ولادة (رايس) المتعسرة ومخاضها الطويل

> عوض الهيج:

>
عوض الهيج
عوض الهيج
يبدو أن حمل وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس أو (حمالة الحطب) كما تسميها المقاومة قد طال انتظاره أكثر مما ينبغي، وأن ولادتها لمولودها المنتظر قد تعسرت وطال مخاضها وصار لا بد من عملية قيصرية لإتمامها بعد أن أثبت رجال المقاومة الأبطال استحالة ولادتها الطبيعية.. ولكن ماذا كانت تحمل رايس وكيف لو أن مولودها رأى النور؟

لا يختلف اثنان من العقلاء على أن المسخ الذي يمكن أن تلده (كوندي) لن يكون إلا شقاء وبؤساء وكابوسا على دول المنطقة عموماً وعلى مفهوم المقاومة بصفة خاصة، وكأن المنطقة بحاجة إلى مسخ آخر جديد بعد أن ابتليت في الماضي بمسخ اسمه إسرائيل مازالت تعاني من قبيح فعاله وسوء تصرفاته ونازيته وإجرامه وسلوكه غير السوي حتى اليوم. وإذا ما أمعنا النظر جيداً واستشرفنا آفاق المستقبل على فرض إتمام تلك الولادة سنجد التالي:

إن الولادة القيصرية تحتاج إلى عملية خطرة ولن يجرؤ على فعلها سوى الجراح الأمريكي وإن كنت لأظن أن فشل عملياته السابقة في العراق وفي أفغانستان ستجعله يفكر ملياً قبل التقاط المشرط وحتى قبل دخول غرفة العمليات.

إن ولادة شرق أوسط جديد لن تكون إلا بعد (طحن) حزب الله على حد وصف كوندي وسيتبع ذلك بالتأكيد (عجن) حماس و(خبز) سوريا وكل من يلوح بالمقاومة لإسرائيل أو يفكر بها مجرد تفكير.

إن الشرق الأوسط الجديد يعني في جزء هام وحيوي منه أن يتحول كل دول الطوق (المواجهة) بما فيها فلسطين إلى حراس أمنيين يسهرون على حماية أمن المستوطنين ليعيشوا بسلام وسكينة، وأن تخلع أنياب الجميع إلا من أظفار تكفي للذب عن إسرائيل خطر المقاومين التحريريين والمجاهدين الشرفاء ووضعهم في خانة (الإرهابيين)، وقد فعلت ذلك بعضها حتى الآن على أي حـال، والمطـلوب أن يلتحق الآخرون بالركب.

في الشرق الأوسط الجديد تتحول الدول إلى دويلات والشعوب إلى أقليات في تزوير فاضح للتاريخ وتحوير صارخ للجغرافيا في واحدة من أخطر المؤامرات منذ (سايكس بيكو) ووعد بلفور وحتى اليوم، وما نتائج الحرب العالمية الأولى عنا ببعيد.

أن تصبح المنطقة العربية بالذات باعتبارها قلب العالم النابض بالحياة منطقة نفوذ وهيمنة صهيونية أمريكية تجبى منها الجبايات وتفرض عليها الوصايات ويحصل منها الأوصياء على عائد مواردها واستغلال طرق ملاحتها وفتح أسواقها لاستهلاك منتجاتهم ومصادرة حريتها وسيادتها.

تلك مأدبة الشرق الأوسط الجديد التي يتداعى لها الأكلة من كل بقاع الأرض، بعد أن قذف الله الوهن في قلوبنا وانتزعت المهابة من قلوب أعدائنا لما أحببنا الدنيا وكرهنا الموت، وإن كان البعض من قياداتنا العربية ممن (لا يقرأون التاريخ ولا يتعظون منه) يظن أنه لحظوته لدى بوش، أو كوندي، أو بلير، أو ادولف أولمرت سيكون من المدعوين على شرف تلك المائدة فقد أخطأ خطأ فادحاً، فإن أقصى ما ينتظرنا من دور في الطبخة هو أن نكون الطبق الذي تقدم عليه (المائدة)، ولعلنا جميعاً ما زلنا نتذكر وبشكل جيد أن بني إسرائيل قديماً وحديثاً وعلى مدى تاريخهم الطويل لطالما فعلوها في الطبق الذي يأكلون فيه.. فهل يرضى عاقل في الدنيا أن يكون دوره ذاك؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى