المحطة الأخـيرة..العرب المعاصرون ونشيد (البرتقالة)

> د. عبده يحيى الدباني:

>
د. عبده يحيى الدباني
د. عبده يحيى الدباني
أدعو صادقاً العرب المعاصرين لا سيما الحاكمين منهم أن يعملوا على تبديل الأناشيد الوطنية الرسمية لدولهم إلى نشيد واحد موحد هو أغنية (البرتقالة) الرائجة هذه الأيام والأيام التي قبلها لأنها تعبر بدقة عن الحال الذي آل إليه العرب دولاً وشعوباً، من رضوخ ولا مبالاة ولا مسؤولية ولا إحساس ثم إنها قاسم مشترك بين الدول والشعوب العربية، فعلى الأقل يتوحدون في هذا الجانب الذي يعكس حياتهم وتخاذلهم وتبعيتهم وتهافتهم على حياة لا تستحق أن تعاش.

وإذا لم يكن من الموت بدٌّ

فمن العجز أن تكون جباناً

رحم الله شاعرنا أبا الطيب المتنبي.. رحم الله شاعرنا اليمني عبدالله البردوني!

فما أشبه بالبارحة، بل لعل سواد الليلة أشد من سواد البارحة!

لم يعد لدينا اليوم ما نقوله ونحن نتابع الصلف الإسرائيلي في عدوانه الآثم على لبنان وعلى غزة، فكل الكلمات تبدو بائسة مثل المواقف العربية، ولم يبق إلا الدموع وإلا الدعاء وإلا جلد الذات، وجلد الضمير العربي، إن كان ثمة ضمائر حية. فلم يمر العرب والمسلمون بمثل هذه المرحلة من الذل شعوباً ودولاً وقد استبد اليأس من أن تقوم الدول العربية بدورها التاريخي والديني للتصدي لهذا المسخ الإسرائيلي الغاصب أو على الأقل الدفاع عما تبقى بيد العرب في لبنان وفلسطين وغيرهما، ووقف إسرائيل عند حدها إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً. بيد أنه على هذه الدول أن تفتح المجال لمن شاء الجهاد من أبنائها ليذهبوا إلى لبنان وفلسطين وينضموا إلى جبهات المقاومة ضد العدو الإسرائيلي الغاصب المتعجرف، وذلك بطريقة سلسلة وشفافة ومشروعة بعيداً عن الاعتقالات والاتهامات والمطاردات، فالانضمام إلى الجهاد في جبهات القتال حق مشروع ولا يعد إرهاباً إلا في نظر الأعداء فهذا حق لمن أراد أن يجاهد شرعه الدين بدلاً من أن ينضم الرجال إلى حزب (القاعدة) المطارد من دول العالم كلها والذي يمارس هجومه على أعداء كثر ويكون نهاية الكثيرين منهم سجون (جوانتانامو) وغيرها أو تفجير أنفسهم في أماكن مختلفة من العالم بصورة تراجيدية، أرى أن الدين الإسلامي لا يقرها وأن قيم الجهاد لا ترضى بها.

فمقابل جنديين إسرائيليين أسيرين أقامت إسرائيل الأرض ولم تقعدها وشنت هجوماً واسع النطاق على لبنان مدمرة بنيته التحتية من جسور ومطارات وغير ذلك في حين أن السجون الإسرائيلية تكتظ بالأسرى الفلسطينيين واللبنانيين وسائر العرب ولكن العالم كله ينظر إلى مشاهد الحرب والدمار من غير أن ينصف المظلوم أو يكبح جماح الظالم المعتدي، أما العرب - وهم ذوو الشأن - فإنهم (يتداعون) إلى اجتماع تقليدي بائس، عدمه أحسن من وجوده سيتمخض كما كل مرة وسيلد فأراً بائساً، فهم يراهنون فقط على أن يدينوا بالإجماع العدوان الإسرائيلي ويناشدوا المجتمع الدولي للقيام بواجبه (مجرد مناشدة) إزاء هذا العدوان، هذا في أحسن الأحوال وهذا إذا لم يدينوا حركة حماس وحزب الله. فأي ذل يا ترى أبعد من هذا الذي نعيشه اليوم؟ وأين نحن من قول (شوقي ) يرحمه الله.

قف دون رأيك في الحياة مجاهداً

إن الحياة عقيدة وجهاد

إننا مسؤلون أمام الله تعالى عما يجري لإخواننا في فلسطين ولبنان وغيرهما فماذا فعلنا لهم؟ وبماذا دعمناهم؟ وهل ضغطنا على حكوماتنا حتى تقوم بدورها التاريخي والإسلامي؟ ولو من باب (أضعف الإيمان). أم أن نشيد (البرتقالة) قد استبد بنا شعوباً وحكومات وفعل فينا فعله وصرنا نردده سلوكاً صباح مساء فهو النشيد الوطني الجديد للدول العربية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى