«الأيام» في حلقة نقاش للمنتدى السياسي حول الصحافة الأهلية .. الاستثناء الوحيد في بلادنا «الأيام» «ويمن تايمز» اللتان فتحتا منبرهما للآخر المختلف

> «الأيام» محمد علي محسن:

> نظم المنتدى السياسي بصنعاء مساء أمس الأول الثلاثاء حلقة نقاش عن دور الصحافة المستقلة في الانتخابات الرئاسية والمحلية القادمة وبمشاركة عدد من الصحف الأهلية المقروءة والالكترونية المحلية والعربية وكذلك الحزبية إضافة إلى مشاركة قيادات في الأحزاب والتنظيمات السياسية والمهتمين وأصحاب الشأن، الذين قدموا لحلقة النقاش جملة من القضايا المؤرقة الواقفة بوجه الصحافة الأهلية في بلادنا، منها القانونية والاستثمارية والتجارية والقضائية والسياسية وغيرها من المشكلات المعيقة لتطور وازدهار الصحافة الأهلية.

< الزميل هاجع الجحافي، مدير تحرير صحيفة «النهار» كان أول المتحدثين والذي قدم ورقة استعرض فيها مشكلات ومعوقات ومقترحات ايضاً لمعالجة أوجه الإخفاق الناجمة عن الممارسة والتطبيق فعلى صعيد القانون رقم (25) لعام 90م والقانون رقم (12) لعام 94م الأول بشأن الصحافة والمطبوعات والآخر بشأن الجرائم والعقوبات، ثمة نصوص قانونية لا تؤهل لقيام صحافة أهلية فاعلة ومؤثرة في المجتمع بل على العكس مثبطة وممكنة الاستخدام الخاطئ في أية لحظة يراد تجييرها لصالح الطرف النقيض للصحفي والصحيفة. وأكدت ورقة الجحافي أهمية وجود هيئة دفاعية مناط بها دعم ومساعدة هذه الصحف لتتمكن من تجاوز إشكالية الكثير من قضايا النشر خاصة في ظل الصحف مازالت تفتقر للمؤسسة والإمكانات المادية والبشرية رغم وجود قلة منها أثبتت حضورها مثل «الأيام» و«الناس» بدرجة رئيسة اضافة إلى بعض من الصحافة الالكترونية، وتم التطرق إلى وجود قطيعة وفجوة بين الأحزاب والصحف الأهلية أثرت سلباً على أداء رسالة هذه الصحف.

< الزميل عرفات مدابش، موقع «التغيير» ومراسل إذاعة «سوا» قال في مداخلته إن الصحافة الأهلية عرضة دوماً للإجراءات التعسفية في حال انحازت للمعلومة المعارضة، الحكومة لا تريد صحافة هادفة جديرة بدعمها بل صحفاً صفراء مخصصة للسب والقذف، لا توجد فروقات (تفرد وتميز) ما بين ما تنشره الصحف الحزبية والأهلية، وطالب مدابش بالتنسيق والتعاون بين الصحف الأهلية والصحافة الالكترونية.

< الزميل علي الجرادي، صحيفة «الناس» أوضح أن شروط المهنة لا تتوافر أمام الصحفي اذ مازالت الأحادية هي الجامعة للصحف الحزبية والرسمية وغيرها فلا توجد تعددية سياسية في العالم دون أن يقابلها تعددية منابر وتعددية صحفية، التعددية في اليمن مفقودة وجمهور الصحافة محدود ولا يتجاوز (40) ألف قارئ، وبما إنه من الاستحالة حدوث نقلة نوعية للصحافة إلى صناعة دون استثمار حقيقي فإنه يصعب الحديث عن ازدهار لأوضاع الصحفي في ظل هكذا معادلة قائمة ومختلة للصحف الأهلية التي بالكاد تمنحك معاشاً (20) ألف ريال بينما مقابلة مسؤول 200 ألف ريال.

إذن الكلمة رخيصة والصحافة الأهلية تتعرض لحملة إفساد وتشويه من خلال وجود صحف مسيئة ومسخرة للقذف في الأعراض، مزية الصحفي المستقل مهنياً وليس سياسياً لا يوجد في كافة الصحف الرسمية والحزبية والأهلية، الصحافة الأهلية رغم محدودية نشرها تواجه القمع والمحاكمات وانعدام التمويل والدعم فمثلاً اتصالات يمن موبايل وبنك التسليف الزراعي والوزارات هي حكومية وملكية عامة ومع ذلك هذه الجهات تستخدم الإعلان الذي هو (40%) من حجم المادة الصحفية بطريقة سيئة ومزاجية خاضعة للقرار السياسي، الصحافة الأهلية تواجه حتى من أحزاب المعارضة وهذا أمر مخيف.

< الزميل محمد القاضي، صحيفة «الرياض» السعودية قال إن الصحافة المستقلة هي مشاريع فردية لذلك هي ضعيفة حتى إن بعض الصحف عبارة عن رئيس التحرير، لا يوجد استيعاب من قبل الأحزاب لضرورة الصحافة المهنية كما أن القطاع الخاص مازال غائباً عن الاستثمار في هذا القطاع.

< الزميل سامي غالب، رئيس تحرير «النداء» أكد أن الشيء الطبيعي هو بوجود الصحافة الإهلية، لكن في اليمن العكس هنالك صعوبة في إنشاء الصحف الأهلية، صحف الأحزاب مدعومة من أحزابها من الأحزاب والدولة بينما الصحف الأهلية (50) ألف ريال تمنح سنوياً، علاوة على النظرة القاصرة نحو هذه الصحف من السلطة والمعارضة على السواء، الاستثناء الوحيد في بلادنا يتمثل بصحيفتي «الأيام» و«يمن تايمز» اللتين فتحتا أبوابهما أمام كثير من اختلاف المنابر، لا مجال في اليمن لإقامة صحافة أهلية مؤسسية مثلما هي في النظم الليبرالية. «الأيام» منذ ما بعد حرب 94م أصبحت صحيفة مقروءة وواسعة الانتشار وتؤدي خدمة كبيرة للقراء وهناك صحف مثل «الناس» بدأت تتقدم لكنها تبقى صعبة المقارنة مع صحافة الغرب، الرأسمال الوطني لا يمكن له المغامرة في أوضاع مثل اليمن، موردخاي يملك أكثر من (150) مؤسسة صحفية محترفة ومهنية. بالنسبة لتوصيف الصحافة مازال يتعامل معه تلقائياً من منظور واحد إما معارض أو حـاكم والمصلحـة الذاتية تطغى على المهنية.

< الزميل محمد الغباري، مراسل «البيان» الإماراتية قال إنه لا توجد الاستقلالية لا في الولايات المتحدة أكبر مسوق للديمقراطية أو بريطانيا أو فرنسا، والمسألة برمتها تعود للحفاظ على قدر من الموضوعية والتوازن، الصحف الأهلية معرضة لأكثر من التعسف، قيادات الأحزاب لم تتخل عن نظرتها الموجهة تجاه ما تنشره صحفها، احتكار الدعم المالي عن طريق الحكومة والقطاع التجاري جعل حظ الصحف الأهلية ضئيلاً ومعدوماً أحياناً وذلك جراء هذه العملية المختلة في الإعلانات التجارية والتي تركزت في صحف بعينها، القطاع التجاري لو مارس العمل بشكل سليم لما احتاج لهذا الاحتكار، الصحف الأهلية هي المؤهلة أكثر من غيـرها وباتت تؤدي أكثر من أية وسيلة أخرى خاصة الصحف ذات المصداقية والموضوعية.

< الزميل مصطفى راجح، «يمن تايمز» انتقد تجربة الصحف الحزبية التي لم تضف شيئاً لا على المؤسسية أو المهنية رغم مضي 16 عاماً على التعددية الديمقراطية ولم توجد تراكماً لها، معاناة الصحافة الأهلية من الطرفين وإن كانت أكبر من الناحية الحكومية وعلى وجه التحديد ما يتعلق بالقضاء والتجارة والصحافة.

< علي سيف حسن، رئيس المنتدى السياسي، عقب على مجمل النقاش بتأكيده على انعدام الصحافة الحزبية والحكومية باستثناء اليمن الموجود فيها مثل هذا النوع. وأضاف بقوله إنه في اليمن تعد الصحافة السلطة الثانية والوحيدة الخارجة عن نفوذ السلطة التنفيذية الرسمية ولو أن كثيراً من رؤساء الصحف والمحررين في صحف أحزابهم قاموا بدورهم بحسب مقتضيات التعدد والاختلاف المنحاز للمهنة لما ذهب هؤلاء لإنشاء صحف أهلية. واقترح إنشاء موقع الكتروني لمرشح المعارضة تتمكن من خلاله كل الصحف دون استثناء التزود بالمعلومات وبصورة متساوية.

< عبده سالم (إصلاح) قال إنه ليس على كل إعلامي الالتزام بتوجيه الحزب في ناحية المهنة التي لم تلتزم بها الأحزاب فهناك مبادئ يتفق عليها مثل الحريات والديمقراطية واحترام القانون، وغيرها يمكن الاختلاف حولها، مشكلة بعض الصحف الأهلية الاستقطاب لإخراجها عن هدفها ودورها الذي أنشئت من أجله لذلك الحزب الحاكم يركز على الصحف المحترمة والمقبولة عند العامة وبما أن الصحيفة أهميتها نوعية وليست جماهيرية فعلى الصحف الحفاظ على ما تقدمه خدمة للدولة.

< علي الصراري (اشتراكي) أكد على الموقف الواعي للصحافة وللجمعيات وغيرها وينبغي أن يكون لهم دور في إنجاح هذا التنافس لكيلا نجد أنفسنا نحمي ديكتاتورية مغطاة بشرشف ديمقراطي، وينبغي أن تكون الصحافة الأهلية واضحة في مجموعة مواقف وهي أن تكون جزءاً فاعلاً من العملية الانتخابية وأن تفضح المخالفات والتجاوزات والعبث بإمكانات البلد وتجييرها لحملة انتخابية سلطوية فالمعركة ليست بين طرفين بل صراع يجب أن يخوضه المجتمع كله لأنه يحدد مصير بلد فكل واحد معني في هذه المعركة واذا فسدت العملية السياسية ولم تكن معبرة عن ارادة المجتمع فذلك خسارة فادحة يدفعها المجتمع كله ولا يعني هذا دعوة الصحف الأهلية للانحياز الى مصاف مرشح المعارضة ولكن للعملية السياسية التي لا بد أن تكون فيها هذه الصحافة تحمل هماً حقيقياَ وجامعاً.

< د. عبدالقدوس المضواحي (التنظيم الناصري) أعرب عن امتنانه لظهور صحافة أهلية تحترم نفسها وصحفيين يحترمون أنفسهم وأن أي صحيفة تحترم نفسها في تناولاتها لا بد أنها ستكبر مستقبلاً وهناك نماذج موجودة على مستوى الوطن العربي.

< محمد المقالح (اشتراكي) أشار من جانبه لصعوبة وجود صحافة دون امكانات مادية وبشرية علاوة على بيئة مناسبة تقدر مهنة المتاعب، وطالب بضرورة ميثاق الشرف الصحفي بعد أن أصبحت الصحافة مكاناً للمناكفات الشخصية، وكذلك بأهمية إنشاء قناة فضائية للأحزاب السياسية المعارضة باعتبارها الوسيلة الأنجع والقادرة على الوصول إلى كافة الفئات الاجتماعية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى