المحطة الأخــيرة .. لبنان: كبرياء العمامة وخنوع الطرابيش

> عبدالله ناجي راشد:

> ما تسطره المقاومة الإسلامية لحزب الله في لبنان هذه الأيام من مآثر بطولية خالدة في التصدي للعدوان الإسرائيلي على لبنان يعكس وبشكل جلي شموخ الإباء العربي الأصيل الذي تمثل في شخص قائد المقاومة السيد حسن نصر الله وشراسة صمود مقاتليه المستمد من عزيمتهم، من عدالة قضيتهم، ومن إيمانهم المطلق بالدفاع عن الحقوق والكرامة والسيادة الوطنية اللبنانية والكبرياء العربية الممرغة في التراب منذ ما يربو على خمسين عاماً من تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.

معارك الصمود في الجنوب اللبناني بدأت تعيد حركة الدماء في الوريد العربي، وتعيد الأمل في النفوس والقدرة على كسر الأسطورة التي ثبتت في النفوس من عدم القدرة على مواجهة القوة العسكرية الإسرائيلية.. وأوجدت بصيص أمل في الشارع بأن هناك إمكانية لعودة صلاح دين آخر ينفض عن هذه الأمة جور ذلها وخنوعها ويأخذ بيدها من معارج الهزيمة إلى أبواب النصر المنتظر الذي لن يؤخذ إلا بالإيمان والدماء والتضحية.

آن لنا أن نحني رؤوسنا أمام كبرياء المقاومة وآن لنا أن نقول لتحيا كبرياء العمامة وتسقط طرابيش الحكام العرب وجيوشهم وأسلحتهم وطائراتهم.. التي لا تنطلق إلا حين تدار الى الخلف لتوجه إلى صدور شعوبهم أو جيرانهم وتصبح الرصاص التي تقتطع قيمتها من رغيف الأمة خطراً يوجه إلى صدورنا وصدور أطفالنا على حد تعبير الشاعر العربي الكبير أمل دنقل.

آن الأوان للمشككين بوطنية الغيورين على أوطانهم أن يكفوا عن شكوكهم وأن يواجهوا حقيقة الواقع بعيداً عن التخوين والتبعية والطائفية التي يطلقها ويعمقها العاجزون عن مواجهة حقيقة الواقع وغير القادرين على خلق التوافق والوئام في إطار شعوبهم وأمتهم.

آن لنا ولهم أن نحطم الوهم المدعم لعجزنا عن المواجهة في معركة المصير.

أن الأوان للطرابيش أن تختفي وآن الأوان أن تختفي مظاهر الاستعراضات للأسلحة والجيوش في ميادين التحرير وساحات النصر، آن الأوان للترسانة العربية أن تساق إلى محارق الخردوات لكي لا تظل عصا غليظة مسلطة على رقاب شعوبها، بعد أن عجزت عن المواجهة. آن الأوان أن تسقط كل الرموز والصور التي أفقدتنا العزة والكرامة وخلقت فينا الخوف والمذلة والفقر والمجاعة.

آن الأوان لرد الاعتبار للشعوب صاحبة القدرة والريادة في الدفاع عن الحقوق والكرامة والسيادة الوطنية، وكفى طرابيش و(جزمات) واستعراضات ونقاط تفتيش وحراسات تحرس الحكام وتفرط بالسيادات الوطنية والكرامة والحقوق.

آن الأوان أن تُخلع الطرابيش المصنوعة في الغرب وأن نتقلد عمامة السيد المصبوغة بالنيل البلدي.. يا سادة.. فلا تقنعكم عبارات الإرهاب التي تطلق على المقاومين من أجل الحرية واستعادة الحقوق المغتصبة.. ولكنكم إرهابيون أيضاً تصنعون الإرهاب وترهبون شعوبكم.. يا سادة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى