7 أغسطس 1958م - 7 أغسطس 2006م .. 48 شمعة موقدة في عالم الصحافة

> نجيب محمد يابلي:

> يوم أمس الأول، السابع من أغسطس الجاري مضى على تأسيس «الأيام» نصف قرن إلا عامين على يد عميدها ومؤسسها الطيب الذكر الأستاذ محمد علي باشراحيل، رحمه الله وطيب ثراه، وبين عام التأسيس واليوم مضت الجهود المسبوقة بالعرق والجد لإعلاء صوت هذا المنبر الحر الذي كان ومازال صوتاً ومنبراً لمن لا منبر له.

إن الحديث عن «أخبار اليوم» يرتبط ارتباطاً عضوياً بالشقيقين مصطفى وعلي أمين و«الصياد» بسعيد فريحة و«فتاة الجزيرة» بمحمد علي لقمان و«النهضة» و«اليقظة» بعبدالرحمن جرجرة و«الأيام» بمحمد علي باشراحيل، لأن التاريخ يرتبط بالشخص الذي خاض التجربة بحلوها ومرِّها، لأن ولادة محمد علي باشراحيل لم ترتبط بالملعقة الذهبية ولكنها ارتبطت بالعزيمة ووضوح الهدف واستيعاب تفاصيل الظرف الذي عاشه ولذلك فقد كان رحمه الله على يقين من أنها رحلة الألف ميل والتي تبدأ بخطوة.

استوعب العميد باشراحيل ضرورة حيادية رسالته الصحفية وكان الإجراء الأول الذي أقدم عليه هو التحرر من العصبية الحزبية وكان نائباً لرئيس أعرق الأحزاب، (رابطة أبناء الجنوب) واقتضت حياديته في موقعه الجديد تقديم استقالته إلى قيادة الرابطة.

من ذلك المنظور حرص العميد باشراحيل على ارتكاز صحيفته على الخبر والرأي ولذلك برزت «الأيام» كمنبع خبري ومنبر تعبيري للرأي وتجلت عبر صفحاتها آراء عكست كل ألوان الطيف السياسي وحملت «الأيام» خلال سنوات إصدارها معارك قلمية مثلت التباينات الفكرية والسياسية لا يتسع المجال لذكر عينات منها.

لم يكن الطريق مفروشاً بالورود أمام العميد باشراحيل وصحيفته «الأيام» لأن الصحيفة كانت تبحث وراء الخبر، باعتباره زاد القارئ، كما كانت تحرص على تقديم نفسها كمنبر ليبرالي، يتسع صدره لجميع التيارات الفكرية والسياسية ومكنه حضور صحيفته ووزنها الكمي والنوعي في صفوف القراء من اقتناء الوسيلة الطباعية وتطويرها ولم يذعن للضغوط التي تعرضت لها الصحيفة وبالمقابل انتهج أسلوباً مرناً في تعاملاته مع الغير وكأن لسان حاله «لا تكن ليناً فتعصر ولا صلباً فتكسر».

في هذه المناسبة نود أن نُعيد إلى الأذهان أن «الأيام» ماضية في الطريق الذي حدد معالمه عميدها، الراحل الكبير محمد علي باشراحيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى