمة سواء، الأمر الذي شل دوره بسبب غياب الفكر «الموحدة» تجاه التعامل مع التطورات السياسية في البلاد، على أساس مرجعية واحدة، وتحت وطأة هذا الغياب فإن العمل الميداني للحزب الاشتراكي اليمني، بين صفوف الجماهير بات هو الآخر غائباً!

ما الذي بقي إذن؟.. لم يبق غير العمل «التنظيمي» وهذا العمل، في ظل غياب العمل الميداني والخلاف على الفكرة والهدف يتحول إلى مجرد «قضية إدارية» محصورة أو مقصورة على قيادات الحزب وأعضائه، لا تتجاوزهم إلى أنصاره، ناهيك عن الجماهير. أما الدور الذي يؤديه الاشتراكي من خلال أحزاب اللقاء المشترك فالكل يعلم أنه لا يقف على قاعدة صلبة من التجانس السياسي بين تلك الأحزاب، التي يقف الاشتراكي على يسارها والإصلاح على يمينها.

إنها مشكلة حقاً تستدعي من الحزب الاشتراكي اليمني وقفة مراجعة سياسية بحجم عراقته وخبرته السياسية التاريخية، وقفة تحد من غلو «الحرس القديم» وتضع حداً لتنازلات «الحمائم» باتجاه اتخاذ موقف سياسي واضح ومحدد، تجاه السائد السياسي، يلتزم به الجميع ووضع حد لموضة التيارات التي ينبغي أن تكون شأناً حزبياً داخلياً حتى لا يعبر الاشتراكي عن موقفه بأكثر من صوت تجاه قضية لا يختلف عليها اثنان وهي الدعوة إلى إلغاء نتائج حرب الصيف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى