ماذا حدث للطيار النقيب

> علي هيثم الغريب:

>
علي هيثم الغريب
علي هيثم الغريب
نشرت صحيفة «الأيام» الغراء، رسالة بقلم الأخ عقيد طيار علي النقيب، قائد اللواء العاشر طيران من مدينة عدن .. موجهة إلى فخامة رئيس الجمهورية يخاطبه باسم الله وباسم الوحدة أن يوجه بإعادة منزله الذي تم الاستيلاء عليه بعد حرب 94م .. وصاحب الرسالة مواطن يعمل في القوات المسلحة ولعب أكبر دور في إنقاذ المواطنين الذين حاصرتهم السيول عام 1983م وكذلك كان يأخذ طائرته (الهيلوكبتر) لإنقاذ المرضى أو النساء المتعسرات من المناطق النائية إلى عدن، فسموه (منقذ المستغيثين). بعد الحرب ترك النقيب طائرته ومنزله على أمل أن يعود إليهما .. ولكن «تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن» وفقد الرجل في هذه الظروف التفاؤل والثقة. وأخذ يتساءل بينه وبين نفسه - على حد قوله - هل من المفيد تجريدنا من كل ما نملك؟! أليس من الأفضل معالجة جراح الوطن والمواطن؟! وهو مثل غيره يدرك أن لحظة الضعف يعيشها كل إنسان أحياناً.

إن رسالة الطيار النقيب هي رسالة من الواقع الذي يعيشه أبناء اليمن في محافظات الجنوب. وتتلقى هيئة تحرير «الأيام» مثل هذه الرسائل الحزينة كل يوم تقريباً. وقد بادر الأستاذ عبدالكريم شائف، بتبني مشكلة النقيب .. ولكن الظاهر أن (جهاز الكبح) يزيد من عدد هذه الحالات من يوم لآخر. ولكن من الجدير بالذكر أنه رغم (الوعود والوعود ثم الوعود) لم يستسلم أصحاب الحق ولم يتخلوا عن(النضال القاسي) من أجل المطالبة بحقوقهم، وقد انتصر البعض بعد 12 عاماً من المتابعة والملاحقة ولو في أحوال نادرة جداً .. وعلى الرغم (كذلك) من كل ذلك لم تكن طريقة (الوعود) بحل قضايا الناس الناتجة من (ايدلوجيا المنتصر) تخدم أحداً.. بل ان (الوعود) بحل مشاكل الناس إنما هي خصام شديد لكل ما تعود جذوره إلى الأمس، والذي لا يتراجع من تلقاء ذاته. إن مشكلة النقيب (أنموذج) وهي أمانة في عنق كل من يتنطع اليوم لدور (سيد الوحدة) ولا يريد معالجة جراحها .. إن رسالة النقيب التي حتماً سيتفهمها الأخ الرئيس كما عهدناه دائماً، هي ضد الغرور والجمود والفساد والرياء السياسي والفوضى والاختلاس والنهب وعجز الإنسان الشريف عن الدفاع عن نفسه ومسكنه ووظيفته .. وإذا كانت عملية بناء الوحدة واجباً فهي بحاجة إلى المواطنة المتساوية، وإلى تغيير سيكولوجية المنتصر والمنهزم غير أن لخصوم عملية الاستقرار- خاصة في محافظات الجنوب - جملة من الوسائل والسبل للمحافظة على الفوضى التي تناسبهم .. فيحاولون استخدام (الوعود الكاذبة) بطريقتهم الخاصة، ويفعلون كل ما في وسعهم للقضاء على رغبة أبناء محافظات الجنوب في المشاركة في شؤون الوحدة الاجتماعية والسياسية. هذه علامات على ما يطرأ في حياتنا ولا نعلم كيف ستكون نهايتها .. كما أنها درس جيد لوعي الناس الذين سيذهبون إلى (الاقتراع) وهم متفائلون أو مستاءون من تلك (الوعود) التي لا تزيد من الثقة في قوة العدالة والحقيقة. فكيف يمكن أن يحمي المسؤول العدالة وحقوق الناس والشرف وكرامة كل مواطن، وعملية بناء الوحدة ليست في حاجة إلى إعادة حقوق أبناء محافظات الجنوب التي غيبت بطريقة قاسية وإلى جو أخلاقي ونفسي ملائم فقط، بل كذلك إلى إيجاد بينة وحدوية ارتكازية ملائمة لكي يصبح ما حـدث للطيار علي محمد النقيب، أمراً مستحيلاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى