> القاهرة «الأيام» جان - مارك موجون :

رئيس هيئة القناة احمد فاضل
رئيس هيئة القناة احمد فاضل
احيت مصر أمس الأربعاء الذكرى الخمسين لتاميم قناة السويس وسط تزايد السخط العربي على الحملة العسكرية المدمرة التي تشنها اسرائيل على لبنان وقطاع غزة,واقتصرت الاحتفالات على افتتاح رئيس هيئة القناة احمد فاضل جسرا في مدينة الاسماعيلية.

وتخلل الاحتفال بعض الاخبار الجيدة حيث اعلن فاضل في مؤتمر صحافي ان القناة حققت عوائد سنوية قياسية من رسوم المرور وصلت الى 564،3 مليارات دولار حتى حزيران/يونيو.

الا ان الجو كان متناقضا مع موجة القومية العربية التي اجتاحت المنطقة عقب اعلان الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر تاميم القناة في 26 تموز/يوليو 1956.

وقارنت الصحف ما بين جو السخط العام تجاه الانظمة العربية قبل ان يطيح عبد الناصر بالحكم الذي تدعمه بريطانيا عام 1952 وبين الغضب السائد حاليا في المنطقة بسبب الاعمال التي تقوم بها اسرائيل.

وكتبت صحيفة "الوفد" في عددها الصادر أمس الأول الثلاثاء "الان كيف نرى الساحة العربية وكل يوم نشاهد تقوقعا وانسحابا عربيا الى الداخل. فهل نحن بحاجة الى مشروع قومي عربي يعيد العزة العربية؟ ام نحن بحاجة الى زعيم يلبي احلام الامة".

وتساءلت الصحيفة "اين انت يا عبد الناصر، ولا نجد سوى ان نترحم على عصر كان عظيما".

اما صحيفة "الكرامة" الاسبوعية فنشرت صورة الامين العام لحزب الله الشيعي اللبناني حسن نصر الله على صفحة كاملة وكتبت تحتها "نصر الله على طريق عبد الناصر".

وكتب محمد الباز في صحيفة "العربي" الاسبوعية "قد يكون جمال عبد الناصر مات والاراضي العربية في ايدي الصهاينة ولكنه حتى اللحظة الاخيرة من حياته لم يبع نفسه (...) لان تحرير الارض والانسان كان قضيته".

واضاف "لقد اعادت طلة حسن نصر الله على الشاشات العربية كلمة جمال عبد الناصر بصوته الجهوري المقاوم. انه رجل لا يتحدث عن السلام ولكن عن الحرب، لا يلتفت الى التفاوت ولكن الى العزة والكرامة المفقودة".

من ناحيته اكد الرئيس المصري حسني مبارك في تصريحات نقلتها صحيفة "الجمهورية" الحكومية أمس الأربعاء ان مصر لن تدخل في حرب ضد اسرائيل للدفاع عن لبنان او حزب الله اللبناني.

وقال مبارك للصحافيين على متن الطائرة التي اقلته أمس الأول الثلاثاء من السعودية في ختام قمة مع العاهل السعودي الملك عبد الله ان "من يطالبون بدخول مصر الحرب دفاعا عن لبنان أو حزب الله لا يدركون أن زمن المغامرات الخارجية انتهى".

ورأى ان مثل هذا السيناريو مستحيل في حين يحتاج 73 مليون مصري الى التنمية والخدمات وفرص العمل.

وادى اعلان ناصر عن تاميم قناة السويس الى شن كل من فرنسا وبريطانيا واسرائيل هجوما عسكريا على مصر ترك اثارا دائمة على الخارطة الجيوسياسية للعالم.

وعلى خلفية الحرب الباردة اثار اعلان ناصر تاميم قناة السويس التي تعد اهم ممرات العالم المائية لشاحنات النفط غضب الغرب الذي قارن ما بين ناصر وهتلر.

وبعد فشل المفاوضات في صيف عام 1956، قامت اسرائيل بغزو قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء في تشرين الاول/اكتوبر، فيما بدأت الطائرات الفرنسية والبريطانية بقصف مصر بعد ذلك بيومين في الازمة التي عرفت باسم "ازمة السويس".

ورد ناصر على ذلك باغراق اربعين سفينة كانت متواجدة في القناة في ذلك الوقت. وبقيت القناة مغلقة حتى مطلع عام 1957.

وباتت القناة تحت سيطرة القوات البريطانية والفرنسية لكن واشنطن التي حرصت على ابداء امتعاضها من هذا الامر، فرضت وقفا لاطلاق النار وانسحبت القوات الغازية في اذار/مارس 1957.

واسفرت النتيجة عن استقالة حكومة رئيس الوزراء البريطاني انتوني ايدن كما انها شكلت بداية انهيار قوة اوروبا القديمة بمواجهة واشنطن وموسكو.

وكانت القناة التي بنيت باشراف الدبلوماسي الفرنسي فرديناند دي ليسيبس، افتتحت في عام 1869. وتعد ثالث اكبر مصدر للدخل للاقتصاد المصري بعد السياحة وتحويلات المغتربين المصريين.

ومع ارتفاع الاستهلاك العالمي للنفط وازدهار التجارة مع الصين، سجلت عائدات المرور في قناة السويس ارتفاعا كبيرا حيث سجلت رقما قياسيا وصل الى 4،3 مليارات دولار عام 2005. (أ.ف.ب)