يوم من الأيــام..العقل الجديد..

> علي عمر الهيج:

>
علي عمر الهيج
علي عمر الهيج
أن يذهب العقل العربي- أياً كان - إلى مقر المنظمات الدولية الراعية للعصر الحديث وهو محمل بتركة مثقلة بالإنهاك والتقوقع ليعرض خطاباً روتينياً بليداً يستند إلى فوضى وتخبط في الأفكار، فإن هذا الأمر لم يعد يجدي نفعاً لدى تلك المؤسسات العالمية لأنه لن يحظى بالاحترام مطلقاً ولن يجد آذاناً صاغية أبداً.

هذا العقل لو ذهب إلى هناك مهلهلاً مشتتاً حاملاً معه أكواماً من الورق للنخوة العربية وفنون الخطابة العربية وسلاسة شعر المعلقات ونوادر أجدادنا العرب فلن يصغي إليه أحد من أولئك، لكنهم ومع هذا ينتظرونه بملل وضجر حتى ينهي كلماته الموصوفة لديهم (بالفارغة).

ثمة أمور- في هكذا قضايا - مطلوبة للتفاعل والتأثير والتشاور والحراك الإيجابي ما زالت غائبة عن العروش والقيادات العربية حيث مازالت المركزية هي الطاغية في كل شيء ومخيمة على معظم الشوارع والساحة العربية الأمر الذي أنتج الركود والتراجع وترديد لغة الخطاب الجماهيري وتهميش أفكار الشعوب والمثقفين والأقلام الحرة وعدم إشراكهم بفاعلية في كل قضايا الأرض بشتى صنوفها.

هناك حالة حراك قصوى تجتاح العصر.. تبدلت فيها قوانين وأنظمة البناء وأضحت الشعوب هي المحرك الأساسي لكل عمليات التنمية.. اليوم اندثرت أنظمة وتفتتت أخرى وبرزت على السطح نظم وأساليب جديدة وأفكار حية للحراك.

هذا الإيقاع الحديث بدّل كل شيء قديم، فلم يعد الحنين إلى التقوقع والفوضى يفيد بشيء مطلقاً، لأن تلك النمطيات البالية لا تساعد الشعوب على التفاعل والانفتاح الأمر الذي غيّب كل مقومات الإبداع والإنتاج والتغيير الاإجابي.

تلك المنظومة الجديدة تنظر إلى مشاكل وأزمات الوطن الواحد بعيون العتاب واللوم مشددة على التغيير والسير في خطى القادم الجديد.

كما أنها -أي المنظومة الجديدة- تنظر إلى (النزاع العربي الكبير) بموازين وأفكار معروفة للجميع، لكنها تزداد تشدداً حينما ترى فراغاً حقيقياً للعقل المتحرك الذي يجيد التأثير وإيصال رسائل عربية تحمل في طياتها كل معاني التحرر والتصحيح.

إذن فهي العقول العربية الرائدة.. ينبغي إعادة صياغة العقول ودك الهوة الكبيرة بين القيادات وشعوبها حتى تثمر ثقة واتصالاً حقيقياً ومن ثم الذهاب إلى كل ميادين العمل باستفاقة وعقل جديد متحرك..!

أما البكاء على الأطلال فلم يعد يجدي نفعاً مطلقاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى