كــركــر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

>
عبده حسين أحمد
عبده حسين أحمد
لا بد من إهداء التحية والتقدير والإعجاب إلى لبنان - حكومة وشعباً - على موقفه الشجاع والصامد ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم .. الذي استهدف البنية التحتية ودمّر كل مقومات الحياة الصناعية والسياحية والاقتصادية ومعالم الحضارة والمدنية في لبنان .. وهدّم محطات الوقود والكهرباء والمياه والجسور .. ومزّق أوصال التواصل بين المناطق اللبنانية .. وحرم الشعب اللبناني من الماء والنور .. ودفع لبنان 20 عاماً إلى الوراء .. وأضاع عليه أكثر من 600 مليون دولار في قطاع السياحة .. وفتك بأرواح الأبرياء من الشيوخ والنساء والأطفال.

< ومن المؤكد أن العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان لم يكن وليد اليوم .. وإنما كان مخططاً جاهزاً من قبل فترة طويلة .. كان المخطط مثل (الصنفور الوارم) في حاجة إلى من (يوخزه) فقط .. وعندما تحقق له ذلك .. انفجر (الصنفور) وسال (قيحه) صواريخ وقذائف تدك لبنان براً وبحراً وجواً .. وأفرغت إسرائيل حقدها الدفين على لبنان .. وفرضت عليه حصاراً شديداً .. لكي لا تصل إليه الإمدادات الإنسانية كالغذاء والدواء من الدول العربية والأجنبية المحبة للسلام.

< وكان من الطبيعي أن تدين كل دول العالم والاتحاد الأوربي العدوان الإسرائيلي الوحشي على لبنان .. ولكن إسرائيل - كعادتها - لا أعطت أذناً صاغية لكل هذه الإدانات .. ولا اهتمت بالنداءات التي تعالت من كل مكان لوقف الحرب الضارية على لبنان .. وإنما أرادت أن تؤكد من جديد أنها صاحبة اليد الطولى .. وأنها تستطيع أن تضرب وتقصف وتقتل وتشرد الشعب الفلسطيني فوق أرضه .. وأن تفعل بالشعب اللبناني المثل أيضاً وأكثر .. فكأنه على الفلسطينيين واللبنانيين أن يروا السلام في نار الحرب .. وأن يروا الجراح في ضوء المدافع .. وأن يروا الدمار والخراب في قصف الطائرات.

< ومن المفارقات العجيبة أن تسارع أحداث الحرب الوحشية على لبنان .. أدى إلى عقد اجتماع مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الماضي .. بينما توافد وزراء الخارجية العرب إلى الاجتماع بدعوة من الجامعة العربية في القاهرة يوم السبت الماضي .. أي أن مجلس الأمن الدولي كان أحرص وأسرع من وزراء الخارجية العرب .. الذين تخاصموا وتشاجروا واختلفوا في مواقفهم بشأن العدوان الإسرائيلي على لبنان وأسبابه ودوافعه وتداعياته .. وانقسموا فيما بينهم .. ولم يصدر عن هذا الاجتماع بيان موحد يحفظ ماء الوجه أمام الشعوب العربية .. بل اتفقوا على إدانة العدوان الإسرائيلي .. ولكنهم لم يتوصلوا إلى آلية التعامل معه .. وبقيت الدول العربية على ما هي عليه وأسوأ .. ولم تتفق على رأي واحد من أجل القضية الفلسطينية والقضية اللبنانية اللتين ضاعتا في سوق السياسة الدولية والمزايدة السياسية.

< أما الشعب اللبناني فهو (الأبقى) .. كما قال رئيس الوزراء اللبناني (فؤاد السنيورة) .. في خطابه إلى الشعب اللبناني الذي أثبت أن مخزونه من الصبر والصمود أكبر من وسائل الحرب والدمار .. كان الخطاب واضحاً ومتوازناً .. ولأول مرة يصدر خطاب رسمي عن رئيس وزراء لبناني دون ذكر (المقاومة) .. وطالب بوقف الحرب برعاية الأمم المتحدة .. ومساعدة الحكومة اللبنانية على بسط سلطتها الكاملة على الأراضي اللبنانية .. برافو سنيورة!!

15 يوليو 2006

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى