يا شكوري الخمسة مع اللِّبع!

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
الأخ المحترم المستر عبدالشكور نورالدين ايش على مهندس كهربائي.. شغله نظيف ومضبوط وأمين وكل حاجة.. بس الله يهديه قليل حمار وشوية أهبل وكمان أطبل من ناحية علاقاته العامة مع الناس ومعاملاته الفلوسية معاهم ويمكن القول ان دينه وإيمانه البيس لكن في نفس الوقت ما أحد يلومه اذا كانت المسألة حق لأنه الحق حق ومش لازم يزعل أحد فكلوا واشربوا وعلى الحق تحاسبوا ويا تلحق يا ما تلحق.. ففي مرة من ذات المرات مثلاً حدث وأن سلّف واحد شخص زبلوط وابن سوق اسمه صالح بن حسن نصر.. يا شيخ صالح اللي احنا نختصر اسمه ونقول «بن نصر» يعرفه الظمبري صاحب البحث الجنائي.. يا أخي بن نصر هذا اللي يشتغل تبع مطار عدن الدولي اللي كل سنة يسرقوا الكيبل النحاس حقه مرتين على الأقل.. عرفتوه.. ايوه.. هيا هو هذاك هوه اللي يقول عبدالشكور انه سلفه خمسة ألف ريال.. وفي رواية أخرى انه لم يسلفه الخمسة ألف ريال اللعينة ولكنها انما كانت عبارة عن مبلغ مستحق عند صالح بن نصر متبقي لعبدالشكور من المشقاية حق شغل كهربائي قام به الطرف الثاني لصالح الطرف الاول.. ولسوء حظنا نحن ءصحاب «الجسَّة» ان هذي الخمسة ألف ريال صارت موضوع الساعة في كل جسة يحضرها عبدالشكور بعدما قطع صالح بن نصر رجله عن المجيء إلى الجسة من يومها.. فكل ما جاء الأخ عبدالشكور كان يجلس ويتلفت عن يمينه والشويل متفحصاً الحاضرين عله يجد الخد الباهي الأسيل الذي يبحث عنه (مع الاعتذار للاغنية).. ثم يبدأ المسلسل بعبارة الافتتاح حين يسأل عبدالشكور قائلاً:«ايش صالح بن نصر اللِّبع برضه ماجاش اليوم؟».

ولقد اكتسب الأخ صالح بن نصر لقب «اللبع» من يوم الخمسة ألف ريال إياها.. وبعد عبارة الافتتاح تدخل الموسيقى التصويرية وأسماء الحاضرين في الجسّة ثم يواصل عبدالشكور رواية الأحداث بقوله: «أصل أنا يا جماعة أسأل صالح اللبع هذا خمسة ألف ريال..» وتمضي الحكاية إلى آخرها.. طيب مله بس خلاص يا مستر شكوري عند الله وعندك .. غيّر.. بدّل.. وهو داعس إلى الآخر ولا معول لك بأحد.. طبعاً نحنا ضقنا وضاقت أحوالنا من هذي الحكاية الهبلاء بنت الطبلاء.. ومسكنا عبدالشكور من شميزه.. وعرضنا عليه نوالم له خمسة ألف ريال من الجالسين والجازعين والحالين والضالين بدل حقه الخمسة ألف اللي يدوشنحنا بها كلما أجا.. وعفا الله عما سلف، لكنه اشتط واحتط لأنه مش طلاب ولا شحات يدور حسنة وإنما هو صاحب حق.. طيب مله كيف عاد نسوي بك؟

في يوم أجا المستر شكوري متأخر شوية وشاف النقاش في الجسّة حامي الوطيس وعنيف جداً حول قضية ضرب قوات الجيش الاسرائيلي للبنان ودخولها إلى الجنوب ومواصلة توغلها براً وبحراً وجواً في لبنان بهدف استئصال قوات حزب الله وإنهاء مقاومتها للوجود الاسرائيلي .. طبعاً ماحصلش عبدالشكور فرصة يسمعنا مواله الخالد حق الخمسة ألف ريال.. فجلس مؤدب يتسمع بعدما بكى بكى ودمع: «طيب دلحين اسرائيل هذي مافيش حد يقدر يربيها؟» «أبه في هذا الزمن القوي هو اللي يفرض قوانينه» «بس يا جماعة نحن الحق معانا ألف في المئة.. أيش العالم كله استوى ملعون والدين إلى هذي الدرجة؟!» «يا إبني كان الحل قدامكم ولكن انتو اللي اتقاعستوا واللي يتقاعس.. يتقاعص وإلا يتقاحس؟ والله ماعاد أناش داري المهم انه اللي يتقاحس ذنبه على جنبه!» «ايوه.. زيه زي ذاك اللي قال انه يقدر يقتل الزرمبو» «المهم نحن اليوم في هذه الجسّة لازم نخرج بحل شامل لقضية الشرق الأوسط».

ماقدرش عبدالشكور يصبر أكثر من كذه فاشتل شلة واحدة ووقف وهو ينفض فوطته بيده من الخلف ولكي يتأكد ايضاً انه يعني زيما يقولوا الجمل مش قاحص ولا جادم ولا مبتم ولا الهمبريك مربوط كما يطلق البعض هذا الاصطلاح على وضع الفوطة إذا هو مش سوى بعدما يقوم الإنسان الجالس.. وفي حالتنا هذه اليوم كان الانسان الجالس الذي قام هو المستر شكوري الذي قال ساخراً: «ذلحين انتم من صدقكم تشتوا تحلوا قضية الشرق الاوسط وانتو ماعرفتوش تحلوا مسألة الخمسة ألف ريال حقي؟ يا افدوبكم فدأ».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى