يبرشتوا حتى من كِرى امجمال؟

> علي الجبولي:

>
علي الجبولي
علي الجبولي
قبل الوحدة يوم كانت البلاد دولتين وحتى في الأيام التي كانت فيها العلاقات تتوتر بين الشطرين، لم تكن في طريق الوهط - طورالباحة، الحدودية سوى نقطة أمنية واحدة عرفت بـ (جمرك امرجاع)، واقتصرت مهمتها على فحص هويات المسافرين إلى الصبيحة، ومنع مرور القات والمهربات نحو عدن.

مناسبة هذا الحديث هو تزايد شكاوى المواطنين من استفزاز وابتزاز أربعة حواجز تفتيش عسكرية وأمنية استحدثت في هذا الطريق منذ أواخر العام الماضي 2005م.

المثير للغرابة والريبة أن تنصب أربعة حواجز ليس بين حدود دولتين ولكن بين مديريتين هما: تبن وطورالباحة، الواقعتين في نطاق إداري واحد لمحافظة لحج حيث نصب الحاجز العسكري الأول في مدخل الوهط الشمالي، يليه حاجز عسكري آخر بجانب ما يعرف بمصنع الحديد، ولا يفصله عن الأول سوى بضعة كيلومترات وما أن يقطع المسافر بضعة كيلومترات أخرى حتى تبرز نقطة (أمن امرجاع) كحاجز ثالث. وعلى مسافة لا تزيد على عشرين كيلومتراً فقط تنصب (نقطة النجدة) كحاجز رابع في منطقة دار القديمي.

لا أعتقد أن ثمة مبرراً مقبولاً أو ضرورة تستدعي نصب أربعة حواجز لا يقوم جنودها سوى بإيقاف السيارات (الطالع والنازل) على هذا الطريق، وبإجراءات تفتيش مكررة ساذجة لا تهدف سوى ابتزاز أصحاب السيارات وموردي القات.

لا مبرر مقنع لنصب هذه الحواجز ولا لمعاناة جنودها في هذه الصحراء اللاهبة الحر، الشديدة الرياح. ففي (خبت امرجاع) لا توجد ثروات أو مصايف سياحية تستحق هذا الحشد من الحواجز. لكن رب قائل يزعم أن كثيراً من المهربات التي تدخل البلاد تأتي من منفذ الساحل الغربي لمنطقة الصبيحة. تبرير كهذا لا يقبله حتى العقل الساذج، فالمهربات لا تمر من هذا الطريق وإن مرت لا تمر إلا بتأمين، بل ولها طرقها الأخرى التي تمر فيها بتسهيل وحماية مافيا الفساد، ولم يحصل ولو مرة واحدة أن ضبطت في هذا الطريق مهربات ذات قيمة تذكر. كما أنه لا صلة لهذه الحواجز بمشاكل الاحتراب القبلي التي تعانيها الصبيحة. وحتى ضريبة القات الموردة إلى الصبيحة فإنها تحصل في نقطة العند العسكرية قبل أن يصل القات إلى هذه الحواجز.

إذن هذه الحواجز لا عمل ولا مبرر لها سوى مهمتين، الأولى: حماية تحصيل الجبايات من سيارات نقل البضائع والأجرة ونقل الرمل من (محافر امرجاع)، وهي جبايات تبتلعها جيوب الفساد، من دون أن يجني جنود هذه الحواجز وأبناء المنطقة حتى الفتات. والثانية: الأراضي الشاسعة الممتدة من خور العميرة غرباً حتى صحراء عابرين شرقا، هي ما أسال لعاب متنفذين، فبعد أن أتوا على كل الأراضي في ضواحي عدن وتبن أرادوا بهذا التموضع العسكري أن يضعوا لهم موطئ قدم في هذه الصحراء.. غير هذا وذاك فلا مبرر لأربعة حواجز عسكرية في طريق لا يزيد طوله على 70 كم، سوى ما وصف به الشاعر الشعبي القديم، كثرة (مطالب المسالم) في الجمرك من أنهم (يبرشتوا حتى من كرى امجمال).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى