المحطة الأخـيرة..المسؤول الناجح

> جلال عبده محسن:

>
جلال عبده محسن
جلال عبده محسن
مكان العمل هو مكان مقدس يقضي الموظفون فيه معظم أوقاتهم، وبروز بعض الصعوبات والعراقيل هنا وهناك في إطار العمل أمر طبيعي بل وصحى لتحسينه متى ما تم معالجتها في إطار الأنظمة واللوائح التي تحكم الوظيفة العامة وليس هناك أجمل ولا أروع من المكاشفة والمصارحة لتجاوز الخلافات وإحلال روح المحبة والتسامح بدلاً عن الشحناء والبغضاء، ولكن غير الطبيعي هو بقاء هذه العراقيل دون معالجات تؤثر في مسألة الوظيفة وانعكاسها سلباً على محيط العمل، علاوة على ما تسببه من ضغوطات نفسية قد تمتد إلى خارجه، لتؤثر على الحياة اليومية والعائلية للموظف.

والتفرد بإصدار القرار دون إشراك الآخرين وهم المعنيون بالأمر، هو أحد العوامل التي تسيء للوظيفة العامة مخلفاً وراءه الإرباك والاستياء في نفوس الموظفين لعدم ملامسته همومهم ومشاكلهم الحقيقية، بل على العكس كلما كان القرار مستوعباً للآراء الجماعية، كان أقرب إى الصواب، والمسؤول الإداري مهما بلغ من حكمة في الرأي فهو بحاجة إلى إشراك الآخرين لمساعدته في اتخاذ القرار المناسب ما لم، فإن قراره لن يخلو من الأخطاء ولن يكتب له النجاح، حتى في إطار الأسرة الواحدة وقبل أن يصدر رب الأسرة قراره النهائي ينبغي له التعرف على رأي أفرادها ووجهات نظرهم في مختلف المشكلات وفق ما يسمح به مستوى نمو كل فرد ومدى نضجه، فما بالكم في الوظيفة العامة التي تحكمها الأنظمة و القوانين.

وفي ظل العمل الإداري وتعقيداته المتداخله، ازدادت الحاجة إلى تطوير مهارات وقدرات رجل الإدارة من أجل التعاطي الجيد مع ما تفرزه تلك التعقيدات، فوراء كل عمل ناجح إدارة ناجحة. والمسؤول الإداري الناجح هو القدوة في السلوك والأخلاق والالتزام بالأنظمة والقوانين، حتى يستطيع فرض احترامه وهيبته على الآخرين، وهو من يبادر بحل الخلافات من منطلق المسؤولية وهو من يدعو للجلوس وطرح المشاكل والصعوبات في سياق العمل على الطاولات لتذويبها.. إنه التواضع الذي لا يزيد صاحبه إلا رفعة في الشأن ودليل على نجاح قدرته في قيادة العمل وهو أسلوب راق يبعث على الطمأنينة في التعامل مع قضايانا ينبغي أن يسلكه هذا المسؤول أو ذاك، ويستحق الاحترام من الجميع، وهو أساس تخطي الصعوبات من أجل مصلحة العمل التي يجب أن ترتفع فوق كل خلاف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى