لبنان الكرامة العربية!!

> عبدالرحمن نعمان:

>
عبدالرحمن نعمان
عبدالرحمن نعمان
أنا من لبنان، لبناني أو لبنانية.. قد نسمعها يوماً من فم ذكر أو أنثى، طفل أو طفلة، شاب أو شابة، كهل أو شيخ أو عجوز أو صبية من (صبايا) لبنان,كم نصغر أمام لبنان البطلة!! كم تصغر أوطاننا دولاً وحكومات وزعامات أمام لبنان العظيمة، لبنان التصدي والصمود وأروع البطولات!! إنها لبنان.. ليست المبنى..أو التراث أو التاريخ أو الحضارات التي تتباهى بها الدول العربية (الصامتة) إنها لبنان الصامدة.. هي لبنان الطبيعة والصمود التي فضحت مدى الضعف في أوطان (الجمود) و(الجلمود)!!

بعد هذا، أي فخر وأي تاريخ وأي قوى وأية ترسانة يمكن لعربي من تلك الدول - باستثناء العربي الفلسطيني- أن يفاخر به وهو يرى بأم عينيه (مسلسل) قصف لبنان، بنى تحتية ومدنيين أبرياء، التي تتوالى حلقاته على مدنه وقراه.. أي فخر لعربي وهو يرى بعينيه تخاذل حكامه العرب أمام هذه الهمجية والغطرسة الصهيونية!!

أجل، العرب لديها ترسانة عربية بشتى أنواع الأسلحة لكنها ترسانة غير مرخص لها إلا بقمع شعوبها من ناحية واستعراضها كفزاعة يستخدمها حكام العرب إما لأي حركة داخلية أو لبعضهم البعض أما أن تستخدم لحرب أي أجنبي محتل فكانت قد استخدمت منذ 1948م ضد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ولما كان الاحتلال قائماً حتى اليوم.. ولما كانت الأنظمة العربية قائمة هي الأخرى حتى اليوم.. إلا لما سبق توضيحي لمهام الترسانة العربية إضافة إلى مهمة حماية حكام ورموز أنظمة قبل حماية الأوطان وشعوبها والدفاع عنهما.

لبنان، شعباً، مقاومة وجيشاً، بسلاح الإيمان وبأسلحة بسيطة ليس فيها البوارج أو الطيران.. تقاوم، تجابه ترسانة إسرائيلية وتعزيزات من الأسلحة أمريكية وبصمت ورقود عربي مطبّع وغير مطبّع، ولبنان في الوقت نفسه إضافة إلى سلاح الإيمان وأسلحتها البسيطة، تقدم أروع البطولات بدعم شعبي معنوي يتمثل بصبر الشعب وقوة تحمله للغارات الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين والبنى التحتية للبنان وبعزيمته المتينة للنيل من الغطرسة الإسرائيلية في المنطقة.

ولبنان، إن يتألم فإنه يتألم واقفاً، يتألم بشموخ، وعزة وكرامة رافعاً الرأس.. على عكس بعض العرب الذين استمرأوا الحياة بمذلة وخنوع وركوع والخوف على مصالحهم وكراسيهم.

لبنان.. إن كان اليوم يدمر فإن اللبناني يؤمن بأنه يضحي من أجل الغد المؤمل.. فقد صارت القضية الفلسطينية لبنانية بعد أن كان حكام العرب يدعون ويتشدقون بأنها عربية! كما أن القضية اللبنانية - حسب الواقع- فلسطينية.. فما هي قضية الأمة العربية إن لم تكن فلسطينية ولبنانية؟!

وحتماً، ستنتصر لبنان في حربها مع إسرائيل المحتلة مهما جابهت من أسلحة فتاكة في الميدان، أو أسلحة إعلامية مغالطة للرأي العام بشكل متبجح ووقح تقلب المفاهيم رأساً على عقب تصف وتتهم أصحاب الحق بالإرهاب والإرهابيين مثلما وصفت حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين.. وفي الوقت ذاته تصف إسرائيل أنها تدافع عن نفسها، المدافعة عن نفسها بالصواريخ والبوارج والطائرات.. هذا منطق الاحتلال ومنطق الدولة الراعية والداعمة والممولة والباعثة له في المنطقة.

لبنان ستنتصر.. بموقفها الموحد والواحد في هذه الحرب غير المتكافئة، لأنها لبنان الديمقراطية الحقة.. لبنان التعددية الحزبية، لبنان التعددية الطائفية، لبنان تعددية الديانات، لبنان التعايش بين الجميع.. لبنان الحرية والشموخ .. لبنان المقاومة والصمود ولبنان الذخيرة والإيمان بالنصر المبين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى