متى يشمّر وزير التربية عن ساعديه لحسم الأوضاع في مطابع الكتاب المدرسي بعدن؟

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
عرّى مغاوير حزب الله في لبنان حقيقة الواقع العربي المزري القائم على «استبداد الداخل وضغط الخارج» ويذكرني ذلك بحوار أجرته إحدى المجلات عام 1997م مع الراحل الكبير د. إدوارد سعيد عندما قال:«لا يوجد شيء اسمه تضامن عربي، لأن الأنظمة العربية تسعى إلى إقامة علاقات حميمية مع الولايات المتحدة الأمريكية خوفاً على كراسيها، لأن تلك هي استبدادية بالدرجة الأولى» وهذا هو الحال الذي كشفه الشاعر العربي أحمد مطر، في مطلع إحدى قصائده في ديوان (لافتات 7) ونصها:

نخاف من رئيسنا/ لأنه يخاف/ هو الذي أخافنا/ وحين خفنا خاف/ من سيزيل خوفنا/ وكلنا خُواف.

إننا في البلاد العربية، إلا من رحم الله منها، نعيش ظلماً وإذلالاً وتعسفاً وانفصاماً، لأننا نتحدث عن الهجمة الصليبية والصهيونية ونحن في مواجهة هجمة أكثر شراسة ونتانة منها ومع ذلك يأسرنا الخوف من الحديث عن وجوه الظلم وكلما وجد الكاتب نفسه في مشاغل تشغله عن التزامات وضعها في أجندته ساورت الآخرون شكوك: إن أخانا الكاتب معذور لأنه يخاف فلاناً المرتبط بفلان وفلان من أجل السلطة، إلا أنني لست من ذلك الصنف من الذين يخافون لأنني أقرأ كثيراً في تاريخنا وحاضرنا وعرفت وجوه السلب في واقعنا ولذلك فإن الأرض التي أقف عليها صلبة صلابة الجبال الرواسي، التي لا تهزها العواصف ولا الرياح القواصف.

إن الوطني الشريف يقلقه أن عبثاً بالمال العام لا يجد من لا يضع حداً له وأن الانسان أغلى رأس مال كما يقولون يكون عرضة للظلم والاستبداد والعسف ولا يجد من يردع ظالميه سواء من داخل المؤسسة أو من جهات عليا مسؤولة عن تلك المؤسسة أو المؤسسات، فكما على العاملين واجبات الا أن لهم حقوقاً أيضاً وهي مثبتة في القانون وفوق هذا وذاك ثبتتها شرائع السماء وشرائع أهل الأرض، بل وإذا أردت أن تختبر معدن الإنسان فضعه في موقع المسؤولية وسرعان ما سيقف عند مفترق الطريق الذي يقوده إما إلى السمو أو السفالة والانحطاط.

أريد من هذا الموضوع معرفة موقف وزير التربية والتعليم مما يجري في مطابع المعلا والمنصورة بمحافظة عدن في ضوء المعطيات والاستفسارات التالية:

- إن عدد القوة العاملة في مطابع عدن: (323) عاملاً، (173) منهم في مطابع المنصورة و(150) في مطابع المعلا.

- إن هناك لجاناً نقابية في كل مطابع الكتاب على مستوى الجمهورية إلا فرع المنصورة وهذا سؤال موجه لحضرتك وللأخ عثمان كاكو ناصر، رئيس فرع اتحاد النقابات في عدن.

- ما مصير علاوة الخطورة؟

- ما مصير مخصصات اللبن وأنتم أعرف بأهمية اللبن لعمال المطابع؟

- بالنسبة للباصات التي وفرها المركز للفرع، كم باصاً تستخدمها المطابع وكم باصاً يستخدمها مدير عام الفرع؟

- هل يعلم الوزير بأن عمال المطابع في المعلا اشتروا على حسابهم الخاص رافعة (FORK LIFT) لأغراض الخزن والسحب؟

- هل يعلم الوزير أن سائق قاطرة (من خارج المحافظة) قد أصبح مدير إدارة الرقابة الداخلية وأن عاملاً في قسم التصوير (من خارج المحافظة أيضاً) قد أصبح نائباً للأول وأن مسؤولة إدارية (من هذه المحافظة) قد أصبحت بستانية؟

- هل يعلم وزير التربية أن مطابع المنصورة والمعلا أنجزت خلال عام 2005م (15) مليوناً و(3) آلاف و(943) غلافاً، أما الكتب فقد تم طباعة مليون و(692) ألفاً و(22) كتاباً خلال الفترة نفسها؟

- هل يعلم وزير التربية أن مطابع المعلا استهلكت خلال الفترة 6/10/2004م حتى 28/4/2006م (1540) طناً توازي (3285) رولاً، كما استهلكت (55) طبلية توازي (1148) شدة خلال الفترة 27/6/2004م حتى 20/12/2004م واستهلكت من الورق المقوى (550) طبلية خلال الفترة 28/9/2004م حتى 27/6/2006م؟

- هل يعلم وزير التربية أن مطابع الكتاب المدرسي تنشط أيضاً في طباعة أعمال تجارية لجهات عامة وخاصة بإمكانه التعرف على تفاصيلها من الإدارة أو العمال؟

- هل يعلم وزير التربية أنه قد وضع في الصورة بما أنجزته مطابع الكتاب المدرسي بالمعلا وبنواقص المطابع من وسائل والحاجة إلى التحديث؟

- هل يعلم الوزير أن المطابع والعمال يعملون في ظل حرارة ورطوبة مرتفعتين ناتجتين عن عدم توفر وسائل التكييف؟

- هل يعلم الوزير أن عدن لم تتعامل قط بنمط الإدارة المتخلفة التي يسودها تحكم وتسلط المسؤولين وأبنائهم في المؤسسة؟

هذه هي بعض عينات من الأوضاع السائدة في مطابع الكتاب المدرسي بعدن، وسيسعدنا تحديد موقفك من مجريات الأمور، لأنك أنت المسؤول أولاً وأخيراً عن المال العام وعن المورد البشري العامل في تلك المؤسسة العامة.

يا معالي الوزير، اتقوا الله في المستضعفين واضربوا بيد من حديد كل من يتاجر بالمال العام وبعرق الكادحين وأذكرك بمقولة الخليفة العادل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: لما استعبدتم الناس يا عمرو وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟.. والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى