أيــام الأيــام..نحبك يا لبنان

> محمد عبدالله الموس:

>
محمد عبدالله الموس
محمد عبدالله الموس
حين صدحت بنت لبنان جوليا بطرس خلال فترة احتلال جنوب لبنان (يا حبيبي يا جنوب) كان قد سبقها صوت لبنان الخالد في الوجدان، فيروز (بحبك يا لبنان يا وطني بحبك، بشمالك بجنوبك بسهلك بجبلك).

بغض النظر عن أي قراءة سياسية للأحداث فإن دروس أهل لبنان مستمرة، فلبنان صغير في مساحته لكنه كبير فيما عداها ويرقى عن مساحات عربية بلهاء لا روح فيها، ومساحات أخرى لا وحدة فيها ولا عدل ولا رقي ولا تعاطي مع العصر لحجز موقع فيه.

من حارة حريك وبئر العبد في جنوب بيروت إلى مروحين في جنوب الجنوب مسافة كبيرة أكبر من كثير من المسافات العربية، أكبر من المسافة بين قصور الحكام العرب وزنازينهم، بين حراس أطراف ضيعاتهم وبوابات قصورهم، وبينهم وبينها كالمسافة بين الانتماء واللا انتماءر بين الإحساس بالوطن واللا إحساس، بين جنة الشهداء وجحيم الحرب. لست أدري ماذا بقي لم نتعلمه منك يا لبنان، أنت لملمت جراحك بعد حرب طائفية دامت خمسة عشر عاماً وأعدت بناء ما دمرته الحرب في العمران وفي النفوس، رأيناك بعدها عدت كما أنت جميلاً ورأينا استعادة تماسك أبنائك بأطيافهم وطوائفهم وهم يودعون أحد رواد إعمارك الكبار رفيق الحريري.

تعلمنا منك كثيراً من فنون الحياة من الأزياء حتى أرقى أنواع المعرفة في مطبوعاتك الشهيرة، وتعلمنا منك كيف يتبادل جنودك وشبابك الورود في ساحة الشهداء وهم يحتشدون ضد السلطة التي يأتمر بأمرها هؤلاء الجنود، وتعلمنا منك كيف أن مثقفيك وكتابك محررو الإرادة في رؤاهم وقلّ أن تجد فيهم من يحمل مباخر السلطان أو يرمي وجهه تحت نعال بطانات الأباطرة من أجل حفنة فساد، علمتنا كيف نغني وكيف وضد من نستخدم البندقية، وكيف نبادل الخصم رعباً برعب.

كما عودونا فقد عجز رسميو العرب أن يمنحوا مقاومتك غطاء سياساً يحولها إلى ورقة تفاوضية عربية في قضية العرب التي كانت (أولى) ذات يوم وعادت أقل من ثانوية بعد مشاريع تأبيد الحكام وتوريث أبنائهم، لقد تحولت هذه القضية الأولى إلى مجرد شعار يزايدون به علينا نحن الشعوب ويبررون به عجزهم.

لكننا مع كل ذلك نراهن على المستقبل الذي لن يكونون فيه، وقلب كل عربي معك من أجل الحل العادل، ونرسل قبلة حب إلى كل لبناتي، إلى كل طفل وشيخ وامرأة حضنهم تراب لبنان الطاهر جراء القصف، إلى شهداء مروحين وإلى كل مقاوم يدافع عن حياض وسيادة ترابك..

نعم إننا نحبك يا لبنان.. يا وطني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى