مشاهد من الحياة

> عمر محمد بن حليس:

>
عمر محمد بن حليس
عمر محمد بن حليس
المشهد الأول في منتدى «الأيام» .. لحظات جميلة قضيتها في منتدى «الأيام» المزين بصور أثرية وتاريخية لمدينة (عدن) هذا المنتدى الذي يجتمع فيه لفيف من أصحاب الفكر والعقل المستنير، يفتح أبوابه للجميع بلا استثناء - يستمتع كل بوقته.. يسمع ويستمع ويتعرف - فأصبح باب المنتدى مفتوحاً كقلبي صاحبيه الأستاذين (هشام وتمام)

لحظات مرت مع وريقات (القات) وتصفح صحيفة «الأيام» وأمام ناظري عدد كبير يضمه المنتدى من مختلف الشرائح: إعلاميين ورجال قانون وفكر وثقافة ورياضة.. هذا الجمع كان في جزء من مساحة المنتدى، أما الجزء الآخر فكان ممتلئاً بأناس يتجاذبون أحاديثهم الخاصة. كانت لحظات لا تنسى بحق وحقيقة.. الوقت كان يمر سريعاً (لحلاوة) الجلسة.. وبعد صلاة المغرب استأذنت الجميع للمغادرة.

المشهد الثاني.. وصيتي لأولادي

بعد تلك اللحظات الجميلة التي قضيتها في منتدى «الأيام» عدت إلى منزلي لممارسة هوايتي في الكتابة.. فوجدت نفسي محشوراً بين أكوام الورق.. والصحف، وبعد الانتهاء ذهبت لأخلد للنوم.. فكانت المفاجأة التي عكرت ما كان بداخلي من شعور الفرح والغبطة - المفاجأة - انطفاء الكهرباء بعد منتصف الليل فحل ظلام على ظلام.. لا يُسمع إلا بكاء الأطفال.. ليلة صعبة عليهم وعلى كبار السن والمرضى وطلاب المدارس الذين يحضرون لامتحاناتهم.. على كل حال.. من بين كل ذلك خرجت وصيتي التالية لأولادي: «عليكم التعود على انقطاعات الكهرباء والتزود بالشموع والفوانيس، كما تعودتم انقطاعات المياه وتزودتم بالخزانات».

المشهد الثالث.. محاضرة في صالون الحلاقة

ذهبت صباح اليوم التالي إلى أحد صوالين الحلاقة الكائن في قلب (كريتر)، جلست على الكنبة حتى يحين دوري لأعتلي الكرسي - طبعاً كرسي (الحلاق) - فجأة دخل علينا رجل (مسن) وهو يردد الزفرات بصعوبة، وبعد أن سلّم علينا بشق النفس.. قال للحلاق:«شغل لنا المكيف الله يرضى عليك»، فرد عليه (الحلاق):«ولا يهمك تفضل اجلس».. وفعلاً فعل (الحلاق) ما وعد.. ثم بدأ الرجل (المسن) يتكلم بعد استرجاع أنفاسه.. يشكو من الحر والرطوبة والانقطاعات المتكررة للكهرباء وأضرارها حتى على الأدوات الكهربائية.

فكانت كلمات ذلك (الرجل) بمثابة البركان الذي انتشرت حممه من جوف كل من كان جالساً في الصالون.. كل واحد يشكو لياليه وأيامه.. ومعاناة أمراضه وأطفاله.. إلى أن قال أحدهم: «هذه من بركات الوحدة»!! فنظرت إليه معاتباً ومعقباً:«لا يا صاحبي الوحدة.. وحدة 22 مايو 90م ليس لها دخل في ذلك.. وحدة 22 مايو كانت حلماً وهدفاً.. وحدة 22 مايو حب ووئام.. وتماسك وانسجام ونظام. وحدة 22 مايو دولة قانون..عدل ومساواة في الحقوق والواجبات.. الوحدة تكافؤ وتساو وتواضع وخفض جناح.. لا تعال وغرور وغطرسة.. الوحدة محاربة للفساد وتخطيط علمي ومدروس وتنفيذ صادق.. وحدة 22 مايو لا صلة لها بأي سلوك وتصرف غريب ونشاز. ويجب علينا ألا نحملها أي تبعات لأي سلوك مرفوض». وهنا نبهني الحلاق.. ضاحكاً: دورك يا أستاذ اعتل الكرسي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى