ظرفني بأغسطس تعرفني بسبتمبر

> برهان مانع:

>
برهان مانع
برهان مانع
«ظرفني تعرفني» و«يا بخت من كان خاله الوزير» مثلان مصريان دائماً نعيشهما في حياتنا اليومية .. أصبح خريجو الجامعة في جميع المحافظات مرهقين منذ سنين والصبر سلاحهم حيث أصبح قسم المعلوماتية في وزارة الخدمة المدنية في عدن شبيها بالبيت الأبيض.

تعالوا معي في جولة نرى فيها أين يذهب خريجو الجامعة بعد حصولهم على الشهادة الجامعية.

شاهدنا خريجي جامعة العلوم الإدارية وكلية الاقتصاد يعملون في محلات الاتصالات بسبعة آلاف ريال يمني .. يا للهول ويا للعجب!

أما خريجو كلية التربية من عام 1994 حتى 1998م فقد فقدوا الأمل بمصطلح القيد والكمبيوتر والبعض يعمل في صندوق النظافة مراقبين في الشوارع على أعمال الكنس .. هذا تكريم من يرغب أن يكون في المستقبل تربوياً قديراً، وأما طالبات كليات الآداب فتحولن إلى عاملات في استديوهات التصوير والأفراح ويقلن إن العمل شرف ولا الجلسة في البيت نتفرج على الشهادة، وما أجمل خريجي كلية الطب الذين أصبحوا باعة في الصيدليات مثل أصحاب البقالات.

أما خريجو القانون فيعملون سائقين بالفرزة، وخريجات الكليات الأخرى أكثرهن يعملن في المطاعم السياحية أو مسجلات في العيادات الخاصة.

«ظرفني تعرفني» أصبح هذا المصطلح أساسيا عند جميع الخريجين.. ادفع كاشف واستخدم كل الوسائل الفضائية من أجل الوظيفة.

أصبحت الحياة مريرة بلا طعم في عيون الشباب وهذه المرة يقال والله أعلم سوف تنزل الدرجات الوظيفية في شهر سبتمبر وعددها مئتا وظيفة .. حاجة جميلة جداً وسوف تكون لخريجي عام 2004-2005م .

هناك حقيقة لا بد أن يدركها كل فرد وهي أن حكومتنا تسعى في نشر العلم ومحو الأمية ولكن نريدها أن تكمل المشوار (تعلم وتخرج ثم توظف) وتسأل كثيراً عن العبث في بيع الوظائف وضياع مستقبل أولادنا.

وأوجه كلمتي للحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك والأحزاب الأخرى.. هل يوجد في خططكم الانتخابية وقفة صادقة تجاه هؤلاء العابثين في بيع الوظائف؟

أصبح شبابنا في نفق مظلم وأنتم في صراع دهاليز السياسة.. قفوا ولو مرة واحدة مع المصاعب والمشاكل الحقيقية.. أنقذوا، ارحموا، أغيثوا شباب اليمن ومستقبلهم قبل فوات الأوان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى