السلطان قابوس...في ذكرى النهضة المباركة

> «الأيام» متابعات:

>
قصر العلم بمسقط
قصر العلم بمسقط
تحتفل سلطنة عمان الشقيقة اليوم بذكرى يوم النهضة المباركة الثالث والعشرين من يوليو عام 1970م عندما كانت عمان من أقصاها إلى أقصاها والشعب العماني على موعد لإنهاء مرحلة من العزلة وبدء مرحلة جديدة ومجيدة من التقدم والتطور والازدهار في كل المجالات انطلقت بقيادة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد .

كانت دولة عمان من أكثر الدول تخلفاً في العالم وعندما أصبح قابوساً سلطاناً لها عام 1970م وخلال العقد الأول من حكمه نجح القائد الشاب في إحداث تنمية نشطة وفعالة شملت كل مناحي الحياة العمانية وها هي عمان تنعم اليوم بالرخاء والازدهار وفي حياة جيل واحد استطاع إنشاء مجتمع يتمتع بمستويات معيشية مرتفعة.

شهدت النهضة العمانية خلال ستة وثلاثين عاماً من توليه الحكم إثراء المجتمع العماني بكل عناصره وفئاته سواء على صعيد الشعب أو على صعيد أجهزة الدولة وآليات الاقتصاد والثقافة والعلوم والتعليم ويلاحق المتتبع لمجريات الأمور في عمان شعوراً بأن السلطان قابوس الملم أعمق إلماماً بتاريخ عمان قد نسج لنفسه صورة ومثالاً أعلى للحاكم الرشيد الذي يستلهم سجايا أعظم الحكام الذين سبقوه وخصالهم متتبعاً خطاهم سائراً على منوالهم مضيفاً ما تميز به هو ولا يشاركه فيه غيره.

وفي السياسة الخارجية استطاع السلطان قابوس استمراراً لمبادئه الأصيلة في السياسة العمانية العمل بمختلف الوسائل لدعم علاقة السلطنة الاقتصادية مع الأشقاء والأصدقاء على نحو يعزز برامجها وخططها التنموية الأمر الذي جعل السلطنة تحظى بعلاقات طيبة ووطيدة خليجياً وعربياً وإقليمياً ودولياً، ونظراً لما تحظى به قيادة سلطنة عمان الحكيمة من تقدير دولي واسع النطاق تشهد عمان كعادتها نشاطاً دبلوماسياً وسياسياً واسع النطاق وضعها في قلب التطورات التي تشهدها المنطقة وعلى نحو مؤثر في كل ما يتصل بحاضر ومستقبل المنطقة.

لقد مثلت السياسة الخارجية العمانية أحد ركائز النجاح المتميز لمسيرة النهضة الشاملة، والتي حظيت من خلالها عمان باحترام وتقدير العالم وهو ما يعكس إضاءة من إضاءات فكر القائد وحكمته المستنيرة، وفي إطار هذه السياسة تعززت الصورة المشرقة لموقف السلطنة الراسخة والتي عبر عنها صانع نهجها جلالة القائد في أكثر من مناسبة. وعلى امتداد السنوات منذ تولي السلطان قابوس قدمت السلطنة العمانية وعلى العديد من المستويات نموذجاً يحتذى به في علاقاتها مع الأشقاء والأصدقاء وإدارتها لهذه العلاقات بأسلوب حضاري يقوم على الصراحة والوضوح والرغبة الحقيقية في تحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة والحوار الإيجابي كسبيل للوصول إلى أقصى درجة ممكنة من الاتفاق وتجاوز أي خلافات بالطرق السلمية وتوظيف العلاقات الخارجية لخدمة التنمية الوطنية وكان لذلك تقديره الواسع على كل المستويات لجلالة السلطان قابوس وعلى امتداد العالم رسمياً وشعبياً لتتحول حدود السلطنة مع أشقائها إلى جسور مودة ومعابر خير ونقاط تواصل بين الشعب العماني وكل الأشقاء والأصدقاء بفضل حكمة وبُعد نظر جلالة السلطان.

ويعد التقسيم الإداري للسلطنة من الملامح المميزة للدولة العصرية فقبل عام 1970م لم يكن هناك مثل هذا التقسيم الإداري الواضح والشامل الذي يعزز في النهاية جهود التنمية الوطنية.

يضم التقسيم الإداري لسلطنة عمان ثلاث محافظات هي: محافظات مسقط وظفار ومسندم، حيث تمثل كل منها أهمية خاصة إدارية وجغرافية واقتصادية وعلى نحو متكامل مع المناطق الخمس الأخرى وهي مناطق: الباطنة، والظاهرة، والداخلية، والشرقية، والوسطى. وتضم كل من هذه المحافظات والمناطق عدداً من الولايات يصل مجموعها الكلي إلى (59) ولاية.

