فوائد المونديال لقوم عند قوم مصائب!

> برلين «الأيام الرياضي» وكالات :

>
اكثر المستفيدين من المونديال هي المطاعم
اكثر المستفيدين من المونديال هي المطاعم
إذا كان المثل الشعبي المعروف يقول «مصائب قوم عند قوم فوائد» فإن نتائج العرس الكروي العالمي في ألمانيا خلال فترة مونديال 2006 تخالف ذلك المثل تماما وتؤكد :"أن فوائد قوم عند قوم مصائب" فإذا كان هذا العرس قد أدى إلى تحقيق انتعاش وازدهار كبيرين للاقتصاد الألماني في جميع فروعه، مما أدى إلى ارتفاع العائد الاقتصادي لألمانيا إلى مليارات عديدة من اليورو، فعلى العكس من ذلك عانت دول أخرى خارج القارة الأوروبية وبصفة خاصة في منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها مصر وتركيا وتونس والمغرب ولبنان من آثار سلبية للمونديال انعكست على اقتصادها وتمثلت في خسائر مالية فادحة نتيجة انصراف الأوروبيين إلى مشاهدة مباريات المونديال سواء في ألمانيا أو في بلادهم وإلغاء رحلاتهم السياحية إلى منطقة الشرق الأوسط في هذا التوقيت.

وتؤكد المعلومات المتوافرة أن ألمانيا سوف تجني من وراء المونديال عشرات المليارات من الدولارات كربح خالص تستفيد منه كل فئات الشعب وكل الصناعات والأنشطة الألمانية بلا استثناء فهناك حالة رواج غير مسبوقة تسود الأسواق الألمانية وكل الفنادق وغرف الإقامة مشغولة وأسعارها نار ، وهذه الطفرة سوف تؤدي إلى زيادة نسبة النمو في الناتج القومي وفي الدخل القومي .

كما يتوقع الخبراء أن يساهم هذا النجاح الهائل في ارتفاع كبير في معدلات السياحة الوافدة إلى ألمانيا بنسبة لا تقل عن 15% في السنوات القادمة وهذه النتائج المتوقعة تؤكد أن الأنشطة الرياضية تعد من أهم النوعيات السياحية الجديدة وأنها أصبحت من أهم العوامل التي تغري السياح من كل الأعمار وخاصة الشباب على متابعتها في كل مكان. وكشف استطلاع أجرته صحيفة (دير تاجز شبيجل) أن كأس العالم ساعدت على حدوث انتعاش وازدهار للاقتصاد الألماني وبخاصة في مجال العمل والسياحة والمطاعم والفنادق .

كما طرأت زيادة ملحوظة على معدلات ركاب القطار الألماني اليومي بمعدل 600 ألف راكب يوميا وأوضح الاستطلاع أن شركات الدعاية والتمويل العاملة في مجال كرة القدم أعربت عن رضائها الكامل عن حصيلة العمل في كأس العالم حتى الآن وقد حقق كل منها ما بين 25 و40 مليون يورو. وقد توقع الاقتصاديون من أمثال أكسيل نيتشكا من هيئة الصناعة الألمانية وغرفة التجارة اليومية زيادة في معدل الانتعاش بسبب كأس العالم بنسبة 3،0% وهو ما يعني إيجاد 60 ألف فرصة عمل وإن كانت مؤقتة .. فيما يعتقد تجار الجملة أنهم حتى 9 يوليو الماضي وهو الموعد الذي كان لنهائي كأس العالم أنهم قد نجحوا في تحقيق حصيلة إضافية وصلت الى حوالى ملياري يورو .

وأشارت ديهوجا متحدثة اتحاد قطاع تجار الجملة أن الإقبال زاد بدرجة كبيرة على الأدوات الرياضية وما يخص الرياضة بشكل عام ، وذكرت أنه ومنذ عام تقريبا زاد الإقبال بدرجة كبيرة علي شراء التليفزيونات، مشيرة الى أن أفضل وقت كان للشراء هو أثناء المونديال وأيضا في فترة الراحة من المباريات اليومية حيث كان للزبائن والضيوف الوقت المناسب للشراء دون قلق على متابعة المباريات. وأشار الاستطلاع إلى الرضا الذي شعرت به إدارات الفنادق، موضحا أنه ومع أن الوضع في برلين ظل هادئا فإنه كان شديد التحسن وكثير الإقبال على الفنادق في مدن فرانكفورت ودوسلدورف وكولونيا.

ونوه بأن منطقة الرور حققت أرقاما قياسية في معدلات النمو بدأت من شهر مايو وزادت هذا الشهر أما شركة أديداس للأدوات الرياضية فقد أشار رئيسها هيربرت هاينر إلى أنه يتوقع أن تحقق الشركة حوالي مليار يورو هذا العام، وكان قد أشار من قبل في أبريل الماضي إلى أن أديداس تعتزم بيع عشرة ملايين كرة و5،1 مليون زي رياضي للاعبين. من ناحية أخرى أشار متحدث بإسم شركة فيليبس إلى أن شركته قد حققت معدل زيادة مضاعفة لمبيعاتها من الأدوات الكهربائية بمناسبة كأس العالم ، أما بنك البوستة فقد بدأ الاستفادة من الدعاية والتمويل منذ أول العام من كأس العالم وعن طريق بيع ما يعرف بصندوق الوديعة .

أما الإنترنيت خدمة ( ياهو) الذي أصبح الصفحة الرسمية للاتحاد الدولي «الفيفا» فقد استخدم صفحته منذ 9 يونيو حتى الآن أكثر من ثلاثة مليارات شخص مع أنه كان في كأس العالم عام 2002 قد وصل إلى ملياري شخص فقط طوال فترة كأس العالم.

ولأننا نعيش في عالم يوجد فيه الشتاء والصيف علي سطح واحد ففي الوقت الذي استفادت فيه ألمانيا من تنظيم العرس الكروي العالمي وهو مونديال 2006 لأقصى درجة ممكنة على المستوى الاقتصادي فقد عانت دول أخرى من اتجاه الأنظار والحركة إلى ألمانيا وكان في مقدمة هذه الدول مصر وتركيا وتونس والمغرب ولبنان وهي الدول التي تشكل السياحة جانبا أساسيا من دخلها القومي .

ونتيجة لعملية الجذب الهائل التي حققتها بطولة كأس العالم للكرة في ألمانيا فقد كان من الطبيعي أن ينعكس ذلك سلبا على حركة السياحة الوافدة إلى العديد من دول العالم في هذه الفترة خاصة جنوب البحر المتوسط، وفي مصر تجسدت هذه الحقيقة بشكل ظاهر على مناطقها السياحية الجديدة جنوب سيناء والغردقة بل والقاهرة نتيجة عزوف السياح خاصة زبائنها الأوروبيين وجميعهم لهم فرق مشاركة في البطولة عن الحضور إليها ونتيجة لذلك انخفضت نسبة الإشغال في الفنادق إلى ما دون 15% وهو ما هبط بالإيرادات إلى ما دون حتى تكلفة الإدارة والتشغيل.

ويقول الكاتب الصحفي جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين إن الوضع لن يبقى على ما هو عليه الآن وإن المؤشرات تؤكد أن الحجوزات سوف تبدأ في العودة إلى معدلاتها الطبيعية بإذن الله خاصة وأن بطولة مونديال ألمانيا قد انتهت .

ويضيف أنه ليس هناك ما يقال لأصحاب المنشآت الفندقية في مصر سوى مطالبتهم بالصبر باعتبار أن الفرج قريب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى