رفض عصب عينيه عند إعدامه وقبل إطلاق النار وقف وهتف باسم العراق .. عبد الكريم قاسم الرئيس العراقي الوحيد الذي ما زال تمثاله منتصبا

> بغداد «الأيام» سلام فرج:

>
الزعيم عبدالكريم قاسم
الزعيم عبدالكريم قاسم
بعد انزال كافة تماثيل الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، اصبح عبد الكريم قاسم الرئيس الوحيد الذي ينتصب تمثاله في البلاد وذلك بمبادرة قام بها محبو "الزعيم" بعد سقوط النظام السابق.

فقد شهدت مدن العراق وخصوصا بغداد انزال كافة نصب الرئيس صدام حسين التي كانت موجودة في معظم ساحات المدن العراقية وامام مقار الوزارات العراقية ابان حكمه بعد سقوط بغداد في نيسان 2003، ولم يبق منها سوى نصب للوزير السابق عدنان خير الله الذي يكن له العراقيون احتراما كبيرا.

وبمبادرة من محبي قاسم الذي اعدم في انقلاب في 8 شباط/ فبراير عام 1963، وبتنظيم من الحزب الشيوعي العراقي، تم انجاز النصب ووضعه في ساحة في وسط بغداد محل نصب ل"عبد الوهاب الغريري" احد المشاركين بثورة تموز/يوليو 1963 ضد قاسم.

وقال رئيس لجنة جمع التبرعات لبناء النصب رافضا الكشف عن اسمه "قامت غرفة تجارة بغداد واتحاد الصناعيين العراقيين وبتنظيم من الحزب الشيوعي العراقي ومتطوعين آخرين بجمع تبرعات مالية لانجاز النصب التذكاري للزعيم".

من جانبه، اوضح النحات العراقي الذي اهتم ببناء النصب رافضا الكشف عن هويته ان"النصب صنع بمقاسات وحجم جسد الزعيم من مادة البرونز، بحيث وقف الزعيم بشموخ وهو يرتدي زيه العسكري الذي كان المظهر الرئيسي للزعيم امام الناس".

من جانبه، قال عرار الساعدي احد محبي قاسم ان "الزعيم قاسم يستحق ان ترفع له صورة من ذهب في بغداد حتى نراه ونقتدي بأفعاله كل يوم".

وقال الساعدي الذي قابل الزعيم مرات ببغداد من والد سني كان يعمل نجارا ويدعى قاسم محمد البكر وأم شيعية من مدينة الصويرة جنوب العاصمة، تدعى كيفية حسن يعقوبة التميمي.

وعمل قاسم معلما قبل ان يلتحق بكلية الاركان عام 1941. وكان قاسم عضوا في تنظيم "الضباط الوطنيين" وانتخب رئيسا له، وقام بتخطيط وتنفيذ ثورة تموز/ يوليو 1958 التي انهت الحكم الملكي، وأعلنت قيام الجمهورية العراقية ليصبح اول حاكم للعراق ورئيس الوزراء وقائدا عاما للقوات المسلحة في 14يوليو/تموز 1958 ولغاية 8 فبراير/ شباط 1963. وعرف عن قاسم حبه للطبقات الفقيرة التي كان ينتمي لها وعلى الرغم من قصر فترة حكمه فما زال العراقيون يتذكرون انه امر ببناء آلاف المنازل للعائلات الفقيرة التي تنحدر من اصول فلاحية هاجرت من الريف الى منطقة "مدينة الثورة" في بغداد التي اصبحت بعد ذلك "مدينة صدام" وتسمى اليوم "مدينة الصدر". كما تبنى قاسم مشروعا زراعيا اصلاحيا يقوم على تأميم الاراضي الزراعية وتوزيعها على الفلاحين والدعوة الى تحرير المرأة لضمان حقوقها.

وفي المجال النفطي اصدر القانون رقم 80 حدد بموجبه حقوق استكشاف واستثمار شركة النفط العراقية-البريطانية.

كما عرف قاسم بالعفو وغالبا ما يردد البغداديون عباراته الشهيرة "عفا الله عما عدة انه سلف" و"الرحمة فوق العدل" حتى لاولئك الذين ارادوا قتله.

لكنه كان في الوقت نفسه من اكثر "تشرف بمصافحته" واستذكر احدى القصص المعروفة عنه، قائلا "دخل الزعيم ذات مرة احد افران الخبز ضمن جولاته اليومية وشاهد صورته على الحائط وبحجم كبير، فطالب صاحب الفرن بان يزور الفرن قريبا ليرى صورته بحجم اصغر والخبز بحجم اكبر لانه الاكثر اهمية".

وقد ولد قاسم في 21 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1914 في محلة المهدية الشخصيات التي حكمت العراق اثارة للجدل، فقد اتهمه خصومه بالتفرد بالحكم واسماه المقربون منه في وسائل الاعلام آنذاك ب"الزعيم الاوحد".

وينقسم العراقيون في وصفهم لقاسم فمنهم من يعتبره الاكثر نزاهة وعدالة وصدقا بين حكام العراق حتى لقبه البعض ب"ابو الضعفاء".

ويرى آخرون بانه كان ميالا الى احزاب سياسية دون اخرى خصوصا الحزب الشيوعي العراقي الذي شاركه في الحكم عام 1958، وبارتكاب اعمال عنف في مدن الموصل وكركوك(شمال العراق) في اعقاب محاولة انقلاب فاشلة قادها العقيد عبدالوهاب الشواف.

لكن سياسيين عراقيين ينفون ان تكون "للزعيم" يد في ارتكاب "مجرزة الرحاب"، اي مقتل افراد العائلة المالكة في القصر المذكور لحظة قيام الثورة.

ويعزون ذلك الى عناصر اشتركت في الانقلاب ارادت توريط قاسم. واعدم قاسم بعد انقلاب الثامن من شباط/فبراير عام 1963 في شهر رمضان وكان صائما حين نفذ فيه حكم الاعدام رميا بالرصاص في مبنى الاذاعة والتلفزيون وعرضت مشاهد الاعدام عبر التلفزيون لكي يصدق العراقيون مقتله. ويروي مرافقه الشخصي قاسم الجنابي (81 عاما) الذي لم يفارقه الى يوم اعدامه"عندما وصل الزعيم الى دار الاذاعة كان بكامل قيافته جذابا انيقا وقد حلق ذقنه في صباح التاسع من شباط/فبراير (..) كانوا وعدوه بأن يسمحوا له بمغادرة العراق ولكنهم نكثوا بعهدهم وقرروا اعدامه بدون اي محاكمة". ويضيف الجنابي الذي يشغل حاليا منصب الامين العام للتجمع القاسمي الديمقراطي"رفض عصب عينيه عند اعدامه وقبل اطلاق النار وقف وهتف باسم العراق". ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى