ديمقراطيتنا (حبلى) حتما ستلد!

> عبدالله ناجي علي:

>
عبدالله ناجي علي
عبدالله ناجي علي
الآن فقط يمكن لنا أن نتحدث عن تجربة الديمقراطية الناشئة في بلادنا بشيء من الطرح الإيجابي والمثمر.. فالتجربة برغم المعوقات التي تعترضها من قبل مدمني الشمولية.. إلا أنها اليوم قد أفرزت نتائج مقبولة ومشجعة إلى حد ما.. خاصة بعد التحول النوعي لأحزاب المعارضة الرئيسة والفاعلة ووقوفها هذه المرة في مربع واحد بدلاً من التشتت الذي كانت تعيشه قبل ذلك.. هذا التحول النوعي لأحزاب المعارضة الفاعلة مكنها من طرح برنامج (إنقاذ وطني) شامل لامست عناوينه الرئيسة معظم المشاكل التي يئن منها مجتمعنا اليمني... لكن الإنجاز الأكبر والأهم لأحزاب المعارضة هو اختيارها مرشحاً للرئاسة بحجم الأستاذ فيصل بن شملان، فالرجل خبير اقتصادي بامتياز.. وشخص نزيه بامتياز مع مرتبة الشرف .. والأهم من هذا كله أن الرجل مستوعب تماما معطيات العصر وما يتطلبه من اهتمام بالجبهة الاقتصادية التي تحتل الأولوية لدى (فقراء اليمن السعيد) فنجد الرجل في لقاءاته الصحفية مهموماً بالاقتصاد ونراه يتحدث عن واقعنا الاقتصادي بألم شديد.

فهذا التحول النوعي لأحزاب المعارضة مؤكد أنه سيعيد التوازن للمعادلة الثنائية للحكم والمتمثلة في السلطة والمعارضة.. فالكفة كانت تميل في الانتخابات الماضية لصالح حزب السلطة.. بينما أحزاب المعارضة كانت تعيش حالة الضعف في حراكها السياسي تجاه المجتمع.

أما اليوم فإن ما يميز تجربة أحزاب المعارضة هو تفوقها في الإبداع السياسي الذي مكنها من إيجاد نموذج متميز للمعارضة الفاعلة ليس فقط على مستوى اليمن ولكن على مستوى الوطن العربي بشكل عام.. وهذا التميز النوعي تمثل في تجاوز أحزاب المعارضة معايير (الايديولوجيا) المختلفة بين الأحزاب.. لتنتقل مباشرة إلى معايير أولويات البناء الوطني المطلوبة لبناء دولة المؤسسات، دولة النظام والقانون.. دولة راعية لمصالح شعبها وليس دولة جابية لجيوب مواطنيها.. هذه القضايا الجوهرية في الحياة تمثل مطالب كل الشعب .. والرافضون لها هم الفاسدون الذين طالت آثارهم حتى الشرفاء في حزب السلطة!!

وبمشاهدة عابرة لواقعنا السياسي نجد أن هناك تراكما إيجابيا لديمقراطيتنا الناشئة داخل جميع الأحزاب ، وهو يزداد يوما بعد يوم.. ومؤكد أنه سيفرز هذه المرة نتائج مختلفة عن الانتخابات السابقة، خاصة وأن المنافس على كرسي الرئاسة شخصية من العيار الثقيل بل الثقيل جدا.. إضافة إلى نزول مرشحي الانتخابات المحلية للمعارضة بقائمة موحدة، مضاف إلى ذلك حالة التذمر التي يعيشها غالبية الشعب بسبب تدهور أحواله المعيشية نتيجة للسياسيات الخاطئة، فكل معطيات المشهد السياسي الراهن ستجعل الانتخابات القادمة تعيش في أجواء ساخنة للغاية.. ويتوقع كثير من المراقبين أن النتائج ستكون غير متوقعة لمراكز قوى الفساد والإفساد في جهاز الدولة، خاصة إذا توفرت رقابة داخلية وخارجية فاعلة ونزيهة.

أخيرا نقول إن الانتخابات الرئاسية والمحليات في ظل منافسة قوية للمعارضة.. ستكون بالفعل مجدية لتعزيز تجربتنا الديمقراطية.. والأهم هو كيف نرسخ مبدأ التداول السلمي للسلطة ونترجمه على أرض الواقع بعيدا عن الشعارات الفضفاضة.. فالهدف من الانتخابات هو التغيير نحو الأفضل لنصل إلى بناء يمن حديث ينعم بالديمقراطية والتنمية لكي نخلص شعبنا من خماسي التخلف: الفقر، الجهل، المرض، الفساد، والخوف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى