> المظاهرات الحاشدة التي نراها هنا وهناك في كل أرجاء الوطن العربي المنددة بالعدوان الإسرائيلي والغدر الأمريكي بدعم إسرائيل بكل ما تحتاجه من سلاح توصلت إليه التكنولجيا الحربية من طائرات والقنابل الذكية لتضرب به لبنان العربي الذي يتصدى لعدوانه حزب وطني كحزب الله أخلص لله في دحر العدوان الفاشي الإسرائيلي الأمريكي ليحمي الأمة العربية وهو يحارب بكل إيمانه وقدراته ويحرز الإنتصار العظيم وجعل من قدراته مثلاً عظيماً، لو تأملت الشعوب العربية وتأمل الحكام العرب لوجدت بأنها هذه هي الساعة والفرصة العظيمة لتحرير الأرض العربية لبنان ثم فلسطين ولو على قدر من الدعم العربي - المظاهرات الحاشدة صارت عقيمة وعديمة الجدوى ودون فائدة مرجوة لدحر العدو الإسرائيلي وجربتها أمريكا وجربتها الدول الأوروبية ومجلس الأمن كلها دون جدوى بل تجلب العار والخزي لتلك الشعوب التي لا تفكر كيف تستعيد أمتها كرامتهم التي سلبها العدو الإسرائيلي وأمريكا من إملاء شروطهم على الحكام العرب .

دعونا من صمت حكام العرب أولاً لنأتي إلى الشعوب العربية أين منظماتها العمالية والنقابية هل هم أيضاً باعوا ضمائرهم وتخلوا عن تجربـة صمود العمال العرب عام 1956 إبان العدوان الثلاثي على مصر حينما أضرب العمال العرب وعمال البترول وعمال التنقيب والمناطق العامة وفي كل المطارات وكل موانئ العرب بحراً وبراً وجواً من تموين وتزويد البواخر بالبترول ووقود وبضائع وتنزيل وتطليع وتسليم وتوقفت الحركة يومها في ظل يوم لن ينساه العرب وفي خلال يومين انضم العالم الإسلامي إلى تلك المقاطعة والإضراب وانضمت المنظمات العالمية ثم تحرك الحكام العرب وأبدوا استعدادهم بوقف إمداد الغرب بالبترول واستسلم العدو وانعقد مجلس الأمن وتوقفت الحرب وانتصرت مصر وكسبت قرارها التاريخي بتأميم قناة السويس واندحر العدو، كل ذلك بفضل التضامن العملي العمالي للشعوب العربية وليس بالمظاهرات والتنديد لوحدها بل بالحركة العمالية والوقوف عملياً في كل أرجاء الوطن العربي- أرجو أن ينقل هذا المقال إلى الكتاب العرب في ندوتهم التي ستقام في صنعاء ليحثوا العرب بكل منظماتهم على الوقوف صفاً واحداً بالإضراب العام والتوقف عن كل إلإمدادات في الموانئ العربية براً وبحراً وجواً على أمريكا ودول حلف الأطلسي وكل الدول التي تساند إسرائيل وإلا فلا نامت أعين الجبناء - فأين نحن من ذلك اليوم ... يمكننا ذلك من الآن وفي خلال 24 ساعة .