وتعنى وزارة الداخلية بالإشراف على كل من محافظة مسندم والمناطق الأخرى.

إن من أبرز سمات التنمية العمانية أنها استطاعت عبر الخطط المتتابعة أن تحقق تكاملاً وتوازناً إلى حد كبير في توزيع ثمار التنمية إلى كل محافظات ومناطق السلطنة حيث انتشرت المشروعات العملاقة والمناطق الصناعية من مسقط إلى صلالة ومن صور إلى صحار ومن نزوى حتى مسندم ومن عبري حتى هيما في تكامل يسير في إطار الأولويات الوطنية واحتياجات كل منطقة، وحتى احتفالات البلاد بالمناسبات الوطنية والدينية وفي مقدمتها العيد الوطني المجيد يتم الاحتفال به في مناطق السلطنة المختلفة.

يعد الـ (23) من يوليو لحظة فارقة في تاريخ عمان والشعب العماني بعد أن غيرت تلك اللحظة التاريخية مجرى الحياة في عمان حيث تسلم فيها جلالة السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الأمور في البلاد واستطاع جلالته تحويل الأحلام إلى حقيقة بعد أن بدأت التنمية تزحف على كل ربوع الوطن العماني في المدينة والقرية وحتى سفوح الجبال في إطار مشهد تلاحم بين القائد وشعبه حتى أصبحت السلطنة اليوم من الدول التي حققت طفرة تنموية كبيرة في كل المجالات.

لعبت الخطط الخمسية المتواصلة منذ عام 1975م دوراً مهماً في إنشاء بنية أساسية متكاملة على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية.

وكان هدف التنمية هو الإنسان الذي يعد حجر الزاوية في تطور البلاد وتقدمها ومن هنا فإن ذكرى يوم النهضة العمانية في (23) يوليو تعد محطة مهمة أدخلت السلطنة في تاريخ جديد قوامه التحديث والتطور ودخول البلاد إلى آفاق عصر جديد.

حقق جلالة السلطان قابوس المعادلة الصعبة ونجح فيها وهي المحافظة على الهوية الوطنية وثوابت القمم والمثل العمانية الاصيلة وايضا التحاور مع أدوات العالم الحديثة بكل اقتدار.

فالسلطنة أصحبت دولة حديثة ليس فقط على صعيد البنى الأساسية ولكن على صعيد الإنسان الواعي الذي أصبح مشاركاً في تنمية بلده، في كل مواقع العمل والإنتاج وهذا ما يتضح من خلال المشاهدة.

فالعماني أصبح منتجاً وعاملاً في كل مكان وهذا يعطي ميزة حول الطموح والبذل والعطاء الذي يميز الإنسان العماني حيث لا ترفع عن أي عمل وهذا ما جعل من سياسة التعمين التي انطلقت قبل عشرين عاما تحقق نجاحات ملموسة، كما جاءت البرامج الحكومية الأخرى سواء من خلال برنامج سند أو دعم المشاريع الشبابية واعطاء الفرصة للعمل لتعطي زخما جديدا لزيادة الحماس وللشباب الذي يعول عليه الكثير في بناء وطنه في كل المجالات.

لقد أوشكت البنية الأساسية في السلطنة على الاكتمال في أقل من أربعة عقود وهذا أمر ليس بالسهل خاصة على صعيد شبكة الطرق حيث الطبيعة الجغرافية الصعبة ومع ذلك فقد أصبح للبلاد شبكة جيدة من الطرق التي تربط المحافظات والولايات والمدن والقرى العمانية بعضها ببعض.

كما أن مشاريع الطرق الجديدة عند اكتمالها سوف تكون اضافة مهمة، كما أن الخطة الخمسية السابعة التي بدأت هذا العام وتستمر حتى عام 2010م قد أعطت مخصصات مالية كبيرة لقطاعي التعليم والصحة ودعم الموارد البشرية وهذا أمر مهم علاوة على استمرار سياسة تنويع مصادر الدخل من خلال الاستثمارات في السلطنة والخارج.وسوف يظل هذا اليوم الذي تحتفل به السلطنة العمانية اليوم هو يوم النهضة العمانية ذكرى (23) يوليو المجيدة مرحلة مهمة وفارقة في تاريخ عمان الحديث التي أعادت لعمان التاريخ والحضارة مجدها وبريقها على أسس من الحداثة والمحافظة على الهوية وكل هذا لم يكن ليتحقق لولا حكمة ورؤية جـلالة السلطان قابوس الذي صنع هـذه الـنـهـضة الـشـامـلـة في ربوع الوطن.

أعاد الله هذه المناسبة الوطنية أعواما وأعواما على الشعب العماني الكريم بكل التقدم والرفعة إنه سميع مجيب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى