مع الأيــام..تلميذة في الأول ثانوي تتهم بقلب نظام الحكم

> محمد سالم قطن:

>
محمد سالم قطن
محمد سالم قطن
أنهى الرئيس المصرى، السيد حسنى مبارك، أوائل يوليو الحالي، ملهاة تراجيدية شاركت فيها الصحافة المصرية الحرة ومعها العشرات من المواقع العالمية على شبكة الانترنت، ضد بعض المتحجرين في وزارة التربية المصرية. بطلة هذه التراجيديا تلميذة مصرية في الأول ثانوي لم تتجاوز الخمسة عشر ربيعاً من العمر، كتبت في اختبار مادة التعبير(الإنشاء) عدة أسطر عن دور الشركات الأمريكية والرئيس بوش في تعطيل القدرات الذاتية للشعب المصري على التنمية ودور السياسة الأمريكية السلبى في المنطقة العربية فما كان من مصحح اللغة العربية إلا أن حمل ورقة إجابة التلميذة إلى رئيس الكونترول بالمدرسة الذي بدوره رفع تقريراً قاسياً ضد التلميذة إلى المنطقة التعليمية في المنطقة مشفوعاً باتهام للتلميذة بأنها تسعى لقلب نظام الحكم وأنها عضوة محتملة في أحد الأحزاب والجماعات السياسية أو الدينية.

خضعت التلميذة لتحقيق لجنة وزارية ليقوم الأشاوس في الوزارة بترسيب التلميذة على الرغم من درجاتها العالية المتحصلة في المواد كافة، بما فيها اللغة العربية.

الصحافة المصرية بمختلف انجاهاتها تحركت لمؤازرة هذه التلميذة، وإليكم نماذج مما كتب في هذا الشأن الذى يهم قضية حرية التعبير.

كتب الدكتور حلمي القاعود في مجلة (المصريون) الاليكترونية: هل هذه الأسطر التي تحكى عن الولايات المتحدة تحتاج إلى حزب أو تنظيم يقف وراء الطفلة آلاء فرج مجاهد وهي تسمعه كل يوم في التلفزيونات والإذاعات وتقرأه في الصحف بما فيها صحف السلطة المصرية وكتابها. حتى كتاب المارينز يرددونه صباح مساء مع أنهم يتبنون الأجندة الأمريكية. فلماذا يخاف مدرس المدرسة ومديرها ومدير المنطقة التعليمية على مشاعر السيد بوش وحكومة الولايات المتحدة؟ لماذا يفجعون صبية في مطلع حياتها التعليمية ويحرمون عليها أن تفكر وأن تعبر وأن تدلي برأيها في قضية تخص وطنها وأهلها وشعبها؟ هل صارت الولايات المتحدة مقدسة إلى هذا الحد؟ وهل صار بوش نبياً دون أن ندري؟ إن بوش يسمع من أفراد شعبه كل يوم ما يكره، ولا يستطيع أن يقدم مواطناً واحداً إلى التحقيق كما فعل الأشاوس والنشامى في مديرية التعليم بالدقهلية. وإن بوش نفسه، عندما يعلم بهذه الواقعة، وهذا التصرف المباحثي الخسيس، سوف يعلن احتجاجه على الحكومة المصرية، ولن يتورع المتحدث الرسمي باسم الولايات المتحدة عن توبيخ المسؤولين المصريين بسبب هذا السلوك القبيح، وسوف يرفض هذه الخدمة المباحثية المجانية التي تطوع بها مدرس مجهول ومدير مدرسة مغمور ومدير تعليم لا يعرف الفارق بين واجبه المهني وخدماته المباحثية المستهجنة.

وكتب سعد هجرس في موقع الحوار المتمدن ما يلي: لم أصدق القصة عندما قرأت عنها لأول مرة في صحيفة (الخليج) الإماراتية تحت عنوان: انتقاد بوش في امتحان يخضع طالبة مصرية للتحقيق. لكنني رأيت الطالبة آلاء فرج مجاهد بشحمها ولحمها على شاشة التلفزيون مع منى الشاذلي في قناة دريم ثم مع عمرو أديب في أوربت.

وفي المرة الأولى لم أصدق صحيفة الخليج أما في المرة الثانية فلم أصدق عيناي. هل يعقل أن يصل الحال بنا إلى هذا الوضع المزرى؟ هل تصدقون أن يتحول المربي والمدرس الذي يكاد أن يكون رسولاً إلى مخبر من الدرجة الثالثة؟ ثم إلى جلاد يصدر فرماناً أشبه بفرمانات قراقوش يقضي بترسيب طالبة متفوقة وحرمانها من درجاتها المتحصلة؟

كتب الكثيرون على هذا المنوال فاضحين هذا المستوى الهابط من الخنوع والذل الذي وصل إليه الكثيرون من العاملين في القطاع التربوي المصري. وقد أوسع الكتاب والصحفيون المدرس المصحح المخبر ومدير المدرسة الجبان شتما بعد أن اتضح أن السبب في رفعهم هذه الشكاية البليدة الحقيرة هو نكاية بأم التلميذة آلاء وهي تربوية مثلهم، تعمل وكيلة لمدرسة، وبينه وبينها بعض المشاحنات المرتبطة بالعمل.

لم تتوقف تلك التراجيديا إلا بعد أن تدخل فخامة الرئيس المصري شخصياً وأصدر توجيهاته بإلغاء القرارات الجائرة ومنح آلاء درجاتها المتحصلة، واتصل هاتفياً بالتلميذة وأسرتها مشجعاً إياها على أن تكتب ما تريد ولا تخاف من مصحح بليد أو مدير مدرسة مرتجف أو مدير منطقة تعليمية لا يميز بين مهنة التربية ومهنة الجلاد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى