> بدأ ناشطو حزب الله صباح الثلاثاء "ورشة عمل" في منطقة صور تشمل توزيع المساعدات ورفع الانقاض واجراء مسح للاضرار تمهيدا لاستئجار مساكن للمواطنين الذين دمرت منازلهم، وذلك بعدما اعلن الامين العام لحزب الله حسن نصرالله انه لن ينتظر الحكومة لبدء آلية اعادة الاعمار.

بالمقابل اعلنت الهيئة العليا للاغاثة الحكومية أمس الثلاثاء انها ستبدأ "فورا" دفع مساعدات مالية لم تحدد قيمتها "لعائلات الشهداء والجرحى والمعوقين" من جراء الهجوم الاسرائيلي الواسع على لبنان .

وجاء في بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بصفته رئيس الهيئة العليا للاغاثة "قرر ان تبادر الهيئة فورا الى دفع مساعدة مالية لعائلات الشهداء والجرحى والمعوقين نتيجة العدوان الاسرائيلي الاخير".

وتتدفق مئات العائلات منذ اعلان وقف الاعمال الحربية صباح أمس الأول الإثنين على قرى الجنوب، ولا تجد احيانا كثيرة لدى وصولها الا كومة من الركام مكان منازلها.

ويعرض حزب الله على هؤلاء المنكوبين المساعدة لاعادة الاعمار او يقدم للعائلات التي تريد تولي الاعمار بنفسها مبلغ عشرين الف دولار كدفعة اولى، بحسب ما قال مسؤول في الحركة في صيدا لوكالة فرانس برس.

وقال الامين العام لحزب الله حسن نصرالله أمس الأول الإثنين ان الحزب سيبدأ بمساعدة الناس في اعادة اعمار منازلها.

واضاف "لا نستطيع ان ننتظر الحكومة والآليات لانها ستستغرق بعض الوقت"، مضيفا سيتم "توزيع مبلغ مالي معقول على كل عائلة من النازحين (..) يساعدها على استئجار منزل لمدة سنة وعلى شراء اثاث لائق"واعرب عن امله بالتمكن "خلال شهور قليلة من اعادة بناء المنازل التي هدمت".

وافاد نازحون شيعة ان مسؤولين في الحزب بدأوا منذ صباح أمس الأول الإثنين، وحتى قبل ان يتم بث كلمة نصرالله مساء، يجولون على مراكز اللاجئين ووزعوا مبالغ مالية لمساعدتهم على العودة,وتوزعت فرق عديدة من الحزب في مناطق الجنوب والبقاع من اجل مسح الاضرار والحاجات.

ويقول مسؤول في حزب الله في المنطقة انه يشرف على فريق مؤلف من 150 عنصرا وصلوا الى مدخل مدينة صور ومعهم 30 شاحنة محملة بالمواد التموينية من سكر وارز وطحين ومعلبات وحليب اطفال وغيرها... لتوزيعها على السكان العائدين والذين بقوا في المنطقة.

واضاف المسؤول لوكالة فرانس برس "منذ بداية الاحداث كان عملنا يقضي بمساعدة النازحين من اهلنا في مدارس بيروت. انتقلنا بعد وقف اطلاق النار الى الجنوب"وبدأ فريق هندسي تابع للحزب بمسح المنازل المدمرة والمتضررة.

وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته "اذا استطعنا ان نستأجر منازل للذين دمرت منازلهم سوف نفعل. وعندما ننتهي من عملية المسح التي يشرف عليها 60 مهندسا من حزب الله ينتشرون في قطاع منطقة صور (الذي يضم ستين قرية)، سوف نرفعها الى الامين العام حسن نصرالله".

وهناك فريق آخر يوزع المساعدات التموينية. وتعمل جرافات مؤسسة "جهاد البناء" التابعة لحزب الله على رفع الانقاض في بعض القرى التي دمرت فيها منازل مثل معروب والعباسية وحداثا وعيتا الشعب وكفرا وغيرها...

ويعمل فريق آخر على "انتشال الجثث من شهداء الحزب المقاومين في محاور عدة ويحضرون لعملية تشييعهم".

وتقول آمال (25 عاما) التي ترتدي التشادور وتعلق صورة نصرالله على صدرها، "نزور العائلات التي دمرت منازلها لنتمكن من معرفة عدد الشهداء ونرفعها بدورنا الى الامانة العامة لحزب الله لان الذين استشهدوا جميعهم اخوتنا واهلنا في القرى".

ويقول جعفر (35 عاما) الذي يعمل ضمن فريق مؤلف من 50 عنصرا يوزع مؤنا على القرى التي بدأ الاهالي يتوافدون اليها "امامنا الآن مقاومة اخرى. بعد ان هزمنا اسرائيل علينا ان نستوعب ما جرى لاهلنا الذين دمرت الطائرات منازلهم وسنعمل ما في وسعنا للتخفيف من هذه الكارثة".

ويقول ان هناك فرقا كثيرة توزعت ايضا في معظم ارجاء الجنوب لكي تحصي كل الاضرار "في المنازل او المزروعات والمصانع والمعامل والتي هي من مقومات صمود اهلنا في الجنوب".

وعند مدخل مدينة صور الساحلية، رفعت لافتات صفراء كتب عليها "لبنان الجميل الصغير هزم اسرائيل"، فيما وقف اكثر من ثلاثين شابا على الطرق المؤدية الى المدينة وقد ارتدوا قمصانا عليها صور نصرالله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري يوزعون الحلوى على السيارات الواصلة الى المدينة محملة بالامتعة والفرش والعائلات.

وفي الطرف الاخر من المدينة، كانت مكبرات للصوت تبث خطبا للامين العام لحزب الله وتدعو للموت لاسرائيل واميركا. (أ.ف.ب)