أحلام العرب

> محمد سالم قطن:

>
محمد سالم قطن
محمد سالم قطن
كانت الأحلام في القواميس العربية القديمة تعني العقول والألباب، تعني الحسب والشرف وكل ما تتسامى نحوه وتشرئب إليه الرؤوس والأعناق. أما اليوم وفي هذا الزمن العربي الرث، فقد تواضعت هذه المفردة اللغوية البريئة كتواضع حالهم، وارتكس معناها في لغة المعاصرين منهم إلى ما يشير إلى الكوابيس والرؤى لما نراه فيما يراه النائم.

اليوم، وعشرات الأبرياء من أطفال العرب وشيوخهم والنساء يذبحون وتسفك دماؤهم في مدن لبنان وقراه وفي شواطئ غزة ورمال رفح، تخرج على لسان ممثلي حكوماتهم آخر صرعات الجدل (الديبلوماسي) على شكل اتهامات متبادلة عن الأحلام الشيطانية والأحلام الوردية.

يبدو أن الصرعات التي يخترعها العرب المعاصرون في فنون الجدل (الديبلوماسي) فيما بينهم تشبه في كل تفاصيلها هذا المنحدر الذي هوت أقدارهم إليه في هذا العصر. لا غرابة في ذلك، فقد تناقشوا مطلع التسعينات من القرن الماضي، بالصحون والأطباق، حتى الملاعق، وما أكثرها في قاعة الطعام بمجلس الجامعة العربية، قد شاركت هي الأخرى في الجدل والنقاش بينهم.

أغلب ظني، أن المؤرخين الذين كتبوا وصنفوا عن تاريخ العرب القديم وقسموا الأقوام العربية إلى عرب بائدة وعرب عاربة وعرب مستعربة، قد رحلوا عن هذه الدنيا إلى الدار الآخرة. فمن لي بمن سيؤرخ لهذه الحالة العربية في هذه السنوات العجاف. هل سيأتي التصنيف منسجماً مع ديبلوماسية صحون قاعة الطعام التي رماها بعض وزرائهم على بعضهم الآخر، أم يأتي على طريقة الاتهامات المتبادلة حول الفرق بين الأحلام الوردية والأحلام الشيطانية.

يبدو أن الأخيرة هي الأرجح، أما هذا الدم العربي المسفوح ظلماً وهؤلاء الأطفال العرب الأبرياء المقتولون غدراً، فلا بواكي لهم ولا لهؤلاء العرب المشردين بفعل القصف الهمجي مأوى أكثر أمناً من صفحة عتيقة في سجل العرب البائدة!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى