الصحف العربية تشن هجوماً عنيفاً على بشار الاسد

> بيروت «الأيام» وكالات:

>
الرئيس السوري بشار الاسد
الرئيس السوري بشار الاسد
انتقدت صحف سعودية ومصرية واردنيةولبنانية صادرة يوم أمس الاربعاء خطاب الرئيس السوري بشار الاسد الذي هاجم هذه الدول دون ان يسمها واتهمته ب"سرقة نصر حزب الله",وقالت صحيفة "الوطن" السعودية في مقال بعنوان "سرقة النصر دون طلقة رصاص واحدة": "لا يحاولن أحد سرقة النصر الذي حققه لبنان، فحري بهذا البلد أن يهدي النصر لبنيه من دون أي تدخل من أية جهة كانت".وكتبت "قد تكون الحرب بالنظارات سهلة، واقتناص الفرص أسهل على من يتحدث أمام حشد معبأ بالوطنية والقومية، فيما أرضه المحتلة على مرمى حجر منه، وهو لم يطلق رصاصة واحدة على عدوه منذ احتلالها، كما أن قواته لم تكن على قدر المسؤولية في الدفاع عن لبنان عندما كانت متواجدة على أراضيه خلال الاجتياح الذي تعرض له لبنان عام 1982".

واعتبرت "الوطن" ان "خطاب الرئيس الأسد الذي جاء في مجمله موجها إلى اللبنانيين (..) ستكون انعكاساته داخل لبنان ليست لمصلحة لبنان ولمصلحة مقاومته".

وفي عمان نشرت صحيفة "الغد" المستقلة مقالة لرئيس تحريرها ايمن الصفدي قال فيها: "تحدث الاسد وكأنه عاد لتوه من الجبهة، حاضر حول الصمود والمقاومة وكأن الجولان مشتعل في وجه الاحتلال، نسي ان للناس ذاكرة وآذانا وعيونا لم تسجل اي فعل سوري مقاوم منذ عقود ولم تلحظ من النظام السوري الا استقواء على لبنان وعلى الشعب السوري وخنوعا امام اسرائيل".

وقالت "اليوم وبعد أن خرج لبنان من حرب مدمرة حافظ خلالها اللبنانيون على وحدتهم وصمودهم في وجه آلة الحرب الاسرائيلية، يخرج الأسد عليهم وعلى العرب بخطاب تخويني تحريضي يذكي الفتنة في لبنان ويزرع بذور الاقتتال والفوضى".

وأضافت الصحيفة "الناس يعرفون أن النظام السوري لم يقاوم إلا بالدم اللبناني وعلى حساب لبنان، و إلا فليترجم النظام السوري قوله فعلا، ويسمح بقيام مقاومة سورية لتحرير الجولان تأخذ، كما قال الرئيس السوري، "غطاءً من الحكومة وليس إذنا"، فالشعب السوري كان مصنعا للثورات الوطنية وسطر دروسا في المقاومة الحقيقية قبل أن يكتم البعث أنفاسه، والشعب السوري قادر على أن ينتج المقاومة الحقيقية التي تحاكي تاريخه الوطني إذا وفر له البعث "الغطاء".

وتابع "واليوم، وبعد ان خرج لبنان من حرب مدمرة حافظ خلالها اللبنانيون على وحدتهم وصمودهم في وجه آلة الحرب الاسرائيلية، يخرج الاسد عليهم وعلى العرب بخطاب تخويني تحريضي يذكي الفتنة في لبنان ويزرع بذور الاقتتال والفوضى".

اما وزير الاعلام الاردني السابق صالح القلاب فكتب في جريدة "الرأي" الحكومية "أمس صدرت فتوى ثورية بالنسبة للحرب الاخيرة تقول "لقد انتصر حزب الله ولقد خاضت اسرائيل هذه الحرب لانقاذ تحالف الرابع عشر من آذار" و بهذا فإنه على الجميع السمع والطاعة".واضاف "فحزب الله هو المنتصر والحكومة اللبنانية التي هي حكومة هذا التحالف يجب ان تدفع الثمن ويجب طي صفحة اغتيال الحريري وصفحات جميع الذين جرى اغتيالهم ويجب اسقاط فؤاد السنيورة والاتيان بغيره من غير تحالفه لقيادة لبنان".

وفي القاهرة، كتبت صحيفة "الجمهورية" الرسمية "كان طبيعيا أن يلقي الرئيس السوري بشار الأسد خطابا بعد وقف إطلاق النار ليؤكد سروره بانتصار المقاومة اللبنانية وهو الانتصار الذي أسعدنا جميعا".

واضافت "لكن الرئيس السوري عليه أن يدرك أن اللغة الازدواجية التي يتحدث بها ربما كانت تصلح في عهد والده الزعيم الراحل حيث كانت هناك قوتان عظميان".

وكتب مجدي مهنى في "المصري اليوم": "أقل ما يمكن أن يوصف به خطاب الرئيس السوري بشار الأسد بخصوص لبنان، هو أنه سخيف وغير مسؤول ويضر بمصالح لبنان ولا يفيد المقاومة وحزب الله في شيء، بل يسيء إلى المقاومة، ويتاجر بها علي حساب الدور البطولي الذي قامت به في مواجهة العدوان الإسرائيلي".

واضاف "ليس من حق بشار الأسد أن يشعل النيران في لبنان، بالإشادة بدور المقاومة والإساءة إلى القوى المناوئة لها وحتى لو كانت سوريا هي من تمد المقاومة بالسلاح وبالدعم الى جانب ايران". كما انتقدت صحف لبنانية صادرة أمس الاربعاء بشدة خطاب الرئيس السوري بشار الاسد الذي اتهم فيه قوى لبنانية معارضة لدمشق بالعمل لمصلحة اسرائيل ورأت في ذلك تحريضا على الاغتيالات والفتنة الداخلية ومحاولة لاستثمار صمود حليفه حزب الله في مواجهة اسرائيل.

وكتبت صحيفة "المستقبل" التي تملكها عائلة الحريري "لم يتأخر الاسد في استثمار الحرب على لبنان على طريقة امر العمليات الذي يعني اباحة الدم" وذلك في هجومه على قوى 14 اذار/مارس التي تجمع الاكثرية النيابية والوزارية.

واعربت عن تخوفها من "بدء سوريا وايران (حليفتها) هجوما سياسيا مضادا ينذر بمضاعفات داخلية واقليمية خطيرة".

ورأت صحيفة "النهار" "ان الخطاب في شقه اللبناني تحريضي ويرمي الى افتعال مشكلة بين اللبنانيين" مؤكدة "ان لا عودة لنفوذه (الاسد) في لبنان".

واشارت الى احتمال طرح المسألة على طاولة مجلس الوزراء وقد تكون موضوع شكوى امام جامعة الدول العربية "كما ان التهديدات ستثار امام رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري".

وكان الرئيس السوري اتهم في خطاب القاه الثلاثاء قوى 14 آذار بانها "منتج اسرائيلي".

حتى ان صحيفة "السفير" المقربة تقليديا من القادة السوريين كتبت افتتاحية لناشرها طلال سلمان حملت عنوان "لو ان بشار الاسد ظل اخا اكبر".

وقالت السفير "كنا نتمنى لو ان الرئيس السوري قد تعالى على المرارات المتخلفة عن التجربة التي فشلت في بناء النموذج للعلاقات بين دولتين متكاملتين (...) واكتفى بان يهنئ اللبنانيين كل اللبنانيين على النجاح في صد الهجمة الاسرائيلية الهمجية".واضافت "نتمنى لو ان الاسد اغتنم لحظة النصر البهي الذي حققته المقاومة المعززة بالتضامن الشعبي وبالتماسك الحكومي فتوجه الى لبنان كله ليفتح صفحة جديدة".

وفي مقارنة بين خطابي الاسد وامين عام حزب الله السيد حسن نصر الله لفتت الى الكلمة التي وجهها نصرالله مساء الاثنين تميزت "بروح التسامح والدعوة الى الوحدة والتحذير من المخاطر".

من ناحيتها ابرزت صحيفة "الشرق الاوسط" هجوم الرئيس السوري على دول عربية ابرزها السعودية ومصر وعنونت في صدر صفحتها الاولى "دمشق وطهران تهاجمان الدول العربية".

وكان الاسد قد انتقد الدول العربية التي اتهمت حزب الله ب"المغامرة" وذلك في رد غير مباشر على مواقف للمملكة العربية السعودية والاردن ومصر بشكل خاص.

واشارت "الشرق الاوسط" الى مخاوف الاكثرية النيابية اللبنانية المناهضة لدمشق "من استقواء حزب الله بالموقف السوري للممطالة في تنفيذ تعهداته بالانسحاب من الجنوب" بما يسمح بانتشار الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية وفق مقتضيات القرار الدولي 1701. وفي الاردن شنت الصحف أمس الاربعاء هجوماعنيفا على الرئيس السوري بشار الاسد .وقالت إن الخطاب الذي ألقاه أمس الأول الثلاثاء من شأنه "إذكاء الفتنة" في لبنان، وتحدت الصحيفة دمشق أن تشن حربا على غرار حرب "حزب الله" في لبنان لتحرير الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى