تيكسي وعلى عينك يا حاسد!

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
استملحت فكرة التاكسي تحت الطلب التي بدأت تنتشر في البلاد لخدمة العباد وعلى عينك يا حاسد.. وهذا الاستملاح - يعني الواحد لما يشوف فكرة مليحة يستملحها مش يملحها - وقد بنيت استملاحي هذا من حضارية الفكرة التي هي قديمة وفعالة وناجحة في كثير من الدول التي سبقتنا في تنظيم مجتمعاتها على أسس عصرية تلبي خدمة الناس بطريقة عملية وتجعل حياتهم أقل مشقة بعد دراسة متوازنة لملاءمة هذه الخدمة لاحتياج الناس والنفقات المترتبة على تكلفة هذه الخدمة.. فإذا كان الكراء حق هذا التيكسي مضروباً في المسافة المطلوبة مقسومة على جيب الراكب مناسباً للوضع المرعبل للناس الركّيبة أو المستأجرين المستركبين فكان بها وعلى بركة الله فاركبوا بسلام آمنين وعلى عينك يا حاسد بدل الشحططة والبهدلة والملازة.. ليش لأنه الشيء من الشيء فأما يكون مقلقل ومحشي وأما يكون فشفشي ولا يفهم أي شيء كما ذاك الرجال الحاسد.

أنا قلت لازم أسأل وأتطقس على بعض المعلومات الأولية من حيث الكم والكيف ومن فين إلى فين وبكم خاصة أنه الواحد عارف انه البلاد زغيرة وإذا واحد فسى في البريقة بايشتم العرف في بير أحمد وقد حصل هذا الكلام أكثر من مرة مع ركاب تكاسي البواجيت، والبواجيب هو جمع بيجوت كما لا يخفى على جنابكم مثلما هي التوَتْ (بفتح الواو وسكون التاء) جمع تويوتا وهكذا دواليك.. المهم وقفت سيارة من هذي التاكسيات الجديدة الصغيرة صفراء اللون كورية العينين صينية الفم وقلت با أسأل.. كان السائق شاب ظريف اسمه فهيم المقطري عرفت منه أن السيارة اللي يقودها من تاكسيات شركة الراحة والعداد اللي فيها أول ما تطلع وتقول بسم الله الرحمن الرحيم يكتب مئة وعشرين ريال يمني.. ليش هكذا يا ابني؟ قال مله يا عمو بعدين تنقص الفلوس كلما مشيت مسافة تنقص أكثر وأكثر وهكذا.. مثلاً اذا مشينا إلى البريقة.. قلت له مقاطعاً: بلاش تضرب مثل بالبريقة وحياة أبوك.. قال مستعجباً: ليش بلاش البريقة؟ قلت له ان الموضوع يرجع إلى أسباب الغازات المنبعثة من الجسم.. وشكرته وقبل أن أمضي إلى حال سبيلي قال: لاتنساش يا والد إنك عندما تطلب التيكسي بالتليفون يجي إلى عندك حيثما تكون «فري اوف شارج» يعني بالعربي بلاش مجاناً بدون أي أجرة وذا معناته أيش.. معناته انه في بترول يصطرف وخدمة متواصلة تشتغل على مدار اليوم مش كذا وإلا لا؟ قلت له: إلا كذه ونص.. الليد يبان متعلم فوق إنه مؤدب كثير..

طيب.. أيش باقي معانا من بعد ذا كله؟ أنا أربط الموضوع في ذهني بالمقارنة مع حالة المواصلات هنا في محافظة عدن بأن هناك طفرة تكمل بعضها البعض في حركة السير والمواصلات وفي الطرقات وحتى الشوارع وذا هو المهم.. هناك لمسة حضارية نتقدم بها إلى الأمام مع عدم الإضرار بطالبين الله من أصحاب التكاسي القديمة الخردة.. وأصحاب البيصان (جمع باص من ذيك اللي يسموها هايس يابيس معتدل السايس) وانكان تشتوا الصدق أنا جلست أقارن بين تسعيرة التكاسي او التيكسيات القديمة وبين تسعيرة هذي التيكسيات أبو عداد فلقيت انه مافيش فرق كبير يخلي الواحد يفتجع وبالأخذ في الحسبان لياقة السيارة ومستوى الخدمة مع الطلب بالتليفون.. باتلاقي انه الفرق يعني شيء لاش على قوله الواقص علي بن عوض.. لهذا فبالأحسن انه الواحد يركب له تيكسي أبو عداد وأرجو أن لا يزعل مننا أصحاب البوابير القديمة اللي زي حقي وحقهم واللي يسميها رجال أول.. بوابير الكتارة.. أي الدفة اللي قده حالتها حالة ما يعلم بها إلا علام الغيوب.. وربنا يعوض على الجميع وبايفتح الله وبانشتري أوبّل سكان شبيطي والهات أبو جنبين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى