ما أثقل أكياس البلاستيك

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
عندما أعلن الأستاذ أحمد محمد الكحلاني، محافظ محافظة عدن صباح يوم الثلاثاء قبل الماضي في اجتماع عقده بديوان المحافظة:«العمل لوضع آلية يتم من خلالها تنفيذ القانون رقم (39) لعام 1999 الخاص بالنظافة» فإنه بذلك قد نقل مستوى العمل في مجال النظافة إلى طور جديد يتعدى مفهوم جمع القمامة المعتاد تقليديا.. إلى عملية لتنقية البيئة وبالتالي تصون صحة الإنسان وتحافظ على جمال ولياقة المكان الذي يعيش فيه وصولاً إلى المعالجة للمجتمع من آفة ضارة لا تزال حتى الدول المتقدمة ذات الإمكانيات المتطورة تعاني من تعقيداتها البالغة التكاليف وآثارها المدمرة للصحة والبيئة.

وقد غطت صحيفة «الأيام» السباقة الى تناول ما ينفع المحافظة أو يضر بها الموضوع في حينه حيث تقول الزميلة فردوس العلمي التي انتدبتها «الأيام» إلى الاجتماع في تغطية «الأيام» (19 يوليو 2006م) العدد (4844) ان الأخ أحمد محمد الكحلاني استند الى القانون (أعلاه) فأصدر قرارا بمصادر وإتلاف ومنع دخول الأكياس والمشمعات البلاستيكية وأمهل المتعاملين بهذه المواد حتى نهاية شهر أغسطس هذا العام.. وقال الأستاذ الكحلاني في هذا الصدد «إن استعمال الأكياس البلاستيكية يعتبر من المشاكل الصحية والبيئية الملوثة للمجتمع والبيئة ولم تكن موجودة من سابق، حيث كانت البدائل المتاحة غير مضرة بالبيئة».

وقد ينظر القارئ والمواطن بشكل عام إلى هذه المسألة على أنها مجرد كلام عابر عن قضية لا تودي ولا تجيب ولا يمكن إيجاد حلول بديلة بنفس الكفاءة والقبول.. وأكاد أتفق معه بعض الشيء في الشق الثاني من حيرته.. فإذا كان هذا البلاستيك اللعين ضارا - وهو فعلا ضار- إذن فما هو البديل السهل والرخيص والفعال؟ أنا أعلم أن مشاغل الأستاذ أحمد محمد الكحلاني، محافظ عدن لا تعد ولا تحصى ولا يمكن حصرها في هذا السياق الضيق وبرغم كل شيء فإن مسألة النظافة والبيئة هذه تؤرقه كثيرا.. وأشهد أن الرجل لا يترك مجالاً من مجالات الحياة في المحافظة إلا وأعطاه ما يستحق من الرعاية والاهتمام، وأعمال الرجل تدل عليه ونشاطه المتواصل في مختلف اتجاهات الحياة في هذه المحافظة التي تستحق الكثير من العمل والبذل والعطاء والتعب لكي تحتل المكانة المشرفة التي تليق بها وستنالها إن شاء الله على يدي الأستاذ أحمد محمد الكحلاني المحافظ الذي لا يكل ولا يمل من العمل المخلص المتواصل لتقديم المزيد والمزيد من المنجزات التي حرمت منها المحافظة طويلا فهو ومعاونوه المخلصون المشهود لهم بالكفاءة يضعون خلاصة جهدهم بين أيدي أهالي المحافظة ليروها بأم العين ولا يسمعوا عنها مجرد سماع.. والرجال الاكفاء تشهد لهم أعمالهم وتدل عليهم منجزاتهم وما يتركون من بصمات على الأرض.. وفي قلوب الناس.

وإذا عدنا إلى ما بدأناه في موضوعنا عن النظافة والمحافظة على البيئة فإني أذكر من قراءاتي أن قرطاس البلاستيك اللعين هذا هو العدو الأول لصحة الإنسان لأضراره السامة عندما يستخدم للمأكولات التي يتناولها الإنسان منه مع السموم التي يفرزها ثم بعد أن يفرغ الإنسان من حاجته إلى هذا البلاستيك ويرمي به مع النفايات في القمامة.. فهناك من العلماء من كتبوا يقولون إن هذا البلاستيك لا يتحلل إلا بصعوبة شديدة.. ومنهم من كتب أن هذه المادة (البلاستيك) لا تتحلل أبدا.. ولا تفنى.. لذلك فنحن نراها تحلق في سماء المدينة في مرح كلما هزت الرياح هبوبها.. إذن ما العمل؟؟

أظن - وبعض الظن إثم - أن المحافظة لا تستطيع استحداث البديل المناسب والصحي لهذا البلاستيك اللعين بحيث يقوم هذ البديل بنفس كفاءة وفعالية البلاستيك.. وفي الوقت نفسه لا يسبب أضراره.. أي أننا هنا نبحث عن البديل الآمن.. فمن السهل اتخاذ الإجراءات بمنع استخدام وسيلة ما.. (خاصة إذا كانت هذه الوسلة حيوية ودخلت إلى أعماق حياتنا وفي كل استخداماتنا اليومية) لكن الصعب العسير هو إيجاد البديل المناسب ليغطي مكانها ويحل محلها.

إذن.. تبقى المشكلة المطروحة على قيادة محافظة عدن في اجتماعها القادم لبحث هذه المسألة هي أنه بعد أن نسحب الأكياس البلاستيك من الناس ونمنع استخدامها.. ما الذي سوف نعطيه لهم أو ننصح به كبديل مناسب؟ الأيام تجري وباقي من المدة شهر.. وأرجو أن لا أكون قد زدت ثقلا على أثقال الأستاذ أحمد محمد الكحلاني الكثيرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى