> العنوان المقوس هو اسم برنامج يبث مساء كل خميس مابين العاشرة والحادية عشرة من قناة (الرسالة). البرنامج تقدمه الفنانة المعتزلة صابرين التي تستضيف أسبوعيا عدداً لا يزيد عن ثلاثة من العرب والمسلمين الذين قدموا اكتشافات علمية جديدة للبشرية. البرنامج يحمل من المعاني الإنسانية الشيء الكثير و يعتبر رسالة إلى مسئولي البحث العلمي في الجامعات والمؤسسات التعليمية العربية ، وهو يدار بطريقة مقابلة لجنة مكونة من أربعة أشخاص ليسوا متفقين في التخصصات ومع ذلك فهم يوجهون أسئلتهم إلى الضيوف المخترعين على انفراد كل في المجال الذي تقدم به ، وهناك تصويت من قبل الجمهور المتابع للبرنامج ويكون القرار النهائي للجنة وللجمهور في التصويت للبحث المعروض .

تابعت إحدى حلقاته والتي كانت مخصصة لاستضافة ثلاثة مسلمين عرب الأول اسمه يحيى محمد قدم اختراعاً تم من خلاله عمل تعديلات على حضانات الأطفال في المستشفيات، والثاني المهندس خالد ياسين قدم اختراعاً خاصاً بتفتيت حصوات الكلى بالهواء المضغوط ، والثالث الدكتور محمد جمال عمار قدم جهاز معالجة شلل الأطفال والأطراف.

ومن خلال استعراض كل مخترع للعمل الذي تقدم به لنيل الجائزة المقدمة من القناة (100 ألف ريال سعودي) فقد حصل الأول: على نسبة 20% من تصويت الجمهور، والثاني : 28% ، والثالث: 52% .

المتقدمون للبرنامج اتضح من خلال حديثهم أن وراء كل واحد منهم معاناة جعلته يعمل على تقديم خدمة إنسانية للبشرية ورغم افتقارهم للدعم من الجهات الرسمية في بلدهم كونهم من بلد واحد إلا أن إرادتهم وعزيمتهم القوية كانت الدافع لهم لاستكمال المخترعات وتقديمها كصورة أو جهاز جاهز للتداول والاستخدام .

ومن القراءة للجهود التي بذلها المخترعون الثلاثة يتضح مدى الإهمال الذي يتعرض له البحث العلمي في وطننا العربي الكبير في الوقت الذي يجد فيه الباحث في دول أوربية وغربية الدعم والاهتمام الكبيرين ، وهو من منطلق الإيمان بأهمية البحث العلمي والمخترعات المقدمة من ثلاثي ضيوف (طلة قمر) الذي اعتبرته برنامجاً ممتازاً ولا أروع منه من بين البرنامج التي تقدم في قنوات أخرى .

عقول عربية كثيرة هجرت أوطانها بسبب عدم وجود الاهتمام بها واستقر بها المقام في المهجر حيث وجدت الاهتمام والرعاية من قبل تلك الدول وصارت ابتكاراتها منتشرة بفضل من الله لهم بالتوفيق وبفضل اهتمام تلك الدول بهم ، ونحن هنا في اليمن يوجد لدينا الكثير من العقول التي لديها قدرات وإمكانات فردية في ابتكار أشياء رائعة تخدم العلم والبشرية ، وقبل أيام كنت على موعد مع شاب لديه ابتكاران رائعان لكنه (مسكين)لا يجد إلا الكلام من كل من يتعرف على ابتكاره وخاصة المسئولين الذين يفترض بهم احتضان أمثال ذلك الشاب والعمل الجاد من أجل إيصال الابتكار إلى واقع التطبيق والاستفادة منه .

ختاماً .. ما تقدمه قناة (الرسالة) هو فرصة حقيقية لشباب العرب والمسلمين في أن يقدموا أنفسهم عن طريق برنامج (طلة قمر) وحتى تقام الحجة على المسؤولين العرب في حالة هجرهم لأوطانهم إلى الخارج بسبب عدم الاهتمام بهم، والارتماء في أحضان الخارج من أجل الأخذ بأيديهم.. والبرنامج متنفس جماهيري كبير لإيصال رسالة صريحة مفادها أن هناك عقولاً عربية تمتلئ بها الساحة العربية ولكنها بحاجة لمن يأخذ بيدها!