كــركــر جــمــل

> عبده حسين أحمد:

>
عبده حسين أحمد
عبده حسين أحمد
أصدر د. علوي عمر مبلغ أستاذ الفكر العربي الحديث بكلية الآداب بجامعة عدن .. الجزء الأول من كتاب (الديمقراطية والتجربة الإنسانية) .. صادر عن مكتبة ومطبعة الحوطة الحديثة .. والكتاب يدور حول ثلاثة عشر فصلاً .. في 172 صفحة من الحجم الكبير .. ويبحث الكتاب في عوامل نشوء ظاهرة الديمقراطية .. وتعريفها .. والحرية كمعيار أساسي للديمقراطية .. والحرية وأهميتها في الفكر العربي .. والديمقراطية وحقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني .. والثقافة والتعليم باعتبارها قطبي المشروع النهضوي الحضاري للديمقراطية .. والديمقراطية وخطاب الحركات الإسلامية المعاصرة .. والديمقراطية والشورى .. والديمقراطية والفساد .. والديمقراطية والإصلاح .. ثم النتائج والاستخلاصات والمصادر والمراجع.

< وللكتاب مقدمات طيبة لنخبة من الشخصيات الاعتبارية والدكاترة مثل الفريق عبدربه منصور هادي، نائب رئيس الجمهورية .. والأستاذ صادق أمين أبو راس وزير الإدارة المحلية .. وأ.د. صالح علي باصرة وزير التعليم العالي والبحث العلمي .. و د. يحيى الشعيبي أمين العاصمة .. وكانت المقدمات موضوعية ومفيدة في إثراء محتويات الكتاب وأطروحاته وأفكاره ومنهجه الأكاديمي في البحث العلمي.

< وكان بحث المؤلف في تعريف الديمقراطية تفصيلياً وقيماً من حيث نشأتها وارتباطها بالمعنى المضاد لها: «الديمقراطية مصطلح يوناني يحمل في طياته تناقضاً داخلياً .. لا من خلال المعنى فحسب .. بل من خلال ارتباط نشوئها بالضد المقابل لها .. أي لا توجد الديمقراطية إلا حين يوجد القمع والقهر .. وهي مصطلح يوناني الأصل والنشأة .. مكون من كلمتين (ديمو - قراطيس) .. وتعني الأولى الحكم والأخرى الشعب .. وهي نظام سياسي اجتماعي يقيم العلاقة بين أفراد المجتمع والدولة وفق مبادئ المساواة بين المواطنين ومشاركتهم الحرة في صنع القرارات والتشريعات المنظمة للحياة العامة».

< وليس أجمل من تعاطي المؤلف في نفس السياق مع موضوع الحرية كمعيار سياسي للديمقراطية:«ما برح الإنسان ومنذ ذلك التاريخ الموغل في القدم يسأل ويسأل الآخرين .. ما علاقتي في هذا الوجود؟ وما علاقة الآخرين بي؟.. ما هي حريتي وما هي حرية الجماعة .. هل أنا قادر أن أفعل ما أريد؟ أم أن كل ما يجري قدر محتوم؟ .. أم أن حريتي هي جزء لا يتجزأ من الجماعة؟ .. أم أن الحرية هي فهم الضرورة الموضوعية والتصرف وفق هذه الضرورة؟ .. أيهما أكثر حرية عبد يتحرك في خدمة سيده .. أم إنسان سجين في قصر هذا السيد؟ .. هل الحرية في مجتمع ما لمن يملك وسائل الإنتاج .. أم لأولئك الذين ينتجون هذه الوسائل؟ .. وكيف يكون التجسيد العملي لمفهوم الحرية؟» .. ثم يقول المؤلف:«إن أعز شيء لدى الإنسان هي الحياة .. ولكي يعيش أحلى لحظاتها يجب أن يكون حراً في المجتمع الذي ينتمي إليه .. فالوطن الحر لا بد أن يضم في صفوفه مواطنين أحراراً يحفظ لهم عزتهم وكرامتهم».

< ولا بد أن أعترف بأنني ظلمت المؤلف والكتاب .. في هذا الملخص الموجز عن قسم واحد من الكتاب .. فالكتاب ضخم.. والمؤلف ينقلنا من حالة إلى حالة.. ومن مفاهيم رتيبة إلى مفاهيم راقية .. في ترتيب جميل .. وتنسيق للكلمات والجمل والعبارات أروع وأجمل .. والمؤلف كثير الإنتاج .. واسع الاطلاع .. وحريص على تقديم إضافات جديدة ومتنوعة إلى المكتبة العربية بين الحين والآخر!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى