أيــام الأيــام..وتلك هي العزيمة

> عبدالقوي الأشول:

>
عبدالقوي الأشول
عبدالقوي الأشول
يحق لأحزاب اللقاء المشترك أن تفخر بأن قدمت مرشحها ليس على أساس الانتماء الحزبي، ويحق لها أن تفخر بتقديم مرشح من وزن الأستاذ فيصل بن شملان، الرجل الذي يقدم نفسه منافساً لا على أساس المناكفة الحزبية أو البحث عن المكايدات ولا كرجل نزق يبحث عن الشهرة التي يمكن تحقيقها من موقع رئاسة الجمهورية، فالرجل يدرك مسبقاً تعقيدات الواقع اليمني والفرق بين شعارات الدعاية الانتخابية وجسامة المهام في أن يكون المرء في واجهة الرئاسة، التي تحمل في مثل مجتمعاتنا تبعات النجاح والفشل دون الأخذ بأي من حقائق الواقع وإمكاناتنا الاقتصادية في مجابهة احتياجات ما يزيد على عشرين مليون إنسان.

مهمة ليست هينة وطموح لا يتحقق في صدر الواقع كما هو في البرامج الانتخابية والشعارات.

المشترك.. كان موفقاً في مرشحه الذي يمكنك من أحاديثه المتزنة استقراء أو استنباط عمق شخصيته وصدق نواياه، أي تحمل عناء مهمة كهذه.. لا يتوخى منها جاهاً بقدر ما يعني الأمر تعزيز قناعة الإنسان اليمني بقدرته على التغيير إن هو أراد.. التغيير الذي يرسم في دروب حياة شعبنا نموذجاً ديمقراطياً في التداول السلمي للسلطة سعياً نحو تعزيز سلطة الدولة وهيبتها ونفوذها المستند إلى دولة مؤسسات متينة.. غير قابلة للانتكاسة بمجرد أن يغادر الأشخاص مواقعهم.

بمعنى أدق أن هذا الشيخ الحكيم المخضرم.. يحمل بين جوانحه قلباً نابضاً بحب الوطن وناسه.. مؤمناً أن معاناة اليمنيين في الحياة كل لا يتجزأ، وهو بقبوله تحمل هذه المشاق يقدم لنا درساً في معنى النضال من أجل الجماهير غاية قلما يكون لها الإخلاص والتفاني ونكران الذات عند من يعدون شعاراً كهذا فرصة مواتية لتحقيق مكاسب ذاتية محضة ولكن عبر امتطاء صهوة النضال من أجل الجماهير والعزف على احتياجاتها بل والتوجيه الخاطئ لقدراتها وطاقاتها.

بن شملان.. المؤمن بالتغيير عبر الوسائل الديمقراطية والسلمية لا يعد قبوله بالترشيح إغاضة لأحد ولا يحبذ الميل إلى التجريح أو التعبير عن هموم شريحة اجتماعية دون أخرى، كما لا يعد نجاحه في مثل هذه المنافسة حتمياً ولا غاية بحد ذاتها.. ليقينه المسبق أن اليمن في وضعه الحالي يتطلب تضافر كافة أبنائه وبمختلف انتماءاتهم الحزبية.. لتدعيم عوامل استقراره وتنميته، موقناً أن موقع رئاسة الجمهورية لا يعني بأي حال فتحاً مبيناً لكافة تعقيدات الوضع الراهن إذا لم يكن هناك شعور بالمسؤولية من كافة أبنائه وسعي حثيث متفان من خلال أجهزة السلطة كافة.. لخلق تحولات ملموسة.. وأرقام إنجازات واقعية تتجلى معطياتها في معيشة السكان بكل ما تكتنفها من معاناة وبؤس جراء غياب التنمية بمفهومها الواسع، وبكل ما تحمل من إجابات شافية لقائمة احتياجات وأولويات لا حدود لها.

عموماً بن شملان يذكرني بذلك الحكيم الصيني الذي ذهب إليه شاب طالباً منه معرفة ما معنى القوة والإرادة والعزيمة.. فكان أن شرح له معنى القوة والإرادة.. حتى سأله عن العزيمة فأحضر الحكيم وعاء به ماء فعمد إلى دس رأس الشاب في الماء.. عندها بدأت مقاومة الشاب في التخلص أمام محاولة الحكيم إبقاء رأس الشاب في الماء، الحال الذي جعل الشاب يستجمع كامل قواه كي يخلص رأسه من حالة الاختناق المميتة، عندها تمكن الشاب من الخلاص فما كان من الحكيم إلا أن قال له وهذه هي العزيمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى