حول لقاء تيار إصلاح مسار الوحدة في عدن في 22 يوليو 2006 .. على اليمنيين أن يعلموا أن الأغلبية التي تحرم الأقلية من العيش والوجود إنما تسلب الوحدة حق البقاء

> علي هيثم الغريب:

>
علي هيثم الغريب
علي هيثم الغريب
اطلعت على ما نشرته «الأيام» الغراء يوم 23 يوليو 2006م حول اجتماع تيار إصلاح مسار الوحدة في عدن وأسباب مقاطعة الاجتماع من قبل بعض الأعضاء والأنصار وغيرهم من أصحاب الرأي.

وحين رأيت أن سوء الفهم السياسي وصل من جديد إلى تقطيع أوصال المعارضة الصادقة من أبناء محافظات الجنوب، صممت على كشف بعض الحقائق التي حاولت مداراتها في صدري خلال الاعوام السابقة.. نعم أيها الإخوة نحن في محنة يجب أن يعرف الناس ما أسبابها، كما يجب أن يسعى كل مسؤول عن خير هذا الوطن وشرفه في إزالتها بما أوتي من حول وقوة. وأن واجب كل اليمنيين ألا ينسوا حق الوحدة عليهم وألا يهنوا في العمل لإزالة ما حصل في الجنوب بعد حرب 94م. وأن يعلموا أن الاغلبية التي تحرم الأقلية من العيش والوجود إنما تسلب الوحدة حق البقاء. أما موضوع لقاء عدن فإن أعضاء التيار وأنصاره ورجال الفكر والرأي الآخرين حتى وإن افترقوا في سبل الحلول والمعالجات للمسألة الجنوبية ووسائلها، فهم بمجموعهم قوة متعددة الوسائل والأساليب للوصول إلى الحلول وجلالها.. ولا يوجد بينهم - الذين قاطعوا اجتماع عدن - أشخاص للتهافت على المساومة في حق الوطن.. وإنما تتعدد الآراء بحكم الفطرة تبعاً لتنوع العقول ووحي الضمائر في اختيار أنجع الوسائل وأصلحها للوصول إلى تحقيق مطالب أبناء محافظات الجنوب. هكذا نفهم الاختلاف بالرأي وهكذا نعمل من أجل وضع الوحدة على مسارها الصحيح، وإن تعددت المسالك فالجميع لا يفهمون إلا وحدة الغاية.

لهذا قلت وأكرر قولي إن على أبناء اليمن في محافظات الجنوب واجباً في الانتخاب هو اختيار رئيس ومحليين ممن ظهر ماضيهم وكفاءتهم وطهارتهم، من أي حزب كانوا وفي أية جماعة وجدوا، وما الرئيس القادم والمحليون إلا لسان المجتمع ووكلاؤه وعنوان تقدمه أو تأخره. فخدمة الوطن وإصلاح وحدته وتثبيت ديمقراطيته تحتاج إلى وسائل نضالية سلمية شريفة. وكلكم يعلم أن لا رجاء لدولة أو لمعارضة تقوم المسؤولية فيها على إيذاء الناس في مواقفهم الصادقة وعلى إفساد الضمائر بترغيب أو تهديد أو احتيال.. أو القيام بأساليب شعواء يسمونها بطولة ضد من لا يرى رأيها ومن لا يوافق على سياستها. وهناك بين المعارضين من يسرف في الافتراء والكذب والإيذاء والشكوك، ولم يرجعوا عن غيهم.

لذا نقول إنه لا رجاء لأبناء محافظات الجنوب بغير الجد في العمل والترفع عن فتل العضلات بطرق قديمة تأباها الوطنية والشرف.. فالاختلافات قدر الوطنيين ومسلك السياسة في كل زمان ومكان، ولكن التعصب للرأي الواحد هو الدخيل على الشعوب التي ابتليت به، وهو الذي أشعل ناراً كان وقودها مواطنين يعرفون كيف يصونون الاختلاف ويحرصون على الذين لا يرون في السياسة رأيهم. حيث أصبح الاختلاف في الغرب برداً وسلاماً على شعوب تلك البلدان وجزءاً من نموها وتطورها.

فالذين يريدون الدخول في الانتخابات الرئاسية والمحلية- وأنا واحد منهم - نريد مرشحين يتبوأون مقاعدهم باسم العدالة والوطن، وينطقون بما ينطق به المتضررون من المرحلة السابقة وبما تملي به مصلحة اليمنيين في الشمال والجنوب.. وإذا أوذي صوت الناخب وزور فقد أوذي معه مستقبل الديمقراطية في اليمن، وإذا أوذيت الديمقراطية فهذا يعتبر اعتداء على الوحدة.

ولا ننكر، بل ويجدر بنا أن نصارح الناس خاصة في محافظات الجنوب بأننا إذا كسبنا قليلاً من حرية القول والنشاط السياسي، فإننا قد فقدنا كثيراً من أراضينا وحقوقنا وثروتنا، بعد أن صار الفاسدون هم رجال «الوحدة» وبعد أن صارت الوحدة مهنة للكسب والإثراء على حساب أبناء الأرض وأصحاب الثروة.

ولكن القضايا الجوهرية لا تلغيها الانتخابات، ولأن المسألة الجنوبية لا تحتاج إلى توازنات السياسة إنما تحتاج إلى وسائل سلمية متعددة لحملها والمطالبة بحلها، والانتخابات جزء من هذه الوسائل. ونصارحكم بأننا ما كنا يوماً على أمل بالانتخابات وفيما يدعون من تداول السلطة عبرها.. لأن أسباب الخلاف مبعثها ما حصل للجنوب بعد الحرب وليس مبعثها تداول السلطة أو تداورها.. ولكن لكي نتخلص نحن أبناء محافظات الجنوب من آثار عدم ممارسة الانتخابات والتعددية وحرية الرأي والتي سببت لنا كوارث نرى آثارها في كل بقعة، ندعو إلى التصالح والتسامح فيها. وغياب الديمقراطية هو الذي يرجع إليه كل سبب من أسباب الصراع في كل مرحلة من مراحل الحكم السابق للجنوب، من هنا رأينا أنه لا بد من دخول الانتخابات لكي يتعلم المواطن في المحافطات الجنوبية حرية الاختيار، وحتى وإن لم يوفق بذلك .. وحتى لا تدخل «الهمجية» إلى صفوف أصحاب الحق كما حصل بعد عام 1967م. ونؤكد أن أبناء محافظات الجنوب متحدون تماماً في مطالبهم وملتفون حول الوحدة الآتية من الثنائية اليمنية. ولا ننكر حق المقاطعين للانتخابات، لأن تمسكهم بذلك قانوني، حيث إن اتفاقية إعلان الوحدة بين الشمال والجنوب لم تقر تداول السلطة عبر الانتخابات بل من خلال الثنائية اليمنية. ويعتبرون أن المشاركة في الانتخابات دون الاعتراف بالاتحاد الاندماجي الذي تم في 22 مايو 1990م بين دولة الجنوب ودولة الشمال، وكذلك دون معالجة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة أسلوب يتنافى على الأقل مع الحيطة التي يجب على التيار (تيار إصلاح مسار الوحدة) أن يتخذها.

لقد خرجنا بعد الوحدة من قفص «الرأي الواحد» وأنه من حسن حظنا أن تيار إصلاح مسار الوحدة وتيار التصالح والتسامح ورجال الفكر والقانون والكلمة يقتربون عقلياً ووطنياً وإنسانياً من طريق تثبيت التفكير الجديد في التعامل مع مختلف الآراء ومن أجل ضمان التقدم الاجتماعي الحقيقي القائم على التخلي عن المعتقدات التي فات زمنها، وأسبقية القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية أمام المصالح النظرية والمناطقية وغيرها. ويجب الاعتراف بمكانة باعوم ومسدوس شعبياً وسمعتهما السياسية النزيهة واللذين لم يتخليا لا عن الوحدة ولا عن مطالب أبناء محافظات الجنوب.. والله سبحانه وتعالى من وراء القصد.

24/7/2006م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى