حديث الذكريات نجوم الزمن الكروي الجميل

> «الأيام الرياضي» خالد هيثم:

>
طارق قاسم الثالث من اليمين جلوسا ضمن فريق التلال
طارق قاسم الثالث من اليمين جلوسا ضمن فريق التلال
أول فرصة لي كانت في مواجهة نارية ضد فريق الجيش .. أعترف وأنا أكتب هذه المقدمة أنني لا أعطي ضيوفي على هذه الصفحة حقهم الذي يستحقونه لأنهم أصحاب مواصفات عالية خاصة جداً في ملاعب كرة القدم، فبعضهم رأيتهم يلعبون وبعضهم لم أرهم.. وضيفي اليوم هو امتداد لما قدمته في الأسابيع الماضية وهو لاعب كرة قدم حقيقي كان يمتلك مقوماتها فأبدع كثيراً في صفوف التلال والمنتخبات ونال شهرة كبيرة بعطائه النادر في الملعب وتعامله مع كرة القدم.. إنه نجم التلال طارق عبدالله قاسم الذي لقب بصاحب الرئات الثلاث لحركته الدؤوبة داخل الملعب التي لا تتوقف حتى تأتي بالفوز في معظم المباريات التي خاضها باللون الأحمر وألوان المنتخب.. مشوار بن قاسم القصير عمراً والكبير عطاءً سجلنا ذكرياته التي نسردها في السطور القادمة:

بداية الحكاية
وهو يسترجع بداياته الكروية على ملاعب كرة القدم قال طارق قاسم أن العام 1980م كان هو البداية عندما وجد نفسه يمارس كرة القدم بالشكل الاعتيادي في المدرسة والحارة، ليجد نفسه من خلال الحاح أخيه الأكبر ومثله الأعلى خالد قاسم ينضم إلى فريق ناشئة التلال، ثم بعدها بعام في فريق الشباب، وهذه كانت بدايته الرسمية مع كرة القدم في الإطار الرسمي.

فرصة في مواجهة من نار
وأضاف طارق قاسم قائلاً:«وجودي في فريق الشباب لم يستمر سوى عام واحد حيث تم ترفيعي للفريق الأول أنا وزميلي محمد الخلاقي ورائد طه، وشاءت الظروف أن تكون فرصتي الأولى مع الفريق الأول في مباراة ذات خصوصية أمام فريق القوات المسلحة القوي جداً والتي انتهت بالتعادل لتعاد ونتعادل ثم تعاد لنفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف، لذلك كانت المباراة بأحداثها وظروفها ونجومها فرصة نارية حظيت بها لأن مباريات تلك الفترة كانت لها جماهير لا توصف والحمدلله أن تلك المباراة بما حققناه فيها أعطتني دفعة لمواصلة مشواري مع التلال».

استدعائي للمنتخب
في موسمي الأول مع الفريق الممتاز وجهت لي دعوة لأكون في قوام منتخب الشباب، الذي كان يستعد لخوض استحقاق قادم، وكان على رأس إدارته الفنية الكابتن (عباس غلام)، وتلك كانت خطوة أخرى في مشواري مع كرة القدم بالإنتقال للعب في المحافل الخارجية، وهي كانت نقلة سريعة بالنظر إلى الفترة التي ظهرت فيها، وفعلاً كان لقائي الأول بألوان منتخب الشباب ضد قطر في الدوحة، وأذكر أننا تعادلنا بهدف لهدف.. بعدها وفي العام 83م تم استدعائي إلى المنتخب الأول الذي كان يقوده الكابتن عزام خليفة وكنت حينها أنا وياسين محمود حيث شاركنا في بطولة كأس العرب التي جرت في السعودية، وكانت تلك هي بدايتي مع المنتخبات والتي استمرت حتى ابتعادي عن كرة القدم في عام 88م.

مباراة في الذاكرة
ومن ذكرياته حول المباريات التي كان لها وقع خاص عنده وما يزال يتذكرها قال أنها كثير فهناك مباراة في عام 87م كانت ضد الوحدة.

حيث كان الفريق التلالي يعاني من غياب معظم لاعبيه الأساسيين فتم إشراك مجموعة من الشباب الصاعدين في تلك الفترة أمثال: عبدالناصر نديم (رحمة الله عليه) وواثق أبو راس ومختار محمد حسن وغيرهم.. فيما الوحدة كان مكتمل الصفوف، وكان فريقنا رائعاً وقدمنا مباراة كبيرة جداً وانتهت المباراة في وقتها الأصلي بالتعادل بهدف لمثله، فسجل للوحدة الأحمدي وعادل النتيجة لنا صلاح سيف الدين في آخر الوقت لنحسم المباراة بضربات الترجيح لصالحنا ونصعد إلى نهائي الكأس.

كذلك كانت المباراة النهائية والتي حققنا فيها كأس الجمهورية في نفس العام، حيث سجلت أنا الهدف الوحيد في وقت متأخر من عمر اللقاء.

أما أفضل مباراة مع المنتخب فإنني أتذكر مباراة خضناها ضد منتخب المغرب في المغرب ورغم أننا خسرناها ، الا أن عطاء المجموعة كان رائعاً وكنا نستحق أن نفوز، فقد امتلكنا الملعب وتألقت المجموعة ابراهيم عبدالرحمن، طاهر باسعد (رحمة الله عليه)، أحمد سعيد أحمد ، حسين صالح، جميل شرف، الأحمدي، شكري صعيدي، عدنان سبوع، ووجدان شاذلي.

أول هدف رسمي لي مع التلال
أول هدف سجلته كان في مباراة جمعتنا مع شمسان وأذكر هذا الهدف بشكل جيد، حيث استلمت كرة جاءتني من جهة اليسار فاستقبلتها ودخلت بها في عمق دفاع شمسان وسددتها في مرمى حسين ميسري حارس شمسان.

أول هدف دولي
كان تسجيلي لأول هدف دولي في مباراة ضد الأمارات وكان على مستوى الكبار غير أني سجلت قبل ذلك هدفاً في مرمى البحرين وذلك في مباراة مع منتخب الشباب وانتهت بالتعادل بثلاثة اهداف.

أهداف لها خصوصية في مشواري
وهو يتذكر أهدافه قال طارق أنه سجل كثيراً من الأهداف غير أن هناك ثلاثة أهداف سجلها للتلال كانت هي الأكثر حضوراً في ذاكرته.. كان أولها في مرمى خالد عاتق حارس الشعلة وجاء من ضربة حرة مباشرة من خارج منطقة الجزاء.. وثانيهما كان في مرمى الجيش وسجلته من كرة بضربة (دبل كيك) وثالثهما كان في مرمى شعب حضرموت وجاء من اختراقة وتسديدة وأحرزنا به كأس الجمهورية.

مواقف عالقة
في أحد معسكراتنا مع المنتخب كان هناك نوع من المزاح الثقيل بيني وبين الكابتن عدنان سبوع في ساحل العروسة في التواهي، وخلال ذلك تسببت له في إصابة حرمته من السفر مع المنتخب وهذه كانت من الأمور التي دائماً ما أذكرها حيث لا تتوقع الأثر الذي تركه ذلك علي وعلى صديقي عدنان في تلك اللحظة.

خارج الذكريات غياب ظهور المواهب في التلال

لم يعد هناك مواهب حقيقية تظهر في التلال، وأصبح التفكير فقط باللاعب القادم من خارج النادي بشكل جاهز، كما لم يعد هناك من يسعى للبحث عن المواهب في المدرسة والحارة واحضارها إلى النادي لصقلها كما كان يحصل من سابق ولعل من يشاهد دوري رمضان ويشاهد اللاعبين يستغرب أن لا يكون مثل هؤلاء في الأندية الأهلية.

تجربة تدريبية زادت من أسفي
بحسرة وألم تطرق الكابتن طارق قاسم إلى تجربته القريبة جداً مع التدريب والتي خاضها مع شباب التلال قبل عامين تقريباً، حيث قال:«تسلمت المهمة بعد أن تم الاتصال بي، وفعلاً وافقت على أساس أن هذا هو التلال مهما كان قد حصل والتلال في قلبي ليس له حد كإسم ، غير وللأسف أني فوجئت يوماً وبعد مرور فترة زمنية لشهور وبينما أنا مع الفريق إذا بأحد اللاعبين الصغار يبلغني بأنني لم أعد مدرباً ، وأن هناك مدرباً جديداً، وهو ما أكده لي إداري الفريق فأصبت بصدمة أن يعاملني أحد بهذا الشكل في الإدارة التلالية فزادت آلامي وعاد جرحي القديم ينزف من جديد وتذكرت ما تجرعته في الماضي وأنا في عز عطائي الكروي.

طارق قاسم الرابع من اليمين في تشكيلة المنتخب
طارق قاسم الرابع من اليمين في تشكيلة المنتخب
عطاء كبير وعمر قصير في الملاعب
وعن ابتعاده عن الملاعب بشكل مبكر حيث كان لم يتجاوز عمره الـ 26عاماً قال صاحب الرئات الثلاث:« يبدو أنك مصر على أن تقلب أوجاعي فأنا تركت الملاعب بعد أن أجبرتني الظروف ومتطلبات الحياة في ظل جحود من كانوا على رأس قيادة التلال، فقد كنت احتاج إلى وظيفة وعجز الجميع أن يوجدها لي وأنا من قدمت الكثير للتلال والوطن فعندما رأيت ذلك الجحود بحثث عن مصدر رزق لي وهجرت كرة القدم، بل لا أخفي عليك أنني ندمت يوماً على أنني لعبت كرة القدم..الا أن ما منحني إياه جمهور التلال من تشجيع وحب فقط هو ما يجعلني أعيد التفكير في هذا.. ومع ذلك عدت في عام 89م بإصرار من أخي خالد وعزام خليفة، الا أن هناك من كان يكذب فغادرت دون عودة وأنا في أوج عمري وعطائي الكروي.

مقتطفات من الحديث
> لم أنل حقي على ما قدمته لكرة القدم ولنادي التلال لأنني كنت أرفض أن أذهب وأقرع الأبواب.

> لا أتابع مباريات التلال في الملعب بسبب انشغالي بعملي.

> وفاة عبدالناصر نديم ومن ثم منير عوض نجماً التلال من المواقف التي أبكتني.

> تأهل منتخب الناشئين إلى كأس العالم هو الحدث الوحيد الذي شدني منذ أن ابتعدت عن الملاعب.

> بعد مرور سنوات فإنني أقوال للتلال شكراً لما أعطيتموني .

> عزام خليفة وأخي خالد قاسم هما المدربان أصحاب الفضل علي

> عدنان سبوع أكثر لاعب زاملته في الملعب.

> حالة لاعب حسان سالم العريس تؤكد أن الوضع الرياضي مؤسف والا كيف يترك لاعب مثله يصل إلى هذا الحال.

> رغم الامكانيات التي توفرت لجيل اليوم الا أن المستوى غائبا وأحزن عندما أسمع أن مستوى التلال في الحالة التي هو فيها.

> الأحمدي ووجدان شاذلي هما اللاعبان اللذان كنت أحب أن أراهما خارج التلال.

> لم أكن أحب أن ألعب إلى جانب لاعب معين لأنني كنت أسعى إلى التأقلم مع من هو موجود في الملعب.

> لم أكن أحب الألقاب وكنت أسعد عندما يناديني الجمهور بإسمي.

بطاقة النجم
> الاسم: طارق عبدالله قاسم

> مواليد : 16/11/1963م

> الوظيفة : بدون

> لاعب التلال والمنتخبات من 80-88.

> رقم الفانيله 15.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى