يوم من الأيــام..دواخلنا

> عبدالقادر باراس:

>
عبدالقادر باراس
عبدالقادر باراس
تمر الأيام من أمام أعيننا في مفترق المساحة من الزمن، تطوي فيها أعمارنا، والصور تكاد تبقى عالقة في ذاكرتنا آمالاًَ وآلاماً وأهات، نقطعها اليوم كما قطعناها أمس لنرميها في مهب الريح، فهل فعلاً صارت حياتنا وعاءً مليئاًَ بالأحزان.

نحن أمام مفارقات مذهلة في كيفية رسم أحلامنا وتطلعاتنا في مواجهة زنازين هموم واقعنا لتحكي لنا آهاتنا، فلا شك أن كل ثنائيات حياتنا من حب وكره، سعادة وتعاسة، خير وشر، فرح وحزن .. هي من بديهيات هذه الحياة، فإذا لم نر البشاعة لا يمكن أن نحس بالجمال فقد اختلطت في حياتنا سراديب من الحزن، لنكتشف بعد زمن طويل أن أعز الناس لنا كانت معرفته بنا تقوم على نزعة المصلحة، وقد نتيقن فإذا ما أحبننا شخصاً على غير ما كنا نتوقع لنكتشف أنه مجرد جسد بلا روح خال من أية مشاعر عاطفية، وإن اخترنا بأن نعمل مع رفقة طيبة نجد أن بعضهم لا يفهمون أن العمل يعني الانضباط والإخلاص والتعلم من الآخرين دون أن نتجاهلهم، وفي الشارع قد نجد من لم نره من سنين ونبتهج لرؤيته فيقابلنا ببرود وينصرف عنا دونما شعور، ويبقى المشهد كئيباً في دفتر يومياتنا المنسوخة دوماً بسطور سوداء، ولكن حتى تضيء في أنفسنا شموع الأمل وتلقى نظرات التفاؤل طريقها إلى أعيننا المسكونة بالحزن، يحتم علينا امتلاك الجرأة من خلال قراءتنا للماضي بعين قريرة مطمئنة، وألا نسرف في حزننا وفرحنا لأن ديمومة الحياة لا تتم على وتيرة واحدة، ولنحصر حزننا في توديع من نحبه قد يكون وداعاً لا لقاء بعده، وإن بكينا فالبكاء راحة النفوس شريطة أن نمسح دمعتنا قبل أن يراها الآخرون.

علينا أن نبحث في دواخلنا عن الإنسان الحقيقي لنهتدي إليه ونلفظ ما علق بها من زيف مع مرور الأيام والسنين، فما أجمل أن نملأ ذاتنا بالمحبة والخير والغفران وأن نغسل قلوبنا من كل أخطاء وإساءات الآخرين من خلال الصفح والعفو، ولنشعر بأننا نمتلك العين لنذرف دموع السعادة بدلاً من دموع الحزن ونستنشق عطر من نحب لا رائحة الحسرة والأسى، ونسمع كلاماً يشعرنا بإنسانيتنا لا ما يدمي آدميتنا، فالعمر يمر أرقاماً لكن تظل حياتنا هي القيمة فلنثابر على الحب فهو بحق أعظم ثروات الإنسانية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى