وتلك الأيــام..مفهوم القرار وأهميته

> د. صالح يحيى سعيد:

>
د. صالح يحيى سعيد
د. صالح يحيى سعيد
يعتبر القرار إحدى الوظائف القيادية المهمة إلى جانب التخطيط والتنظيم والرقابة وغيرها إن لم يكن أهمها على الإطلاق. ويدل المفهوم العام للقرار على أنه اختيار أحد البدائل من بين تلك الاختيارات والبدائل المطروحة على بساط الدراسة والمناقشة ولكنه عادة يكون أفضل وأهم اختيار بالنسبة للجهة التي أخذت به سواء أكانت هذه الجهة أو تلك ممثلة بقيادة، مؤسسة، هيئة، حكومة، أو دولة.. الخ.

ويهدف القرار وتحديداً الاستراتيجي إلى معالجة قضية، مشكلة كبيرة أو موضوع ما ذي أهمية أو موقف حساس وخطير، أو رسم سياسات وأهداف عامة أو إقرار خطط وبرامج اقتصادية، اجتماعية أو عسكرية أو إعلامية يكون لها تأثير بعيد المدى في حياة ومستقبل الجماعة المعنية كالشعوب والأمم والأسر والأحزاب وغيرها.

وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن من أهم أنواع القرارات الاستراتيجية ذات المضامين المتنوعة، إعلان الاتحاد أو الوحدة بين دولتين أو أكثر، اتباع سياسة عادلة متوازنة بين مستوى الدخل والأجور من ناحية وبين مستوى المعيشة والأسعار من ناحية أخرى، بناء المشاريع الإنتاجية الكبرى، إنتاج الأسلحة الحديثة والمتطورة الدفاعية منها والهجومية، ضرورة توافر الضمان الاجتماعي لكافة المواطنين، حل الصراعات الدولية والإقليمية بالطرق السلمية، وقرار الأمم المتحدة بشأن حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها.

ومن الأهمية بمكان التأكيد هنا على أن القرار الاستراتيجي المعني قد يكون صحيحاً أو خاطئاً سواء أكان من الناحية النظرية أو التطبيقية أو كليهما معاً، وهذا يعني وانطلاقاً أيضاً من أن لكل قرار وظيفة يؤديها ويقوم على أساسها فإنه يترتب على اتخاذ أي قرار نتائج معينة قد تكون إيجابية أو سلبية وذلك وفقاًَ لصحة القرار وخطئه وهذه المسألة مرتبطة بصورة مباشرة في مدى مراعاة اتباع خطوات أو مراحل ما تسمى بعملية اتخاذ القرار وهي عادة ما تتكون من تحديد المشكلة ودراستها، توافر البيانات والمعلومات وتحليلها وصنع البدائل المقترحة والمفاضلة بينها ثم اختيار البديل الأفضل الذي على أساسه يصدر القرار مع وضع خطة عملية لتنفيذه.

وفي هذا الصدد أستطيع القول جازماً بأن درجة مراعاة الخطوات المذكورة تتوقف إلى حد كبير على شخصيات كبار القادة المتنفذين بحق اتخاذ القرارات وإعلانها، وإنه لشيء مؤسف حقاً إصرار بعض القادة على اتخاذ قرارات استراتيجية محطمة تحت تأثير النزعة الذاتية والمصالح الشخصية والتركيب النفسي والأهداف والسياسيات العامة الخاطئة، الأمر الذي يؤدي إلى إلحاق الأضرار الفادحة بمصالح ومستقبل شعوب هؤلاء القادة وبعض الجماعات والشعوب الأخرى.

إن المفهوم الصحيح للقرار وقيمته الحقيقية يتمثلان بمقدار ما يحققه من نتائج إيجابية للمجتمعات المعنية من دون التأثير السلبي على الآخرين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى