يوم من الأيــام..حمى امتلاك الأرض

> صالح علي السباعي:

>
صالح علي السباعي
صالح علي السباعي
بعد أن ألقت الحرب العالمية الثانية أوزارها باستسلام ألمانيا واليابان، اجتمع مجموعة من الخبراء من البلدين لدراسة الأسباب التي أدت إلى الحرب وبالتالي أوصلت البلدين إلى الهزيمة، فوجد هؤلاء الخبراء أن السبب يعود إلى الصبغة العسكرية لنظام الحكم في البلدين، وحب الجنرالات في البلدين لامتلاك الأرض، حيث شطحت بهم أفكارهم إلى غزو أراضي الآخرين وامتلاكها، هذه بعض الأسباب التي أدت إلى اكتساح الألمان لأوروبا واليابان لآسيا، وكانوا يريدون اكتساح المزيد لولا هزيمتهم، وقد خرج الخبراء بتوصيات في نهاية اجتماعاتهم لا تزال البلدان تسيران عليها حتى اليوم، وهي عدم السماح بعودة الصبغة العسكرية إلى حياة المجتمع، والعمل على توفير العدالة والرفاهية للمواطنين في البلدين، والعمل على كسب قلوب الشعوب الأخرى من خلال التعاون معها، وفي النهاية تم التشديد على ضرورة غزو الأسواق بالبضائع والسلع لأنه أفضل من غزو الأرض بالدبابات والجنود.

كما يبدو أن عدوى حب امتلاك الأرض لم تقتصر على جنرالات ألمانيا واليابان، بل هناك الكثير من الدول تعاني المشكلة نفسها، وما تفعله إسرائيل اليوم هو من أجل امتلاك الأرض والمياه وتحقيق طموحات الجنرالات، فالجنرالات بشكل عام لديهم هوس حب امتلاك الأرض، وحتى في بلادنا الجنرالات يحبون امتلاك الأرض، ولو عدنا إلى الأرض التي صرفت، سنجدها صرفت لجنرالات ومسؤولين كبار في الدولة، أقلية حصلت على كل شيء.

للأسف هذا هو واقع الحال في بلدان عديدة أكثرها عربية سجلت النخب فيها امتلاك الثروات والنفوذ، 5% من السكان يملكون الثروة ويعيشون أعلى درجات الرفاهية حتى أصبحوا متخمين وغير قادرين على محاربة الأعداء، رغم الجيوش والعتاد الموجود لديهم، والدليل واضح مما يحدث في فلسطين ولبنان من مذابح بينما كبار الجنرالات يواصلون النوم في غرف مكيفة والساسة يشجبون ويدينون بنبرة خجولة كي لا تغضب أمريكا وتضيع (الكراسي) والإنجازات كما يقولون، وكأنهم صنعوا كل شيء، بينما يعرف العالم أنهم يستوردون كل شيء إضافة إلى أن نصف سكان العالم العربي ممن تجاوزت أعمارهم 15 عاماً أميون (تقرير المجلس العربي للطفولة) عام 2001، وأن هناك 70 مليون أمي عربي (تقرير لليونيسف) أما البطالة فحدث ولا حرج، وأن ما تنفقه إسرائيل على الأبحاث يعادل (20) ضعفاً لما ينفقه العرب أجمعين، وأن براءة الاختراع في جميع الدول العربية سنة (2001) سجلت 70 براءة اختراع بينما إسرائيل سجلت للعام نفسه (1031) براءة اختراع وفي أمريكا (99) ألف براءة اختراع، وهذا يظهر أن الأنظمة العربية لا تفكر في الإنجازات بل في جمع المال ورفاهية النخب، لقد خسر الجنرالات الألمان واليابانيون حروبهم وتواروا عن الأنظار، بينما يصر الجنرالات العرب على البقاء رغم الهزائم وفقدان الارض، وها هي الأرض العربية لا تزال محتلة.

بينما لم يبدع الجنرالات العرب سوى في الحروب العربية - العربية والمواجهات الداخلية وقمع المسيرات، ويتحولون إلى دعاة سلام عندما يدعون للمواجهة كما هو اليوم في لبنان وكأن الأمر لا يعنيهم، بينما هم السبب في كل معاناة شعوبهم.. وبالرغم من كل شيء سيبقى المواطن العربي على أمل بأن الصبح قادم لا محالة، طالما هناك رجال بحجم وقامة السيد حسن نصر الله ورفاقه.. {وما النصر إلا من عند الله}.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى