كان التلاليون عصر امس على موعد للثأر من هزيمة دور الذهاب خصوصا ان مساحة الامل بالفوز عند منافسهم حسان كانت ضعيفة نظرا لغياب عدد كبير من لاعبيه الاساسيين: ثلاثة في الوطني وثلاثة في الناشئين واثنين آخرين لظروف خاصة ساهمت الى حد بعيد في استئثار ابناء القلعة بنقاط المباراة وعززت من حظوظهم في المنافسة على المركز الثالث لأن مباريات الفريقين تحفل عادة بالتنافس الساخن بغض النظر عن احوالهما، فقد قدما مباراة جميلة من حيث الاثارة والوتيرة السريعة في اللعب والهجمات رغم تكسرها دائماً عند الخطين الدفاعيين وحارسي المرمى وإن عابها النرفزة الكبيرة والالعاب الخشنة خصوصا في الربع الساعة الاخيرة.

وتجلت مظاهر الإصرار عند التلاليين على حسم اللقاء من خلال الاندفاع الكبير لمعظم لاعبيه منذ الوهلة الاولى والذي كاد خلاله (امبويو) صاحب البنيان القوي أن يفتتح التسجيل في د (5) إلا أن الحارس محمد الظبي أنقذ الموقف بعد الدربكة التي حصلت داخل منطقة الجزاء.. رد عليها نزار رزق سريعا من خلال تحويله لكرة عرضية أحدثت دربكة اخرى في منطقة الجزاء التلالية تمكن عبود مبروك من ايداعها في المرمى الا ان صافرة الحكم كانت اسرع، وامام السعي الحثيث لمهاجمي الفريقين تحصل حسان على ثلاث ركنيات في وقت قصير جدا لم تحدث الخطورة المطلوبة سوى مرة واحدة اثر اخراج حارس التلال المتألق عبدالرؤوف رأسية صبري عبيد من مسافة قريبة الى ركنية ولاحت أهم الفرص الحسانية امام خالد ربصن في د (12) اثر تصادم تلالي بين حارس المرمى وامبويو وصلت الى ربصن والمرمى مشرع أمامه فلعبها بغرابة الى الخارج، ورد عليها موتشمبا بانفرادة سريعة اثر تمريرة رائعة من خالد بلعيد واجه على اثرها المرمى وأنقذها الظبي بفدائية عالية.. وأمام النهج الهجومي الصريح لكلا الفريقين يتمكن خالد بلعيد من افتتاح التسجيل بتحويله كرة رأسية من ضربة ركنية تجاوزت خط المرمى ولم يتفطن لها حكم الساحة مختار صالح، إلا أن رجل الخط أكد صحة الهدف في د (22) وحاول حسان إدراك التعادل حيث انفرد عبود مبروك بالمرمى الا ان خالد عفارة عرقله على حافة منطقة الجزاء تغاضى الحكم عن رفع البطاقة الحمراء لخالد الذي نال البطاقة الصفراء قبل اللعبة بلحظات وسط استياء الجمهور الحساني ونفذ الفاول من ماجد حسين الى الخارج ولاحت اهم فرصة لحسان للتعديل خلال الشوط الأول من خلال تمريره بعيدة المدى من عبدالله قطي الى المندفع من الخلف اياد زيد واجه على اثرها المرمى الا انه لم يحسن التصرف معها وذهبت كسابقتها.

شوط انفلات الاعصاب

على غرار ما فعله التلاليون خلال شوط المباراة الأول بالاندفاع نحو منطقة الجزاء الحسانية كاد امبويو في الدقيقة الأولى أن ينجح في تعزيز النتيجة اثر سوء تقدير من حارس حسان الظبي والمدافع الخضر زيد غمزها الاول من بين الاثنين الا أن نزار رزق انقذ الموقف قبل ولوج الكرة الى المرمى، تلاها موتشمبا بتسديدة قوية من على حافة المنطقة مرت بجوار القائم في د (3) ليعود الهدوء في وسط الملعب مع افضلية لخط الوسط التلالي المكون من الانيق محمد فريد وخالد بلعيد وقيس محمد الذي ترك مكانه لشادي جمال والسريحي قبل ان يمرر صاحب المجهود الكبير ماجد حسين كرة سحرية الى خالد ربصن الذي انفرد بالمرمى إلا انه لعبها ضعيفة بين احضان الحارس التلالي امدوبا، تلاها تراجع تلالي مع الاعتماد على الهجمات المرتدة لتأتي د (30) ويعاود عبود مبروك تلاعبه بخط الدفاع التلالي ينال على اثرها خالد عفارة بطاقة حمراء اثر اعاقته لعبود المنطلق نحو منطقة الجزاء نفذها نزار رزق بشكل رائع الا انها مرت بمحاذاة القائم الايمن وأبى نجم الوسط الحساني ماجد حسين الا تجريب حظه فسدد كرة قوية من خارج المنطقة وقفت لها عارضة المرمى بالمرصاد، وعاد الخط الدفاعي لحسان الى التوهان مجددا استغله المزعج امبويو الذي استخدم قوته الجسمانية وانتزع الكرة من بين قدمي القصير جدا عمر الكباس لعبها ببوز الجزمة الى المرمى دون ان يفعل حيالها الحارس شيئا.

وفي حلول د (37) ينفرد اوسام السيد بالمرمى ودون متابعة من احد الا انه اراد الاستعراض امام الحارس التلالي عبدالرؤوف امدوبا الذي انقض على الكرة وخطفها من بين قدميه.

ولم يتأخر البديل الناجح علي شوقي في خدش الشباك التلالية اثر تناقل جميل للكرة مع عبود الذي هيأها لشوقي اودعها بأناقة تامة في مرمى التلال في د (42) لتشهد المباراة بعدها فاصلا مقززا من حيث الالعاب الخشنة والاعتراضات، حيث تبادل اللاعبون الرفس والاحتكاك على مرأى من الحكم السلبي مختار الذي اشهر بطاقة حمراء أخرى لمدافع حسان اياد زيد الذي اشتبك مع شادي جمال الذي نال بطاقة صفراء وبلغ الاستهجان الجماهيري مداه عندما اعتدى الحارس التلالي على عبود مبروك اثر تعارك على الكرة عقب تسجيل حسان لهدفه الوحيد وكان من المفترض ان يشهر له البطاقة الحمراء الامر الذي تفطن له مدرب التلال الخلوق شرف محفوظ وسحب عبدالرؤوف وأدخل عمروس بديلا له، وفي الوقت بدل الضائع كاد اندومبي المختفي طوال المباراة أن يسجل الهدف الثالث عندما انفرد بالمرمى إلا ان الظبي كان حاضرا وأنقذ الموقف.

لقطات من المباراة

> غاب عن حسان سالم عوض وزاهر فريد ووسيم القعر وعلاء بلعيدي وصالح الشدادي وراجي بامطروح بالاضافة الى حارسي المرمى الاحتياطيين حليم الجبلي الموقوف من قبل الادارة وعبدالله الشيباني حارس مرمى المنتخب الوطني للناشئين، فيما غاب عن التلال حمادة الوادي وفتحي جابر وامين عوض.

> على الرغم من مشاركته لاول مرة الا ان حارس مرمى حسان محمد الظبي قدم مباراة رائعة وساهم دون ولوج العديد من الكرات في مرماه.

> ماجد صالح المدافع التلالي ساهم الى حد كبير في الحد من خطورة أوسام السيد الذي غابت عنه مناوشاته رغم مجهوده الكبير في وسط الملعب.

> أمبويو كان نجم المباراة حيث كان مصدر ازعاج كبير لخط الدفاع الحساني قبل ان يتحول الى مدافع في الاوقات الاخيرة من عمر المباراة.

> على الرغم من الفراغ الكبير الذي تركه لاعبا خط الدفاع زاهر فريد وعلاء بلعيدي الا ان الخضر زيد وعبدالله قطي لعبا مباراة جميلة لم تكتب لها الخاتمة السعيدة.

> حارس التلال المتألق عبدالرؤوف امدوبا دخل في ملاسنة وتحد مع الجماهير اثناء خروجه الذي دفع الحكم لإشهار البطاقة الصفراء في وجهه.

> على الرغم من الاعتداء الذي تعرض له مهاجم حسان الخلوق عبود مبروك من قبل الحارس التلالي الا انه سرعان ما اتجه عقب انتهاء المباراة لمعانقة زميله عبدالرؤوف في صورة جميلة تنم عن اخلاق فاضلة.

> اذاعة أبين كانت حاضرة كعادتها في مثل هكذا لقاء فقامت بنقل المباراة بصوت الرائعـين عصـام علـي محمـد وعـوض آدم.

> ادار اللقاء في الساحة الحكم غير الموفق الدولي مختار صالح وساعده نادر شخص وأنور توفيق وعادل سالم رابعا وراقبه نجيب باسلامه والنويجي مراقبا للحكام.